السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
نشكر العاملين على موقع إسلام ويب، فقد أضاف إلي الكثير, فأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
أنا أطمح لدراسة الطب، لكن هناك من يرفض في المحيط العائلي، بسبب أنه يتعارض مع الزواج ومسؤوليته, فهم يظنون أنه يجب على الفتاة الزواج قبل الارتباط بوظيفة معينة, وأنا لا أريد تحمل مسؤوليات الزواج قبل تكوين نفسي وتأمين وظيفتي وتحقيق طموحي.
ما أريده هو أن أجد ردا مناسبا يوضح لهم نظرتي حول هذا الموضوع, بالإضافة للإجابة عن تساؤلات الناس عن سبب رفضي للزواج، فأنا الآن مرهقة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يوفقك في دراستك، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يشرح صدر أسرتك للسماح لك بمواصلة دراسة الطب، وأن يجعل في ذلك خدمة للإسلام والمسلمين.
إنه مما لا شك فيه أن تغيير القناعات أمر صعب، ولكن الحوار الهادئ من الممكن أن يؤدي إلى تلك النتيجة، ومن هنا أقول لك: اجعلي كلامك ينصب حول أنك تتعلمين هذا العلم بنية خدمة الإسلام والمسلمين، وبنية ستر أعراض الأخوات المسلمات، وأنه ليس لديك مانع إذا ما تقدم إليك الرجل الكفء المناسب أن تقبليه زوجا لك حتى مع مواصلة الدراسة، وقولي لهم: اتركوا هذا الأمر للمستقبل، لا ينبغي لنا أن نحكم على شيء في علم الغيب، لأنني إلى الآن لم يتقدم لي أحد، وقد لا يتقدم لي أحد خلال فترة الدراسة، وإن تقدم لي فإني أستطيع - بإذن الله تعالى - التأقلم مع الجو، وأنا الذي سوف أدفع الثمن وحدي، وسوف أتحمل مسئولياتي وحدي، وسوف يعينني الله تبارك وتعالى على الجمع بين متطلبات الحياة الزوجية وبين الدراسة، وهذا أمر ليس صعبا ولا مستحيلا، فإني أعرف كثيرا من الطبيبات كن زوجات وفي نفس الوقت أيضا درسن الطب وبرعن فيه وتخصصن فيه وأصبحن متميزات، لأننا نريد فعلا أخوات طبيبات ملتزمات يقمن بستر أعراض أخواتهن المسلمات.
فإذن ركزي على تهوين الأمر وتيسيره، وأنك ستتحملين المسئولية كاملة، وأنه ليس لديك مانع إذا تعارض الزواج مع الدراسة أن تتركي الدراسة.
قولي لهم: أنا ليس لدي مانع من ذلك، ولكن أعطوني فرصة أن أواصل رحلتي وأن أحقق طموحي وأن أقدم خدمة للمسلمات في ستر أعراضهن بدلا من أن يطلع الرجال الأجانب على عورات المسلمات، فإني أريد أن أقدم خدمة لدين الله سبحانه وتعالى من خلال التخصص في قسم النساء والولادة، لكي أستر عورات المسلمات ولا يطلع عليها أحد من الرجال سواء كان مسلما أو غير مسلم، لأنه مع الأسف الشديد أن معظم العاملين في هذا المجال – في مجال أمراض النساء والولادة – مع الأسف من الرجال، ويطلعون على عورات النساء المسلمات الفاضلات العفيفات، وتكون المرأة المسلمة العفيفة في غاية الحرج عندما تعلم أن هناك رجل سوف يطلع على عورتها وسوف يفعل معها ما يقتضيه الأمر وما تتطلبه مهنة الطب.
قولي لهم: إني سأبدأ رحلة الدراسة - بإذن الله تعالى - وأنا أعدكم بأنه إذا تقدم لي الشخص المناسب الذي وافقتم عليه أن أحاول أن أجمع بين الأمرين، بمعنى أنني لا مانع أن أرتبط وفي نفس الوقت أواصل الدراسة، وسوف أقنع زوج المستقبل بذلك، وإن وجدت فعلا أن دراسة الطب سوف تعطل مشروع الزواج سوف أترك الطب وأترك غيره من أجل تكوين أسرة مسلمة مستقرة، ولكن لا ينبغي من الآن أن تحرموني بحجة أن هذا قد يعطل الزواج، لأن الزواج أولا بيد الله سبحانه وتعالى، ونحن لا نعلم متى سيأتي الزوج المناسب، ولا نعلم أيضا من هو الشخص الذي سوف تقبلونه أو ترفضونه، فاتركوا الأمر لله سبحانه وتعالى.
إذن بهذه الطريقة ابنتي الكريمة تستطيعين إقناعهم بإذن الله عز وجل بالسماح لك بمواصلة الدراسة.
فوق ذلك ابنتي الكريمة الفاضلة: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يشرح صدر أهلك بقبول هذا الاقتراح، وفوق ذلك أيضا أتمنى أن تصححي نيتك، بأن تجعلي نيتك فعلا لخدمة أخواتك المسلمات، سواء أكان في هذا المجال أو في هذا التخصص أو غيره، المهم أن تكون النية والهدف والغاية إنما هي رضى الله سبحانه وتعالى، وخدمة الإسلام من خلال ستر أعراض أخواتك المسلمات؛ لأنه ومما لا شك فيه - وأنت تعلمين ولا يخفى عليك - أن معظم العاملين في هذا المجال من الرجال يطلعون على العورة المغلظة للنساء بطريقة مزعجة؛ لأن هذا أمر ضروري خاصة فيما يتعلق بأمراض النساء والولادة وهذه المسائل الحساسة.
إذن كما ذكرت لك: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشرح صدر أهلك لقبول كلامك، وعليك بتصحيح النية، وأن يكون الهدف والغاية خدمة دين الله سبحانه وتعالى.
والأمر الثالث كما ذكرت لك قولي لهم إني ليس لدي اعتراض، وإنما سوف أدرس، فإذا ما تقدم لي الشخص المناسب ووجدت أني لن أستطيع أن أجمع ما بين الأمرين سوف أترك الدراسة وسوف أذهب إلى بيت الزوجية - بإذن الله تعالى - لأن هذا هو المطلوب من المرأة المسلمة بأن تكون لبيتها ولزوجها ولأولادها.
هذا وبالله التوفيق.