السؤال
كل عام أنتم بخير، وأسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصيام والقيام، وأن يعيد علينا الشهر الكريم بالخير واليمن والبركات.
لو سمحت يا دكتور كان عندي إكزيما في القدمين واليدين، وبقعا بنية في الرقبة، فذهبت إلى الطبيبة، وأعطتني علاجا، وبرئت -والحمد لله-، ولكن عادت البقع التي في الرقبة ثانيا، وقالت الطبيبة لا بد من تقشير كيميائي، فما هو التقشير، وهل له أضرار على الجسد؟ علما أن العلاج الذي وصفته لي سابقا للرقبة هو (كريم فيتوفات-ن)
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سنقتصر في إجابتنا على ذكر التقشير الكيماوي؛ حيث أنك لم تسألي عن الأكزيما على القدم، ولم تسألي عن البقع البنية على الرقبة بل وجهت السؤال نحو التقشير الكيماوي.
إن فكرة تقشير البشرة لها تاريخ طويل، تنطلق فكرتها من التخلص من البشرة المريضة المجعدة المتأذية من الزمن أو الأمراض، لينمو بدلا منها بشرة سليمة صحيحة صحية، وقد استخدمت قديما الصنفرة الميكانيكية، ولكن خف استعمالها مع وجود الصنفرة الكيماوية.
أدخلت المواد الكيماوية بالتدريج، ولها أسماء تجارية عديدة جدا، وتزداد قائمة المقشرات يوما بعد يوم ولكن المبدأ واحد، أي حف البشرة بالمواد بدلا من الآلة.
على رأس المقشرات حمض الفواكه، وألفا هيدروكسي أسيد، وكوجيك أسيد، وتراي كلورو أسيتيك أسيد، والفينول، ولكل من هذه المواد خاصيتها، والبشرة المناسبة لها، كما أنه باختلاف التركيز يختلف التأثير، وبعضها خطير، ويحتاج عناية فائقة وخبرة.
وتختلف النتائج والتأثيرات للتقشير حسب المادة المستعملة وتركيبها، وتركيز التركيب، وخبرة المستخدم، ومدة الاستخدام وقوة الدلك، وعدد مرات الدهن وعدد التكرارات والفواصل، ونوع البشرة المعالجة، وتاريخها ولونها، والموضع التشريحي المعالج (فالظهر يتحمل أكثر من الوجه، والوجه يتحمل أكثر من الرقبة)، والأمراض التي تعاني منها البشرة، أو يعاني منها صاحبها سواء أكانت في الجلد أم في الأجهزة الأخرى.
إذن هناك تفاوت في النتائج فليس كل من قشر حصل على النتيجة ذاتها.
والبشرة السمراء أقل استجابة للتقشير، أو بالأحرى تكثر مشاكل التقشير مع البشرة الغامقة، بينما تكون النتائج أفضل عند أصحاب البشرة البيضاء، ولا توجد نتيجة مطلقة 100% في أي شيء بل هناك نسب.
وهناك التقشير البسيط الذي يمكن استعماله في البيت وهو مادة فيتامين إي الحامضي -ريتين إي- أو التريتينوين والذي يدهن مساء بكمية قليلة بعد غسل الوجه بنصف ساعة، مع تجنب المواضع الحساسة، خاصة حول العينين، ثم نزيد الكمية المطبقة بالتدريج، إلى أن تصل إلى 1 غرام يوميا، يستمر استعمالها دورة (6 أسابيع) أو عدة دورات حسب اللزوم، وهو سليم وغير ضار عدا التهيج والاحمرار، كما يجب ألا تستعمله الحوامل.
وهناك كريمات أخرى جديدة تحوي موادا مشتقة مما ذكرناه، وبتركيزات أقل مما يمكن من التقشير بهدوء، ودون أن تظهر تأثيرات جانبية للعين ولكنها تأخذ وقتا أطول.
للتقشير قواعد وأصول، وحتى لا نقع ضحية للمبتزين ننصح بمراجعة طبيب ثقة، وأخذ رأيه بالتقشير، وما يناسب المريض، آخذين بعين الاعتبار المريض نفسه بحالته، وليس جميع المرضى بشكل عام.
وهناك من يقوم بتطبيق فواكه طازجة على البشرة، فهو غير ضار إن تحمله المريض ولم يحدث التهابات، ولكن ننصح بالمستحضرات المرخصة لما فيها من دقة.
إذن: التقشير الكيماوي هو إضافة مواد كيماوية معينة بتركيب معين وتركيز معين لهذا التركيب بغية إزالة الطبقات السطحية من الجلد لينمو من تحتها طبقات جديدة، ولكن هذه الطبقات الجديدة لا تماثل جلد الطفولة.
وختاما: نقول إن التقشير ليس عملية سليمة مئة بالمئة فقد يكون له مضاعفات، وقد يؤدي إلى حروق وتشوهات وتصبغات، وأحيانا إلى تندبات إن لم يتم استعماله بطريقة صحيحة، وبيد خبيرة مع اعطاء تعليمات كافية لنجاح العملية، والتزام كل من المريض والطبيب بقواعد التقشير وأصوله.
أما مع اتباع القواعد، فالموضوع أكثر سلامة تماما كقواعد المرور.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.