ما هو هدفي الحياة... بماذا أجيب من يسألني مثل هذا السؤال؟

0 636

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على الموقع الرائع، نحن طالبتان ندرس في المرحلة الثانوية، نريد أن نطرح مشكلتنا، ونتمنى أن نجد الحل لأننا عرضنا مشكلتنا في موقع آخر ولكن لم نجد الحل.

قد لا يعتبرها البعض مشكلة، ولكننا نتضايق عندما يسألوننا عن طموحنا وهدفنا لا نعرف ماذا نجيب، علما بأننا ننجح بامتياز ولا نريد أن نكون ليس لنا فائدة، بل نريد أن ننفع ديننا ومجتمعنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ب/ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بكما في موقعكما إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بكما، وكم يسعدنا اتصالكما بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يزيدكما توفيقا وسدادا وتميزا، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يوفقكما لخدمة دينكما وأمتكما، وأن يجعلكما من المتميزات في الدنيا والآخرة.

فأقول لكما - حفظكما الله - : إن وجود هذا الهدف الكبير، وهو نفع الدين والمجتمع في حد ذاته يعتبر كافيا للإجابة على مثل هذا السؤال، فلو سألني إنسان ماذا تريد؟
أقول له: أريد أن أنفع ديني ومجتمعي، ولكان هذا جوابا كافيا، وهذا هدف سامي، وهدف رائع، ولكننا نستطيع أن نقول إنه عبارة عن الرؤية أو الرسالة، وإلا فالأصل أن هناك لتحقيق هذه الرؤيا والرسالة لابد من أهداف صغيرة، هذه الأهداف الصغيرة تتمثل في ضرورة وضع أهداف صغيرة نصل من خلالها إلى هذا الهدف الكبير.

وهذه الأهداف الصغيرة حقيقة تتمثل مثلا في تحقيق الرغبة التي نريد من خلالها أن نقدم خدمة للدين، فقد تكون مثلا إحداكن لها رغبة أن تدرس الطب لتكون طبيبة مسلمة تعالج أخواتها المسلمات حتى لا يتكشفن أمام الرجال الأجانب، وهذا في حد ذاته هدف رائع وسام، وهو يؤدي أيضا إلى تحقيق نفس الرؤيا والرسالة الكبرى، وهي نفع الدين والمجتمع.

وقد تكون إحدى الأخوات تريد أن تتميز مثلا في مجال الدعوة، ولها رغبة عظيمة في خدمة الدين في هذا المجال، وبذلك تبدأ في حفظ القرآن الكريم ودراسة علم الأصول وغيره من الآلات اللازمة للداعية الناجحة الموفقة، وهي بذلك أيضا ستؤدي إلى تحقيق الهدف الكبير وهو خدمة الدين والمجتمع.

كذلك أيضا قد تكون إحداكن ترغب في أن تكون معلمة سواء كانت مدرسة للغة العربية أو لأي مادة من المواد، هذه تسمى أهداف صغيرة، ولذلك أقول:

إن الهدف الكبير الذي وضعتموه أمام أعينكما وهو مسألة نفع الدين والمجتمع، هذا كما ذكرت رسالة كبيرة وهدف كبير يحتاج إلى وجود أهداف صغيرة تحته لنصل إليه، لأن هذا كلام عام، كيف نخدم الدين؟
الدين يخدم بملايين الوسائل، ولكن لابد من تحديد وسيلة محددة نسعى لتحقيقها بإذن الله تعالى، فإذن لابد من هدف صغير، ثم نأخذ بالأسباب التي تعرف بالوسائل لتحقيق هذا الهدف، فكما ذكرت: إذا كانت إحداكن ترغب في دراسة الطب لتكون طبيبة فهذا يقتضي منها أن تكون متميزة في الرياضيات، وأن تكون متميزة في اللغة مثلا، وأن تكون محافظة على وقتها بصورة أكثر من غيرها، لأن مثل هذه الكليات تحتاج إلى وقت طويل للمراجعة بعد العودة من اليوم الدراسي.

فإذن أقول: هذا الهدف في حد ذاته يعتبر هدفا عظيما ونبيلا، وهو كاف جدا لكي يكون هدفا لنا جميعا، إلا أننا لكي نصل إليه لابد من أهداف صغيرة، وهي التي ذكرتها أنا الآن، هذه الأهداف تتمثل كما ذكرت في تحديد مجال معين تريد كل واحدة أن تدخل فيه وأن تتخصص فيه، ثم بعد ذلك نبدأ في المذاكرة والاجتهاد والأخذ بالأسباب حتى نحقق هذا المجال.

قد تكون إحداهن ترغب مثلا في أن تكون أستاذة في الجامعة تدرس لبنات جنسها من باب الاكتفاء أيضا عن الرجال في هذا المجال، حتى وإن كان تدريس الرجال في المملكة يتم عبر تقنية حديثة ولا يوجد هناك اختلاط، إلا أنه مما لا شك فيه أن وجود المعلمة المتميزة بين أخواتها أفضل بكثير من وجود المعلم الذي يأتي صوته أو صورته عبر الأجهزة أو التقنية الحديثة.

إذن أقول: لتحقيق هذا الهدف الكبير لابد من وجود أهداف صغيرة، وهذه الأهداف الصغيرة نسميها بالخطة الخمسية يتم تحقيقها بعد خمس سنوات أو خطة رباعية يتم تحقيقها بعد أربع سنوات ليتحقق من خلال ذلك خدمة الدين ونفع المجتمع.

إذن أقول: الآن وجود هذا الهدف الكبير أمامكما هذا كافي جدا في الرد على أي أحد، ولكن لكي يتحقق ولكي نكون واقعيين لابد من وجود كما ذكرت أهداف صغيرة تؤدي إلى هذا الهدف الكبير؛ لأننا لو جاوبنا هذا الجواب لقال كل من يسمعنا نحن كلنا نريد ذلك، ولكن كيف يتحقق ذلك؟
أقول: عن طريق اختيار تخصص نحن نحبه ونتمناه، ثم نجتهد في هذا التخصص حتى نحصل فيه على أعلى الدرجات لنكون من المتميزات في هذا التخصص، وبذلك نقدم خدمة عظيمة لديننا ومجتمعنا.

لأن الإنسان الضعيف في الغالب لا يستطيع أن يخدم نفسه، وبالتالي يصعب عليه أن يخدم غيره، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، فإذن نحن ينبغي علينا أن نحرص على أن نكون أقوياء، والقوة ليست قوة إيمانية أو بدنية فحسب، وإنما القوة معناها واسع تشمل كل مجال الناس في حاجة إليه، سواء أكان ذلك على المستوى الشخصي أو على المستوى العام.

أسأل الله تعالى أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه، وأن يعينكن على أن تواصلن رحلة التميز التي أنتما عليها الآن، لتكون حافزا لكما في المستقبل بين أخواتكن في المرحلة الجامعية، لأن التميز شيء عظيم، والإنسان المتميز هو الذي يستطيع أن يخدم دينه بحق، وأن يخدم مجتمعه بصدق، أسأل الله لكن ذلك مع الصلاح والاستقامة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات