السؤال
السلام عليكم.
لدي طفل عمره (4) سنوات، منذ أن كان صغيرا لديه حالة وهي أنه عندما يضجر أو ينعس أو يريد شيئا ما لا أفهم عليه، أو عندما يوسخ حفاظه ينبطح على الأرض ويبدأ بضرب رأسه على الأرض بجبينه، ولا زالت معه هذه المشكلة إلى الآن، فقط عندما يريد أن يدخل إلى الحمام أو ينحصر وهو كثير التبول، وقال لي الطبيب لا مشاكل بولية عنده.
هل هو دلال مثلا؟ أم عادة يرتكبها وسينساها؟ وبمجرد أن آخذه إلى الحمام لا يعيد هذه الحركة، كيف أساعده بالتخلص منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الأطفال يمرون بمراحل ارتقائية مختلفة، وكل مرحلة لها ضوابطها، ولابد للطفل أن يكتسب خبرات معينة في كل مرحلة لينتقل إلى المرحلة التي تليها، والتحكم في مخارج الطفل واستعمال الحمام بصورة صحيحة يجب أن يكتمل بعمر الثالثة.
هنالك بعض الأطفال تكون لديهم ظروف مخالفة، مثل عدم التدرب بصورة صحيحة على الذهاب إلى الحمام، وقضاء الحاجة نعتبره من الأمور الاجتماعية البيئية، بجانب أنه أمر غريزي وبيولوجي.
بعض الأطفال قد يكون لديهم درجة لعدم الاقتدار العقلي، هنالك أطفال تكون هنالك محدودية في الذكاء، هذه المحدودية تتفاوت، قد تكون شديدة، متوسطة، أو بسيطة، أو حدية، وأقصد بحدية أن الطفل لديه انخفاض بسيط جدا في درجة الذكاء، فهو في الحد ما بين الطبيعي وما بين التخلف البسيط.
هذا الطفل – حفظه الله – أعتقد أننا نحتاج أن نقيم درجة الذكاء لديه، أرجو أن لا يزعجك هذا الأمر أبدا، لكن بما أنه يضرب رأسه على الأرض وكذلك جبينه وينبطح على الأرض ولازال لا يميز كثيرا في أمر التحكم في مخارجه، فأعتقد أن هذه مؤشرات تقتضي الأمانة العلمية أن أقول لك أننا لا يمكن أن نتجاهلها؛ لأننا نشاهدها أحيانا – وأركز على أحيانا – لدى بعض الأطفال الذين لديهم محدودية بسيطة في الذكاء.
اذهبي بالطفل إلى طبيب الأطفال، أعتقد أن هذا مهم، وركزي على هذه النقطة، لمعرفة مستوى ذكاء الطفل، وتطوره الارتقائي هل هو طبيعي أم لا، هذا مهم جدا، وإذا تمت طمأنتك بصورة كاملة من جانب الطبيب، أو حتى إذا ذكر لك أنه لديه محدودية بسيطة في الذكاء هذا أمر يجب أن لا يزعجك، لأن في نهاية الأمر الحل يأتي من خلال التدريب، والإنسان يتعلم، ويمكن تدريبه - ومع بعد المقارنة – حتى الحيوان في السرك يمكن أن يدرب، وبنو البشر أكثر مقدرة على التدرب بما خصهم الله تعالى بالمقدرات المعرفية.
تشجيع الأطفال هو من الأسس التربوية المهمة جدا، وأن نتجاهل السلبيات بقدر المستطاع، وأن نكون نحن نماذج للأطفال، هذا مهم جدا، كيف يكون الكبير أو الأم نموذجا للطفل؟ وذلك من خلال ملاعبته، أن تنزلي إلى مرحلة طفولية مثل مرحلته، وهنا باستطاعتك أن تتبادلي معه بعض الألعاب وبعض المواقف التي تحفزه وتشجعه وتجعله يحس بالأمان والثقة في نفسه، ومن ثم تتطور عملية التعلم لديه.
التدريب على الحمام وكثرة التبول هذه يمكن تجاوزها من خلال أخذ الطفل للحمام كل ثلاث ساعات مثلا، وحببيه بلعبة معينة مفضلة له، أو دمية، دعيه يأخذها معه إلى الحمام، قفي بجانبه في المراحل الأولى، هذا النوع من التدريب: أن يذهب للحمام كل ثلاث ساعات وحين يقضي حاجته تقومين بتقبيله وتشجعيه وتحفيزه، هذه أساسيات رئيسية وضرورية لتعديل السلوك لدى الأطفال.
إذن هذا هو المبدأ الأساسي، مبدأ التشجيع، مبدأ التحفيز، وتجاهل بعض السلبيات، وأن تكوني أنت أو من حولك نموذجا للطفل يقتدي به.
إذا أتيحت أيضا فرصة لهذا الطفل للعلب والتفاعل مع الأطفال من عمره، هذا سوف يفيده كثيرا، لأن الطفل يتعلم من الطفل، هذه حقيقة غريزية لابد أن نراعيها دائما.
بارك الله فيك، وجزآك الله خيرا، وأسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله قرة أعينكم.