أخاف من الأصدقاء وركوب السيارة

0 571

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،

في البداية أنا لا أستطيع تحديد مشكلتي، ولكن سأصف ما أشعر به وهي الخوف ولكن الخوف من أشياء لا يجب أن أخاف منها كالخوف من الخروج مع الأصدقاء في رحلة ما، أشعر بالخوف والقلق وكأني سوف أمرض الآن وهذا التفكير يزعجني جدا وبصعوبة أتغلب عليه، وأخاف أيضا من الليل، وأشعر بنفس الإحساس الذي ذكرته من قبل، وأخاف من المرض أمام الناس، وأنا أعلم أن الناس يمرضون ولكن أخاف أن أمرض أمامهم، لا أدرى لماذا؟، وأيضا القيء في المواصلات، هذا يزعجني أيضا ويجعلني لا أستمتع بالخروج، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.
أرجو أن يفيدني أحد، أنا طالبة في الأول الثانوي.
وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فعلا المخاوف التي وصفتها هي مخاوف ذات طابع خاص، وهذه نسميها بالمخاوف الوسواسية، لأن الخوف قائم على فكرة افتراضية ذات سمة وسواسية، فمثلا شعورك بالخوف بأنك ستصابين بمرض، هو تفكير مزعج، وهو في الأصل تفكير وسواسي وليس أكثر من ذلك.

المخاوف هي خبرات مكتسبة ناتجة من تجارب سابقة، قد لا يلاحظها الإنسان في وقتها، لكنها تظل دفينة في وجدانه، ومتى ما أتيحت لها الفرصة الكاملة تخرج في شكل مخاوف ووساوس.

أنت الحمد لله تعالى في عمر لا أقول حرج أو حساس، لكنه عمر فيه الكثير من المتغيرات الفسيولوجية والهرمونية والنفسية، لذا نحن ننصح بتوجيه الطاقات خلال هذه الفترة ليتقوى الإنسان بما يفيده مستقبلا، وأهم أمور هي التركيز على الدراسة، أمور الدين لابد أن يكون هنالك حرص عليها، أن تكون لك آمال حول المستقبل وأن تكون لك أهداف وآليات لتوصلك لهذه الأهداف.

الخوف بصفة عامة يعالج من خلال تحقيره، وأن تقومي بعمل ما هو ضده، فمثلا: فكرة أنك إذا خرجت سوف تصابين بالمرض والخوف المرض أمام الناس، قولي لنفسك (هذه فكرة سخيفة، الصحة والمرض هي من عند الله تعالى، والناس يمرضون، والمرض ليس بالعيب) وفي ذات الوقت سلي الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يشفيك، هذا النوع من الحوار مع الذات مهم جدا وسوف يفيدك كثيرا.

الفراغ مشكلة أساسية في حياة الناس، وليس الفراغ في حقيقة الأمر، إنما سوء إدارة الوقت، هذا يؤدي إلى الكثير من القلق والمخاوف والوساوس، لذا أريدك أن تديري وقتك بصورة صحيحة وتستفيدي منه، تخصصي وقتا للدراسة، وقتا للرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وقتا للعبادة، وقتا للقراءة غير الأكاديمية، المواضيع التثقيفية النافعة، مشاهدة البرامج الجيدة في التلفزيون، وهكذا.. هذا يفيدك كثيرا ولا يعطي مجالا أبدا للخوف.

بقي أن أصف لك دواء علاجيا جيدا وسليما ويناسب عمرك، وهو من الأدوية الطيبة لعلاج الوساوس والمخاوف، الدواء يعرف تجاريا باسم (فافرين) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) أرجو أن تتناوليه بجرعة خمسين مليجراما، تناوليها ليلا بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفاعلة، من الأدوية الطيبة والممتازة، والتي سوف تفيدك إن شاء الله كثيرا.
لا تشغلي نفسك بموضوع القيء في المواصلات، هذا كله ناتج من قلق المخاوف، أريدك أيضا كتوجيه سلوكي أخير أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدا، وإذا استطعت أن تتواصلي مع أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك عليها هذا أجود، وإن لم تستطيعي فيمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو CD من أحد المكتبات ومن ثم تتبعي التعليمات والإرشادات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، كما أنه توجد مواقع كثيرة على الإنترنت توضح كيفية تمارين الاسترخاء.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب

مواد ذات صلة

الاستشارات