أتناول علاج الوساوس القهري منذ 15 عاما، فهل هناك ضرر من الاستمرار عليه؟

0 451

السؤال

لدي وسواس قهري فكري شديد، إلى درجة أنه يمنعني من التركيز منذ (15) سنة، وقد بدأت العلاج الدوائي منذ (8) سنوات (75) مغ يوميا من دواء الانفرانيل، في الحقيقة بدأت أشعر بتحسن طفيف قبل أيام، ولدي سؤالان:

الأول: هل أبقى على نفس العلاج؟ وإلى متى؟ وإذا بقيت هل هناك ضرر منه أم أغيره أو أتركه؟

السؤال الثاني: كنت قد نويت الزواج بعد شهر تقريبا، ولكني في الحقيقة لا أشعر بأي رغبة بالزواج ولا أي إحساس تجاه خطيبتي ولا حتى إثارة! وأخشى أن لا أستطيع أن أكون زوجا طبيعيا، ما هو الحل؟ أأترك الموضوع أم هناك حلول عملية لهذه المشكلة؟ وهل للدواء علاقة يمكن مثلا تركه أثناء فترة الزواج وبعدها الرجوع إليه؟

وشكرا جزيلا لكم على هذا العمل الطيب، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن عقار أنفرانيل هو من الأدوية القديمة نسبيا، ولكن فعاليته جيدة جدا خاصة في علاج الاكتئاب والقلق والوساوس، ويعتبر الدواء الأول الذي تم استعماله لعلاج الوساوس، وقد أثبت فعاليته، وهنالك أبحاث كثيرة جدا من الدول الإسكندنافية، أعطيت المؤشرات لفائدة هذا الدواء في علاج الوساوس، وذلك قبل ثلاثين عاما تقريبا، لكن الإشكالية تأتي في أن هذا الدواء ليعالج الوساوس بصورة جيدة لابد أن تكون الجرعة مائة وخمسين مليجراما أو أكثر في اليوم، والدواء بهذه الجرعة ربما يسبب آثارا جانبية كثيرة منها الشعور بالإجهاد والجفاف في الحلق والإمساك وضعف الرغبة الجنسية، وكذلك تأخر القذف المنوي، لكنه لا يؤدي أبدا إلى عقم أو تغيير في مستوى هرمون الذكورة.

إذا لم تتحسن حالتك كما ذكرت وأن التحسن كان طفيفا فمن المستحسن أن تنتقل إلى أحد الأدوية الحديثة، الأدوية التي تساعد الوساوس بصورة ممتازة، وفي نفس الوقت أثرها الجنسي السلبي قليل جدا أو شبه معدوم، وأفضل دواء في هذا السياق هو عقار فافرين – هذا اسمه التجاري – والذي يعرف علميا باسم (فلوفكمسين)، وجرعته يمكن أن تمتد حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وعملية الاستبدال ليست صعبة أبدا: يخفض الأنفرانيل إلى خمسين مليجراما يوميا وتبدأ في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجراما أيضا، وبعد أسبوعين يخفض الأنفرانيل إلى خمسة وعشرين مليجراما وترفع جرعة الفافرين إلى مائة مليجرام، ثم تستمر على الدوائين مع بعضهما البعض لمدة شهر، بعد ذلك تتوقف من تناول الأنفرانيل تماما، وترفع جرعة الفافرين إلى مائتي مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية المعقولة جدا لعلاج الوساوس القهرية، وكما ذكرت لك البعض قد يحتاج إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج لهذه الجرعة.

أخي: أعتقد أن هذا الاستبدال في العلاج الدوائي سيكون مفيدا لك -إن شاء الله- ويحسن -إن شاء الله- رغبتك في الزواج، وليس له آثار جنسية سلبية كما ذكرت لك.

ساعد نفسك أيضا بممارسة الرياضة، بالصد وطرد وتحقير وتجاهل الفكر السلبي المتعلق بالوساوس القهرية، ولابد يا أخي الكريم أن تكون جيدا في إدارة وقتك، هذا من عوامل النجاح الكبيرة جدا للإنسان، وعليك بالرفقة الطيبة الصالحة.

في نهاية الأمر أقول لك ليس هنالك ما يدعوك لترك الزواج أبدا، أقدم عليه، والزواج فيه المودة والسكينة والرحمة، ولا تنزعج أبدا لموضوع الإثارة الجنسية، فالإثارة الجنسية لها أيضا ضوابطها، الرغبة تبنى حين يلتقي الإنسان بزوجته في ستر وخصوصية وجو هادئ، فهذه الغرائز تثار ولا شك في ذلك إذا وجدت العوامل التي تثيرها، والذي يكون في الإطار الشرعي، فلا تحكم على نفسك أحكاما سلبية مسبقة، فالخوف من الفشل دائما يؤدي إلى الفشل، والقلق التوقعي ليس مستحسنا، فكن إيجابيا في تفكيرك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات