رهاب اجتماعي ورعشة في اليدين

0 348

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الرهاب منذ الصغر، وازداد معي المرض في الكبر، وأعاني من رعشة باليدين، خاصة في الموقف المحرجة أو كلما نظر إلي الناس، وأنا حساس بدرجة كبيرة، ولا أتقبل النقد، وإذا تكلمت أتلعثم، وأعاني من النسيان، وأعاني من عدم الثقة بالنفس، استخدمت قبل سنتين دواء سيروكسات، ولم ألاحظ تحسنا على حالتي؟

للمعلومية استخدمت الدواء بدون إشراف طبي، فأرجو أن تساعدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س ز م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الرهاب هو نوع من القلق وليس أكثر من ذلك، ونحن نحرص أن نرشد الأخوة والأخوات الذين يتواصلون مع موقعنا هذا (إسلام ويب) بأن يغيروا من مفاهيمهم حول هذه الحالات.

أنت مثلا ذكرت أنك تعاني من الرهاب منذ الصغر، نحن نقدر قولك هذا جدا لأنك تريد أن توصل لنا المعلومة الصحيحة كما تراها، لكن من الناحية العلاجية أنا لا أريدك أن تعتقد ذلك، يجب أن لا تعتقد أنك مصاب بالمخاوف منذ أن كنت صغيرا.

هذه المخاوف مخاوف مكتسبة وهي نوع من القلق النفسي، وحقيقة تحقير المرض يعتبر مهما جدا في مثل هذه الحالات، فتجاهله وفكر بصورة مخالفة جدا لما تعاني منه، قل لنفسك (ما الذي أخشاه؟ لماذا أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين، لدي مقدرات كثيرة يجب أن أستفيد منها، ويجب أن أتجاهل هذا الخوف).

بمعنى آخر: يجب أن تنقل نفسك بصورة معرفية وفكرية إيجابية على أنك في وضع صحي جيد ولا تلبس ثوب الرهاب هذا، وتجعله يسيطر عليك، وتكون حياتك وأنماطها متحركة من هذا المعنى، أنت الحمد لله شاب، لديك القوة، لديك الحمد لله تعالى المعرفة، فقط يجب أن تقيم نفسك بهذه الصورة الإيجابية.

ثانيا: الإنسان لابد أن يكون فعالا، والفعالية تأتي من خلال القناعة أولا بأن الإنسان من مهامه التي أكرمه الله بها هو أن يسعى لعمارة هذه الأرض، وعمارة الأرض تفيدنا حقيقة، أن تعمل، أن تنتج، أن تضيف، هذا يعود عليك بالفائدة على النطاق المادي، على النطاق الاجتماعي، على النطاق الاقتصادي... وهكذا.

فيا أخي: أنت مطالب بأن تجد عملا، أيا كان نوع هذا العمل، وقيمة الرجل هي في العمل، هذا ضروري جدا، فأرجو أن تحرص على ذلك.

ثالثا: هنالك أمور طيبة وسمحة جدا في ديننا الحنيف، صلاة الجماعة، أنا أعتبرها من أفضل وسائل علاج الخوف والرهاب الاجتماعي، خاصة إذا صلى الإنسان في الصف الأول، هذه الصلاة طمأنينة كبيرة ونعمة كبيرة من الله تعالى، فقليلا ما يقابلني شخص يكون حريصا على الصلاة في المسجد، ويعاني من الخوف والرهاب، وحتى إن عان من هذا الخوف بالقليل من الإرشاد تجده قد انتفع تماما.

الذين يداومون على حلقات تلاوة القرآن أيضا تجدهم دائما نفوسهم مطمئنة ونفوسهم منشرحة، الذين يساهمون في الأعمال الخيرية، أعمال البر والإحسان، الانخراط في الأعمال الثقافية وحضور المحاضرات والندوات ومجالس العلم، هذا كله يضيف للإنسان إضافة كبيرة جدا، بر الوالدين، والتواصل مع الأرحام فيه دفع نفسي كبير جدا لعلاج الخوف.

الرياضة، الرياضة لها قيمتها الكبيرة جدا في حياة الناس الآن، وبالمناسبة اتضح الآن وبما لا يدع مجالا للشك أن الرياضيين هم أفضل الناس من ناحية المزاج، ربما نشاهد اللاعب يتعصب داخل الملعب، لكن هذه تفاعلات وقتية، أما بصفة عامة فتجده دائما ينام أحسن النوم، حتى المعاشرة الزوجية الرياضيون هم الأفضل، حسن المزاج هم الأفضل، لا يأتيهم الخوف أو الرهاب أو الوساوس، فيا أخي كن حريصا على هذه الأشياء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالأدوية كثيرة جدا، والأدوية كلها مفيدة، لكن بعض الأخوة والأخوات يرتكبون الخطأ الجسيم، وهو الاعتماد التام على الدواء، أبدا، فما ذكرته لك من إرشاد سابق يجب أن يطبق ويطبق بصورة جدية، والدواء حتى إن أفاد الإنسان دون تطبيقات سلوكية فسوف ينتكس الإنسان حين يتوقف من الدواء، وهذا شيء منطقي جدا، فكن حريصا على التطبيقات الإرشادية بجانب العلاج الدوائي.

ما دام الزيروكسات لم يفدك فأقول لك انتقل للدواء الآخر الذي يعرف بأنه مفيد جدا وهو (سيرترالين) وهذا اسمه العلمي، ويعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) دواء فعال جدا لعلاج المخاوف، وعليك أن تصبر عليه، وسوف تجد إن شاء الله فيه نفع وخير.

ابدأ تناول اللسترال بجرعة حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في المساء لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين كما ذكرت لك دواء فعال جدا وهو ممتاز جدا، وبالطبع أنت لست في حاجة لتناول الزيروكسات حين تبدأ تناول السيرترالين، ولا توجد أي غضاضة في أن تتوقف اليوم عن الزيروكسات وتبدأ غدا في تناول السيرترالين كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات