كم تحتاج خلايا المخ للعودة إلى حالتها الطبيعية عند التوقف عن مضادات الاكتئاب؟

0 956

السؤال

كم تحتاج خلايا المخ للعودة إلى حالتها الطبيعية عند التوقف نهائيا عن مضادات الاكتئاب؟ وهل ستة أشهر كما يقولون أم أكثر أم يعتمد على مدة أخذ الدواء؟

أنا يا دكتور توقفت عن ريميرون بالتدرج البطيء لمدة سنة بعد أخذي له لمدة ثلاث سنوات والسيروكسات قبله لمدة ثلاث سنوات، ولي ثلاثة أشهر الآن متوقف عن الريميرون، لكن لا تزال تأتيني هجمات انسحاب بين حين وآخر، تتمثل بالتعب، وانقباض عضلات الصدر، والخفقان المفاجئ الذي قد يطول وقد يقصر، واضطراب بالنوم؛ إذ أني أقوم صباحا الساعة السادسة ولا أستطيع النوم بعد ذلك، وهي ليست أعراض عودة المرض الأصلي؛ حيث تمكث ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام ثم تختفي.

هل يبقى مضاد الاكتئاب ما بين الأنسجة وفي العظام لمدة طويلة حتى بعد الانسحاب منها بالتدريج؟ وهل أخذ مضادات الاكتئاب بدون تشخيص صحيح وبدون طبيب ثقة كما يقول الدكتور طارق الحبيب قد يوقظ أمراضا نفسية أخرى كامنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أود أن أؤكد لك أنه ومن خلال الاستقلاب الكيميائي والتمثيل الأيضي فإن مضادات الاكتئاب وإفرازاتها الثانوية لا تبقى في جسم الإنسان أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة في أكثر الأحوال، والذي يبقى منها قد تكون مواد ضعيفة جدا، وهذا نشاهده أكثر مع البروزاك، حيث إن لديه إفرازات ثانوية كثيرة، أما الريمارون فليس له إفرازات ثانوية.

أخي الكريم: أنا أؤكد لك تماما أنه بعد مدة الثلاثة أشهر لا يمكن أبدا أن يوجد أي أثر لهذه الأدوية التي تناولتها، وليس لها مخزون ما بين الأنسجة وفي العظام أو في بقية الأعضاء وأجزاء الجسم، فهي قد انقطعت تماما، وأنت ذكرت أنك لا تعتقد أن هذه الأعراض التي تنتابك الآن هي رجوع للحالة الأصلية، هذا لا يمكن استبعاده مع احترامي الشديد لرأيك، واضطراب النوم هو صفة بيولوجية، والصفة البيولوجية هذه نشاهدها فقط مع حالات الاكتئاب والتوترات والقلق.

أنا لا أريدك أبدا أن تصف حالتك بأنها انتكاسة، لا، أريدك أن تثابر، أن تكون إيجابيا في تفكيرك، أن تمارس الرياضة، أن تدير وقتك بصورة طيبة، أن تحسن صحتك النومية بتجنب النوم النهاري وممارسة الرياضة – كما ذكرنا – وأن تكون حريصا على الأذكار، وأن لا تتناول الشاي أو القهوة أو المثيرات والميقظات بعد الساعة السادسة مساء... هذا كله أخي الكريم يفيدك كثيرا.

بالنسبة للتشخيص والعلاج، نعم يجب أن يكون التشخيص تشخيصا صحيحا، ويجب أن يكون الدواء هو الدواء الصحيح، والجرعة يجب أن تكون صحيحة وللمدة المطلوبة.

بالنسبة للتشخيص الخطأ: حقيقة فإن أدوية الاكتئاب هي أدوية مسالمة جدا وسليمة جدا ولم أسمع بأن الدواء قد أيقظ أمراضا أخرى إلا في حالة واحدة، في حالة ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فإن هذه الحالة تتميز بوجود القطب الاكتئابي والقطب الهوسي أو الانشراحي.

بعض الناس حين يأتيهم القطب الاكتئابي يبدؤون في تناول أدوية الاكتئاب، وهذا ربما يكون خطيرا جدا لأنه سوف يوقظ وينشط القطب الانشراحي الهوسي.

هذه الحالة معروفة، ومضادات الاكتئاب قد تكون بالفعل خطيرة في مثل هذه الحالة، والعلاج الصحيح للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو أن يتم تناول الأدوية المثبتة للمزاج وليست الأدوية المضادة للاكتئاب، أعتقد أن هذا هو الذي أشار إليه أخي الدكتور طارق الحبيب، وهو رجل مؤهل ونحسبه إن شاء الله عالم جليل.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن لا تحس بالقلق أن الذي ينتابك هو أعراض انسحابية، وفي نفس الوقت لا أريدك أبدا أن تعتبرها حالة انتكاسية، فإن شاء الله هي حالة عارضة يمكن أن تتغلب عليها بإرادة التحسن وبالممارسات السلوكية التي ذكرناها لك، وأود أن أضيف أيضا أن التفكير الإيجابي يعتبر من أهم الوسائل العلاجية السلوكية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات