هل الأمراض النفسية لا شفاء منها؟

1 802

السؤال

هل نوبات القلق بعد العلاج منها تعاود الشخص من جديد؟ وخاصة للشخصيات الحساسة القلقة مثلي؟ وهل ستستمر معه للأبد وفي أية لحظة هو مهدد بانتكاسة ونوبة جديدة؟ وهل من دواء سريع ناجع يوقظني منها لو فاجأتني في أي وقت بدون أن يكون لفترات طويلة؟ وهل الأمراض النفسية لا شفاء منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القلق طاقة مفيدة جدا للإنسان إذا كان بدرجة معقولة، أو وظفه الإنسان في الاتجاه الصحيح، لأن القلق هو المحفز وهو الوقود الذي من خلاله يؤدي إلى الفعالية الإيجابية لدى الإنسان، لكن القلق إذا خرج عن النطاق أو لم يستفد منه الإنسان بصورة صحيحة هنا ربما يكون له آثار سلبية.

القلق ربما يكون مكونا من مكونات الشخصية، أو يكون حالة مرضية تأتي للإنسان في شكل مستمر أو بصورة متقطعة، وربما يزيد القلق أو يلتهب حسب الظروف الاجتماعية ونمط الحياة الذي يعيشه الإنسان.

القلق يمكن علاجه حقيقة، ليس هنالك صعوبة كبيرة في علاجه، خاصة إذا غير الإنسان من نمط حياته:

1) أن تفهمي أن القلق طاقة إيجابية.

2) أن تديري وقتك بصورة صحيحة، وتكوني فعالة، هذا يفيدك كثيرا.

3) ممارسة تمارين الاسترخاء.

4) ممارسة التمارين الرياضية.

5) الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.

6) توجيه الطاقات نحو ترتيب البيت وراحة الزوج والتربية الصحيحة للأبناء، والترفيه عن الذات بما هو مشروع ومشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة والمفيدة، الخروج إلى المتنزهات مع الأسرة من وقت لآخر... هذه كلها حقيقة عوامل علاجية مساعدة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم توجد أدوية وقتية تساعد، وتوجد أدوية تساعد بصفة عادية جيدة، وهذه الأدوية معظمها مضادة للاكتئاب، وهي المستحسنة، أنا من وجهة نظري المتواضعة أرى أن الأحسن للإنسان أن يضع قاعدة علاجية راسخة، بمعنى أن يستعمل الدواء بصورة مستمرة لمدة ستة أشهر مثلا، بعد ذلك لا مانع بعد أن يجرب التحسن ويعيشه أن يستعمل الأدوية البسيطة في حالة الانتكاسات، والتي سوف تكون بسيطة ويحس الإنسان أنه متوائم ومتكيف معها ولا تسبب له الإزعاج مثل ما كان في الماضي، لأنه قد جرب التحسن حين أكمل فترته العلاجية والتي هي تقريبا حوالي ستة أشهر.

لذا أنصحك إن أردت أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات مثل عقار فافرين والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) مثلا بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنه، أعتقد أن ذلك سوف يكون قاعدة علاجية حسنة جدا.

أما الأدوية السريعة والأدوية التي يمكن أن تستعمل عند اللزوم – كما يقال – منها عقار فلوناكسول، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، هذا يمكن تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة – صباحا ومساء لمدة يومين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه.

هنالك أدوية مثل الإندرال أيضا جيدة كدواء وقتي لأنه يقلل من الأعراض الفسيولوجية للقلق والتي تتمثل في سرعة ضربات القلب، وكذلك الشعور بالرعشة، فهذه كلها طرق وسبل علاجية كثيرة جدا، لكن الأفضل دائما هو ممارسة تمارين الاسترخاء، الرياضة، إدارة الوقت بصورة جيدة، التفكير الإيجابي... هذا كله حقيقة يساعد الإنسان كثيرا.

من الذي قال أن الأمراض النفسية لا شفاء منها؟ كلا ... فالأمراض النفسية يشفى منها بنسبة ثمانين إلى تسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدا، والشفاء نعني به ليس من الضروري أن تختفي الأعراض كاملة، لكن أن يعيش الإنسان حياة إيجابية فاعلة ويتوائم مع الأعراض النفسية إن وجدت ويحول ما هو سلبي منها إلى ما هو إيجابي، خاصة طاقات القلق والمخاوف وكذلك الوساوس.

أيتها الفاضلة الكريمة: الجئي أيضا إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي، التفريغ النفسي نعني به التعبير عن الذات، فلا تحتقني داخليا، لا تتركي الأمور البسيطة تتراكم داخلك، عبري عن نفسك وفي حدود الذوق أول بأول، هذا يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات