السؤال
أنا فتاة كويتية أبلغ من العمر (21) سنة، طالبة جامعية، الفتاة الوحيدة بين 7 إخوة، أعاني من تشنج، أفقد الوعي فجأة، أسقط على أي شيء، وأعض لساني، وأنا أبكي.
كانت البداية وأنا عمري (8) سنوات، ولكن بشكل خفيف بالمناسبات، مثل بداية العام الدراسي، النتائج، الأعياد، الأعراس، استمرت إلى أن أصبح عمري (10) سنوات ثم اختفت الحالة، وعادت وأنا عمري (18) سنة، مرة واحدة، وبرقية شريعة اختفت، والآن عادت منذ سنة تقريبا، حيث تشنجت المرة الأولى من هذا العام قبل (11) شهرا، والمرة الثانية كانت قبل 3 أشهر، والمرة الثالثة كانت قبل أسبوع.
عملت فحوصات وأشعة في أول مرة عادت الحالة، وكانت الفحوصات جميعها سليمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التشنجات التي تؤدي إلى فقدان الوعي يرجع سببها إلى عوامل عضوية، وقد تكون ناشئة من حالة نفسية، والسبب العضوي هو اضطراب في كهرباء الدماغ، وهذه الحالة تصيب نحو واحد بالمائة من الناس، وتشخيص هذه الحالة يكون بالمشاهدة النظرية، أي الشخص الذي يشاهد ما يحدث، يجب أن يذهب برفقتك ليصف للطبيب ما حدث، وهذه آلية تشخيصية مهمة.
الآن نحن نوجه أن يتم تصوير هذه الحالات عن طريق الجوال، وهذه أصبحت وسيلة سهلة جدا، وتعرض الصور على الطبيب، ومن خلالها يستطيع أن يحدد إلى درجة كبيرة -لا أقول مائة بالمائة- هل هذه نوبات تشنجية صرعية حقيقية ناتجة من اضطراب في كهرباء المخ، أم هي تشنجات نفسية أو ما يسميه البعض بالهيستريا العصابية؟
الفحوصات والأشعة ربما لا توضح اضطراب كهرباء الدماغ، والمطلوب هو إجراء تخطيط للمخ، وهذا أيضا ليس دقيقا مائة بالمائة، لذا نقول مشاهدة ما حدث من جانب شخص آخر ووصفه للطبيب هو الآلية الرئيسة للوصول إلى التشخيص.
إذا كانت هذه التشنجات تحدث في أوقات الانفعالات، والشحن النفسي الشديد، فهذه في الغالب لا تكون عضوية، إنما هي تشنجات انفعالية عصابية -كما ذكرت لك- وهذه علاجها ببساطة تكون من خلال تجنب الانفعالات الشديدة، التعبير عن النفس أولا بأول، وأن تتذكري دائما كفتاة أن هذا النوع من الأعراض النفسية قد يضعف أو يشوه من صورة الفتاة كثيرا، وبمجرد تذكر هذه الحقيقة وجد أن كثيرا من هذه التشنجات النفسية تنتهي، أما إذا كانت عضوية فبالطبع مثل هذا التفكير لا يؤثر فيه.
الذي أريد أن أصل إليه هو أني أنصحك مرة أخرى لمقابلة الطبيب، طبيب الباطنية المختص في الأمراض العصبية، وليس الطبيب النفسي، وبعد أن يقوم طبيب الباطنية المختص في الأمراض العصبية والتشنجات ويجري الفحوصات اللازمة، إذا كان كل شيء سليما، فهنا يكون التواصل مع الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والمطلوب في مثل هذه الحالات كما ذكرت لك هو أن تتجنبي الاحتقانات النفسية، وأن تكوني إيجابية في التفكير، وربما يتم إعطاؤك بعض الأدوية المضادة للقلق والانفعالات.
أما إذا كان رأي طبيب الأعصاب هو أنه توجد زيادة في كهرباء الدماغ، فهذا علاجه بسيط جدا، ويتم علاجه عن طريق الأدوية، وهي كثيرة ومتعددة، وكلها مفيدة -بفضل الله تعالى-.
ولمزيد من الفائدة تراجع طريقة الرقية الشرعية: (237993 - 236492 - 247326).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.