السؤال
السلام عليكم.
لدي ثلاثة أطفال، والمشكلة مع الكبير عمره خمس سنوات، والبنت أربع سنوات، والصغير ستة أشهر، ابني الكبير دائما حزين، ويغضب دائما، ومن شدة الحزن يضحك حتى تدمع عيناه، ولا يأكل الطعام.
عمره خمس سنوات، طوله 105سانتيمتر، وزنه 17كيلو غرام، وهو عنيد جدا إذا ضربه أحد يبكي ولا يضربه، أرجوكم ساعدوني سريعا أنا بحاجة إليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيريفان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
أيتها الأخت الفاضلة لا تصفي ابنك بالغباء، فهذه الذرية هي من أعظم نعم الله علينا، بل على العكس تماما ادعي لابنك بالصلاح، وادعي له بأن يكون سعيدا في حياته وموفقا بإذنه تعالى.
الطفل من طبعه قد يكون لديه درجة من العناد، وهذه مطلوبة؛ لأن هذه الدرجة البسيطة من العناد تقوي شخصية الطفل، وهي مرحلة تطورية ارتقائية طبيعية في حياة الأطفال.
السلوك السلبي الذي يصدر من الطفل هو في الأصل خبرة مكتسبة، وقد نكون نحن الكبار ساهمنا في ذلك، وأنا في الحقيقة لا أريد في أي حال من الأحوال أن أسبب لك أي نوع من الحرج، لكن أقول لك أن الضرب للطفل ليس أمرا جيدا وليس مفضلا من الناحية التربوية أبدا، يضعف شخصية الطفل، ويزيد من عناده، وربما يتعلم الطفل وسائل غير سليمة لتجنب الطفل، فيا أختي الكريمة لا تضربي ابنك، بل أشعريه بالأمان وأشعريه بحبك له، وحاولي دائما أن تحفزيه وأن توجهيه في الأمور السلبية.
الحزن الذي يعاني منه الطفل لا شك أنه ناتج من افتقاده للأمان، ونحن لا نعالج الأطفال حين يصابون بالكدر، عن طريق الأدوية، بل نعالجهم من خلال إشعارهم بالمحبة وتحفيزهم وأشعارهم بأنهم مهمين في حياتنا.
فأرجو أن تغيري من منهجك التربوي، وما شاء الله أنت رزقت بثلاثة أطفال في هذا العمر، وهذا يتيح لك فرصة أن تلاعبي أطفالك فانزلي إلى مستوى الطفل، ولاعبيه وحفزيه وشجعيه ولا تضربيه، هذا هو الذي أنصحك به.
أما بالنسبة أن الطفل إذا ضربه أحد يبدأ بالبكاء، ولا يرد على الطفل الآخر، فيجب أن لا نشجع الأطفال أبدا بأن يثأروا لأنفسهم من خلال الضرب، هذا ليس صحيحا، ولكن الطفل يكون قوي الشخصية بأن نجعله يستدرك بأن الآخر ليس بأقوى منه بل هو طفل سيئ، هذا الذي يقوم بالضرب، والضرب بين الأطفال في بعض الأحيان يكون أمرا عاديا جدا، لكن إذا كان سلوكا مستمرا فلا بد أن تبعدي ابنك من مثل هذه التصرفات وتبحثي له عن بيئة أصلح.
هذا الذي أود أن أنصحك به، وأرجو أن لا تضربي أبنك فهذه لغة غير مقبولة، وأنصحك بتشجيعه وتحفيزه، وإشعاره بالأمان، ويجب أن نقبل درجة من العناد لأن العناد طبيعي في حياة الأطفال، بل له بعض الإيجابيات إذا كان في درجة معقولة.
أرجو أن تتيحي لطفلك فرصة في أن يلعب مع الأطفال في عمره، ويختلط معهم وما دام هو الأكبر أشعريه بمكانته وأشعريه بأنه هو مقدر ومعتبر، وأنه هو الأكبر هذا كله يساعد الطفل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله أن يصلح ذرياتنا وذريتك.
ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.