زوجتي حصل لها إجهاض متكرر وجميع الفحوصات سليمة، ما العلاج؟

0 636

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أنا -ولله الحمد- متزوج منذ 7 سنوات، وزوجتي هي: بنت خالتي وقريبتي من الدرجة الأولى.

خلال هذه الفترة أجهضت زوجتي 5 مرات، وذلك خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، وسبب الإجهاض هو حدوث تشوه في الأجنة في الشهور الأولى من الحمل.

جميع نتائج الفحوصات سليمة -ولله الحمد-، سواء كانت فحوصات لنا أو للأجنة، ومنها فحصوات للجينات أو الكرومسومات أو الفيروسات وغيرها، وقد نصحنا الأطباء بعمل أطفال أنابيب رغم أننا سليمون، لم أجر هذه العملية بسبب عدم وجود مشكلة واضحة لي ولزوجتي.

سؤالي: من خلال بحثي وجدت هناك مقالات وأناسا يتحدثون أن من سبب الإجهاض المتكرر صلة القرابة، فهل صلة القرابة بيني وبين زوجي سبب ذلك، وهل هناك تحاليل أو فحوصات تبين ذلك، وما هو العلاج في هذه الحالة؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفهم قلقك وحيرتك -أيها الأخ الفاضل- فتكرر الإجهاض بدون وجود سبب واضح يضع الزوجين في حيرة شديدة.

يعتقد أن حوالي نصف حالات الإجهاض خاصة في الشهور الثلاثة الأولى هي بسبب وجود خلل ما في الصبغيات أو المورثات المحمولة على الصبغيات، ويجب دوما عمل كل الاستقصاءات الممكنة لمحاولة البحث عن سبب تكرر الإجهاض قبل افتراض وجود خلل في الصبغيات.

بالنسبة لسؤالك عن صلة القرابة وعلاقتها بالإجهاض فالجواب في مثل حالتكما صعب، ولا أحد يمكنه إعطاؤك إجابة جازمة؛ لأنه ليس كل الأمراض الوراثية تظهر بأعراض واضح، كما أنه لا توجد طريقة تكشف كل الأمراض الوراثية، والتي هي كثيرة جدا، وبعضها يكون سببه أكثر من مورثة، لذلك بعد استبعاد كل الأسباب المحتملة الأخرى للإجهاض يمكن الشك، (وأقول الشك) بوجود خلل ما، في الصبغيات.

علما أن الإجهاض المتكرر يحدث حتى عندما يكون الزوجان لا تربطهما صلة قرابة، وبدون أن يكون هنالك أمراض وراثية في عائلتيهما، وما زال العلم والطب رغم كل التقدم الحاصل، يجهل الكثير عن أسباب تكرر الإجهاض وكيفية تلافيه، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

لذلك أؤكد لك أيها الأخ الفاضل بأنه إن لم تكن هنالك أمراض وراثية واضحة في عائلتك وعائلة زوجتك، فسيصعب معرفة إن كان هنالك مرض وراثي ينتقل عبر الصبغيات يسبب تكرر الإجهاض، وذلك لأن الأمراض الوراثية والطفرات الجنينية كثيرة جدا، ولا يمكن حاليا رغم كل التقدم في علم الوراثة من كشف كل هذه الطفرات.

أريد أن أوضح لك بشأن ما قيل لك عن طريقة الفحص الجيني قبل عملية أطفال الأنابيب بأن هذا الفحص يتم في حالتين:

أولا: في حالة كان أحد الزوجين يحمل مرضا وراثيا مشخصا، ومؤكدا (وهذا لاينطبق على الحالة عندكما)، فهنا ينصح الزوجان باللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب، وقبل عملية إرجاع الأجنة يتم عمل ما يسمى التشخيص الوراثي للأجنة أو preimplantation genetic diagnosis -PG- وفيه يتم أخذ خلية من الأجنة الملقحة في المختبر، وعمل دراسة عليها لمعرفة هل تحمل في صبغياتها المرض الوراثي الذي يحمله أحد الوالدين أم لا؟ ثم يتم إرجاع الأجنة السليمة واستبعاد الأجنة المصابة، وهذه الطريقة فعالة جدا، وينصح بها الزوجان بشدة، في حال كان هنالك مرض وراثي مشخص ومعروف عند أحد الوالدين -كما سبق وذكرت-.

ثانيا: في حال لم يكن هنالك مرض وراثي واضح عن الزوجين، وكان تحليل الصبغيات عندكل منهما طبيعيا (كما هو الحال عندكما) فهنا الأمر مختلف عليه، فالبعض ينصح باللجوء إلى عمل أطفال الأنابيب، مع عمل طريقة ماسحة (وليست مشخصة) أي فحص ماسح للكرموزمومات من ناحية العدد والشكل أي فحص عام وليس تفصيليا، حيث لايوجد مرض معين يتم البحث عنه في هذه الحالة.

وهذه الطريقة تسمى preimplantation genetic screening -PGS-، وهنا أظهرت الدراسات الحدثية بأن اللجوء إلى هذه الطريقة مع عمل أطفال الأنابيب عند زوجين طبيعيين لمنع تكرر الإجهاض قد لا تزيد في فرصة نجاح الحمل الجديد، أي أنها طريقة غير مضمونة، وإنما هي محاولة فقط، قد تنجح وقد لا تنجح، ولهذا رأيت أن أوضح لك هذه النقطة الهامة، فاللجوء إلى هذه الطريقة يحبذه بعض الأطباء، بينما يرفضه البعض الآخر، والقرار يعود إلى رغبة الزوجين في هذا الشأن.

عندما لا يتم إيجاد سبب واضح فإننا نلجأ إلى المعالجات التجريبية، لذلك في حال قررتما عدم اللجوء إلى أطفال الأنابيب أنصح زوجتك باتباع التالي:

- البدء بتناول حبوب الفوليك آسيد حبة يوميا قبل حدوث الحمل والاستمرار عليها طوال الحمل.

- تناول دورة علاجية من مضاد حيوي مثل الاريثروميسين أو الدوكساسيكلين مدة 10 أيام للقضاء على أي التهاب كامن وغير مكشوف في عنق الرحم يسبب الإجهاض.

- البدء بتناول أسبيرين الأطفال حبة يوميا، مع إضافة إما إبر الهيبارين يوميا (بجرعة يحددها الطبيب) أو إضافة حبوب البريدنيزون بجرعة من 40-60 ملغ على شكل حبوب يوميا وذلك فور تشخيص الحمل الجديد -باذن الله-.

هذه العلاجات التجريبية قد أثبتت فائدتها بنسبة قد تصل إلى 80% -بإذن الله- في حال أعطيت بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي.

الخيار لكما في اختيار إما اتباع المعالجة التجريبية أو اتباع طريقة الفحص الماسح للصبغيات مع إجراء أطفال الأنابيب.

في كل الأحوال أدعوك وزوجتك إلى الصبر وعدم اليأس، والاستمرار في محاولة الحمل من جديد، فالفرصة في نجاح الحمل مجددا ما زالت موجودة بعد الأخذ بالأسباب، والاتكال على الله -عز وجل-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات