السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني أن أقدم مشكلتي بين أيديكم، لعلي أجد منكم الحل، حفظكم الله وأدامكم لفعل الخير.
أنا شاب عمري (20) سنة، غير موفق في حياتي، ولا أدري ماذا أفعل، منذ صغري لم يكن أبي يهتم بنا، وعلاقتنا بأعمامنا كانت سيئة لوجود مشاكل بين أبي وأعمامي، وعندما وصلت إلى الصف الأول الثانوي توفيت أمي, واصلت حياتي مع ألمي لوفاة أمي وتخرجت من الصف الثالث الثانوي بنسبة عالية، ولكن أبي مات بعد تخرجي من الثانوية، واصلت أيضا حياتي وكنت أتمنى أن ألتحق بالابتعاث، ولكن لم أستطع، فقررت أن أدخل الجامعة، وكان تخصصي "طب"، درست المستوى الأول ونجحت فيه، ودرست المستوى الثاني وتعثرت واضطررت لحذف ترم لسوء درجاتي، ثم عاودت الدراسة وتجاوزت المستوى الثاني بدرجات سيئة، وعندما وصلت المستوى الثالث درست شهرا ثم أصبت بحالة من الإحباط واليأس، ولم أنجح في ذلك المستوى، وسجلت في برنامج الابتعاث وقبلت فيه وتركت الجامعة، وكنت مسرورا جدا لأنني قبلت، مع أنني ضيعت سنتين من عمري، وبعد أن أنهيت إجراءات الابتعاث ووصلت إلى بلد الابتعاث أصبت بحالة غريبة، فلم أعد أحب الدراسة، وساءت ظروفي النفسية، بقيت شهرين وكانت درجاتي سيئة جدا ولم أعد أهتم بدراستي، ثم طردت من الجامعة لسوء درجاتي، وبقيت شهرا هناك من غير دراسة، وكانت نفسيتي سيئة جدا، ورجعت إلى السعودية وقد ضاعت مني ثلاث سنوات من عمري لم أوفق فيها.
ما يجلعني أحزن كثيرا أنني غير موفق في أي شيء من أمور حياتي، فأنا لا ألعب كرة القدم، وليس لدي أي مواهب في شتى مجالات الحياة، وأيضا ليس لدي أصدقاء، وليس لدي أي قيمة في المجتمع لأني فاشل في كل شيء، وأيضا أنا قصير القامة وضعيف الجسم، ولست وسيما، وليس لدي عائلة، ووضعي صعب جدا، ومما زاد مشاكلي أخي الأكبر وهو الوكيل الشرعي وبيني وبينه مشاكل، لأن أبي قد ترك راتبا وهو من نصيبي بقرار من المحكمة، ولكن أخي يأخذ هذا الراتب.
أنا أدعو الله كثيرا أن يوفقني وأصلي، وأنا راض بكل ما قضى الله وقدر، ولكن بصراحة تعبت من وضعي وأصبحت أخجل من وضعي بين الناس، طاح وجهي من كثرة الفشل والمصائب، أصبحت أحبس نفسي في البيت ولا أخرج إلا لضرورة، والآن ضاعت كل أحلامي ولم أعد أرغب بهذه الحياة، لأنه ليس هناك أي شيء جميل في حياتي، أصبحت أتمنى الموت وأدعو الله كثيرا بهذا الدعاء: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) وإن كان قد كتب الله لي العمر فأنا أحمل هم كيف سأقضي السنين القادمة وأنا غير موفق في حياتي؟ وكيف سأستطيع تكوين علاقات مع الناس وأنا فاشل في كل شيء؟ وكيف سأثق في نفسي وأنا فاشل؟ وكيف سأحب الحياة وأنا فاشل؟
أنا راض بقضاء الله وقدره ولا أعترض على أي شيء، فأنا عبد مملوك لله، له الحرية في أن يفعل بي ما يشاء، وأنا أحب الله كثيرا، ولكني الآن في وضع مزر للغاية، ولا أدري ماذا أفعل، لأن الحياة أصبحت مستحيلة بالنسبة لي، وأصبحت عالة على نفسي.
أفيدوني حفظكم الله.