أعيش خجولا منطويا لا أضحك ولا أتفاعل مع من حولي..فما توجيهكم؟

0 365

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي يا دكتور أني في بيت كله مشاكل ليله ونهاره إلى يومنا هذا، صرت أحس أني ثقيل دم، وهذا سببه أني مكتئب، فمثلا: أتابع مسرحية ما أو شيئا كوميديا بدون أن أضحك ولا يضحكني الفلم، بينما أخي يضحك إلى جنبي، ولا أقدر أتكلم وأضحك معهم وأقول نكت؛ لأنها ما تضحكني أصلا فكيف أقولها؟! صرت خجولا وصرت منطويا جالسا في البيت لا أطلع؛ لأني أخذت فكرة عن نفسي أني ساذج، ولا أقدر أتواصل مع الناس، حتى أصدقائي ينادوني أطلع معهم وأعتذر لهم بأمر آخر.

أريد أعرف شيئا واحدا يا دكتور لماذا أتابع المسرحيات ولا أضحك؟ لماذا ما لضحك مثل العالم؟!

تأتيني نكت في جوالي ووالله حتى الابتسامة لا تظهر، مع أن النكتة تضحك مرة لما يقرأها زميلي!

المعذرة على الإطالة، أتمنى أن تدلوني ماذا أفعل فقد كرهت حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أيها الابن الكريم: أريد منك أن تصحح مفاهيمك حول أسرتك، هذا من وجهة نظري هي نقطة البداية المهمة جدا، فإذا ثبت في تفكيرك أن البيت كله مشاكل فهذا سيجعلك في وضع نفسي ووجداني لا يمكن معه أن تتغير بصورة إيجابية ترضيك وتسعدك.

وأريد أن تعيد النظر في هذه المقولة (بيتي كله مشاكل) كل البيوت فيها بعض الصعوبات، فيها سلبيات وإيجابيات، وأنت في هذا العمر في بداية الشباب حيث الطاقة النفسية والطاقة الجسدية تكون في أحسن حالتها، حين تطبق على نفسك من خلال هذه الأفكار السيئة وهي أن البيت كله مشاكل، هذا سيدخلك في شيء من الاكتئاب والانعزال، ويجعلك قليل التفاعل والانفعال حول ما يدور حولك وحول نفسك، فأريدك أن تصحح من مفاهيمك، وانظر إلى الأشياء الإيجابية، واعلم أن الإنسان لا يمكن أن يغير أسرته، وإذا كانت هناك مشاكل حقيقة، فيجب أن تسأل نفسك: هل أنا ساهمت في هذه المشاكل؟ فإن كانت الإجابة (لا) أقول لنفسي لماذا لا أسعى لحل هذه المشاكل؟ لا بد أن يكون لك دور فعال ودور مصلح وصالح، وإن لم تستطع فحاول أن تهدئ الأمور على الأقل.

إذا أنت مطالب بثلاثة أشياء، أولا: لا تنظر نظرة سلبية سوداوية نحو أسرتك، وثانيا: ساهم في حل هذه المشاكل، ثالثا: درجة انشراح الإنسان لا تقاس أبدا من خلال الضحك عند متابعة المسرحية الكوميدية أو خلافه، فالشعور بالسعادة والارتياح هو شعور داخلي، فالضحك الذي لا ضوابط له لا أعتقد أنه مفيد أصلا، فأريدك أن تغير مفاهيمك وأن تسعد نفسك من خلال أن تكون فاعلا في المنزل.

وهناك نصيحة مهمة وضرورية جدا، وأنت في هذه المرحلة العمرية من عمرك يجب أن تجتهد في دراستك، يجب أن تسلح نفسك بسلاح العلم والدين، هذه هي المقومات التي يجب أن يعتمد عليها الشاب لكي يعيش حياة مستقبلية هانئة وسعيدة.

انظر إلى الأمور بإيجابية، وعليك بالرفقة الصالحة الطيبة، ولا بد أن تخصص وقتا للدراسة ووقتا للرياضة، ووقتا للقراءة غير الأكاديمية، ووقتا لمشاهدة البرامج الجادة والجيدة، واذهب إلى المساجد وانضم لحلقات التلاوة، ومارس الرياضة مع أصدقائك وزملائك هذه هي الطريقة التي تبني بها شخصيتك وتبني من خلالها مستقبلك، وتكتسب من خلالها مهارات كثيرة، وتقضي تماما على السلبية والانطوائية، يجب أن تفرح وتشرح صدرك، ويجب أن تستقبل الحياة بإيجابية، تخلص من الأفكار السيئة.

من جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأقول لك أنت لست بحاجة أبدا إلى أي نوع من العلاج الدوائي، هي مرحلة من التفكير السلبي إذا اتبعت ما ذكرناه لك من أفكار، إن شاء الله سوف تستفيد كثيرا، وأنصحك بالاطلاع على كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) فهو كتاب معروف فيه الكثير من التوجيه النفسي والإرشادي الجميل جدا والمفيد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

====
للفائدة يمكنك مراجعة الروابط التالية عن التالي:
التخلص من الاكتئاب سلوكيا : 237889 - 241190 - 262031 - 265121
وسائل تقوية الإيمان: 240748 - 231202 - 278059 - 278495

مواد ذات صلة

الاستشارات