السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية حكايتي قبل 3 سنوات كنت في العمل، وفجأة أحسست بضيق تنفس وتسارع دقات قلبي، ومن بعد هذه الحادثة أصبحت أحس بدقات قلبي قوية وسريعة، وضيق بالتنفس، وتزيد الحالة بعد الأكل بحوالي ساعة أو ساعتين وذهبت لطبيب القلب.
أخبرني الطبيب بأن لدي ارتخاء بسيطا في الصمام، ذهبت إلى خمسة دكاترة اخصائيي قلب، وأكدوا لي أن الارتخاء الذي لدي هي حالة بسيطة ومنتشرة لدى أغلب النساء، وطلبوا مني عدم مراجعة دكتور القلب مرة أخرى، وأنا منذ 3 سنوات لم أذق طعم السعادة، أشعر أني سأموت بكل لحظة، ولا أحب الجلوس في بيتي، أحس بالأمان في بيت أهلي، ولا أحب ركوب السيارة ولا السفر ولا التجمعات العائلية، وأحس أحيانا بأنه سوف يغمي علي ولا يغمي عليـ ومرتين دخلت المستشفى تحت الملاحظة.
كان السبب أنه تصبح دقات قلبي سريعة جدا تصل إلى 130 في الدقيقة، ويعملون لي تخطيطا وتحاليل دم، وتحليلا للغدة، والنتيجة سليمة جميعها -ولله الحمد- ويقولون لي حالة نفسية، ذهبت إلى العمرة فأحسست بضيق شديد وزيادة دقات قلب، وإحساس بالموت، لا أعرف لماذا وأشعر بألم بالصدر؟!
ملاحظة:
عملت سونار للقلب، وأشعة بالمادة البيضاء للمعدة، وتخطيط قلب، وتحاليل دم، وتحليل غدة، وجميعها سليمة ولله الحمد.
آسفة على الإطالة وأتمنى أن أجد العلاج المناسب لحالتي في منتداكم.
لكم جزيل الشكر على مجهودكم العظيم، وشكرا.
الإجابــة
. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فربما قد لاحظت أن كثيرا مثل حالتك تعرض علينا في الشبكة الإسلامية، وهذه الحالات أصبحت في الحقيقة الآن منتشرة، والذي يحدث لك يسمى في الحقيقة بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وهي حالات قلقية مفاجئة تتسم بأعراض فسيولوجية مثل التسارع في ضربات القلب، وألم الصدر، والشعور بالضيق، وبعضهم يشعر أن النفس لديه كأنه سينقطع، وبعض الناس يشعر بقرب الموت وهكذا، هذه حالة نفسية بحتة، ولا تعتبر أبدا حالة عضوية.
ومن الأمور التي تعقد هذه الحالات أن بعض الناس يذهبون إلى أطباء القلب، وتجرى الفحوصات المتكررة والدقيقة، وهذا ربما يؤدي به إلى شيء من التوهم المرضي، لكن الإنسان بطبعه يشفق، ومن حقه أن يراجع الطبيب متى ما أراد ذلك، والذي أريد أن أؤكده لك أن حالتك حالة نفسية بحتة، وهي حالة بسيطة جدا، وليس هناك ما يدعوك للتردد على أطباء القلب، حتى عملية ارتخاء الصمام الميترالي هي شيء بسيط موجود لدى عشرة في المائة من الناس، ولا علاقة له بحالتك هذه.
هناك علاجات دوائية ممتازة جدا لحالتك، وأفضل دواء لعلاج مثل هذه الحالة هو دواء يعرف باسم سبرالكس Cipralex جرعة البداية هي عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
وهنالك دواء مساعد يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فأرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام أي حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.
من السبل العلاجية السلوكية وهي مهمة جدا، وهي أن تحقري فكرة الخوف، وتعرفي أن الأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يؤخر في عمر الإنسان لحظة، ولا يقدم في عمره.
أنا أعرف أنك مؤمنة ومتوكلة، وهذا النوع من الخوف هو خوف مرضي مرتبط بنوبات الهرع، والإنسان يحتاج إلى درجة معينة إلى الخوف من الموت، وذلك لأجل أن يعمل لما بعد الموت.
مارسي أيضا أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة؛ فهذه مفيدة جدا، وأنصحك أيضا بتطبيق تمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة ومفيدة، ولو تواصلت مع أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك عليها يكون شيئا جيدا، وإن لم تستطيعي ذلك، فيمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الانترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، إذن التشخيص واضح في حالتك وهي نوبات الهرع، ولا علاقة لها بأمراض القلب، وخط العلاج قد أوضحته لك فخذي به.
نسأل الله أن ينفعك بما قدمنا لك من حلول، وجزاك الله خيرا.
هذا ومن الله التوفيق والسداد.