القولون والشعور بالتعب والخمول والإرهاق والكسل، فما العلاج الأمثل؟

0 714

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من آلام في القولون، وأعراضه تكون صداع بالرأس كاملا، وضيق بالصدر، وثقل بالمعدة، وأشعر كأن شيئا يتمزق في صدري، وقلق عام.

استشرتكم سابقا، ووصفتم لي الدوجماتيل والسيبراليكس عشرة ملج، وأرفع الجرعة إلى عشرين ملج بعد شهر، وقد اتبعت نصيحتك ولكني رفعت الجرعة إلى خمسة عشر ملج بعد ثلاثة أسابيع، وشعرت بأن صدري يؤلمني من كثرة الاحتقان والبلغم الجاف، والصداع.

أشعر كأني مصاب بالزكام الجاف! أي أن البلغم لا يزول مع الكحة، فتركت السيبراليكس فزالت الأعراض، فما هو السبب؟

أرجو توجيهي ونصحي بارك الله فيكم، علما بأني أخاف من الأدوية عموما، وأشعر بأنها تهدد حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تفاعل الناس مع الأدوية يختلف، والسبرالكس بالرغم من أنه أفضل الأدوية، لكن ربما يكون سبب لك هذا الأثر الجانبي، وهو كثرة الاحتقان والبلغم، بالرغم من أنني حقيقة لم أمر على مثل هذا العرض الجانبي، لكن ما دام قد أصابك، ثم حين توقفت من الدواء انتهى العرض فهذا قطعا مرتبط بالدواء، والأدوية يمكن تسبب أي أعراض مثل الحساسيات والاحتقانات في الحلق، وهكذا.

إذن أنت اتخذت القرار الصحيح بتوقفك عن الدواء، بالرغم من أنه من أفضل الأدوية، وبالنسبة لتخوفك من الأدوية أرجو أن لا تنزعج لذلك أبدا، هذه أيضا موجودة لدى الكثير من الناس، وإن كانت قائمة على مفاهيم خطأ، لكن دائما إذا وصف لك الطبيب الثقة الدواء فيجب أن تقنع نفسك أن هذا الأمر مفيد.

نحن منهجنا لا نصف هذه الأدوية إلا في نطاق ضيق، وفي حالة أنها ضرورية لإكمال الرزمة العلاجية، وبفضل من الله تعالى الآن الأدوية النفسية أصبحت معظمها سليمة جدا، للدرجة التي لا تتطلب وصفة طبية للحصول عليها، ومن وجهة نظري أن هذا دليل قاطع على سلامتها.

أخي: لا تنزعج لهذا الأمر، والبدائل كثيرة وكثيرة جدا، فاستمر على الدوجماتيل بجرعة كبسولة صباحا ومساء، وهذه يمكنك أن تستمر عليها لمدة أطول، ثلاثة إلى أربعة أشهر مثلا.

بعض الناس يستفيدون كثيرا من أحد الأدوية القديمة، وهو عقار إميتربتلين، والذي يعرف تجاريا باسم (تربتزول)، والجرعة خمسة وعشرون مليجراما، ليلا منه، ربما يفيدك، بالرغم من أن هذا الدواء قد يسبب جفافا بسيطا في الفم في الأيام الأولى، ونحن مقدمون على شهر رمضان، لكن إذا تناولته بعد الإفطار ربما لا تحس بهذا الأثر.

هذا أحد الخيارات الجيدة جدا والتي أراها مفيدة.

خيار آخر هو: أن تتناول عقار إفكسر بجرعة سبعة وثلاثين ونصف مليجرام، هذا الدواء بهذه الجرعة يعتبر جيدا، وإن كانت هذه الجرعة قد لا تتوفر في بعض الدول.

إذا لم تتوفر، ففي هذه الحالة يكون أمامك أن تستعمل الإفكسر بجرعة خمسة وسبعين مليجراما، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة وسبعين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

إذن الخيارات أمامك كثيرة جدا ومتوفرة، ولا يجب أن تنزعج فيما يخص سلامة الدواء.

الأمر المهم جدا في موضوع القولون العصبي هو ممارسة التمارين الرياضية، خاصة القولون العصبي الذي من أعراضه الشعور بالتعب والخمول والإرهاق، هذا عرض مصاحب نشاهده في حوالي خمسين بالمائة من الحالات التي تعاني من القولون العصبي، وقد يكون ذلك مؤشرا على وجود نوع من الاكتئاب الخفي أو المقنع كما يسميه البعض.

أخي: هذا أمر يتطلب بالفعل ممارسة الرياضة وبالتزام شديد، وهذه هي نصيحتي لك حقيقة في هذا السياق.

بالنسبة للتعب والإجهاد هذا، ربما نفكر أيضا في دواء آخر وهو البروزاك، البروزاك أقصد أن يكون بديلا للإفكسر أو للتربتزوال، لا تتناوله مع أي من هذين الدواءين، وذلك نسبة لأنه لا توجد حاجة لذلك، لكن البروزاك يعرف عنه أنه مفيد جدا في تجديد الطاقات الجسدية والنفسية، ويزيد من نشاط الإنسان، فهذا أيضا خيار، والجرعة أيضا هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، هذا أيضا منحى يمكن أن تفكر فيه، وذلك بجانب ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة جيدة والالتزام القاطع بذلك.

الطاقات النفسية والجسدية تتجدد من خلال الأداء، أي أن يكون للإنسان نشاطات معينة يلتزم التزاما قاطعا بأدائها وتنفيذها في وقتها وبالصورة المطلوبة، هذا يحاصر الكسل ويحاصر الخمول بشكل واضح جدا وتنتهي هذه الأعراض إن شاء الله تعالى.

شراب النعناع المركز أيضا فيه فائدة كبيرة للذين يعانون من علة القولون العصبي، ولا شك أن التعبير عن النفس وتفريغ الاحتقانات الداخلية، وتجنب الكتمان هي من الوسائل المطلوبة لعلاج القولون، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ولا تخف من الأدوية أبدا، وأعطيناك خيارات كثيرة، ونسأل الله تعالى أن يفيدك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات