الشعور بالموت يلازمني في كل حين!

1 1194

السؤال

أنا أعاني من مشكلة صعبة ولا أعرف ما هو حلها! فأنا منذ حوالي ثلاثة أيام أشعر بأني على وشك الموت، وأني سوف أموت قريبا جدا، وهذا الشعور يقلقني جدا جدا، فأنا أخاف من كل شيء أفعله، أخاف أن أنام لأني قد أموت، وعندما أحاول أن أخرج نفسي من هذه الحالة فإن هذه الفكرة تسيطر علي مرة أخرى.

عندما أشاهد أي مسلسل أو أي شيء في التلفزيون حتى أخرج من هذه الحالة لا أستطيع، ففكرة الموت دائما معي، ولا أستطيع أن أتذوق طعم الحياة، وعندما أفرح قليلا أقول إن هذه آخر فرحة لي التي تسمى ((الإفاقة التي قبل الموت )).

وللعلم فأنا والحمد الله إنسانة جيدة، وأعرف الله وأقرأ القران.

أرجو حلا لهذه المشكلة التي أعاني منها.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الخوف من الموت هو خوف مبرر، وهو عاطفة إنسانية تكون موجودة لدى معظم البشر ولكن بنسب متفاوتة. الخوف من الموت قد يكون إذن خوفا طبيعيا أو خوفا مرضيا.

الخوف المرضي دائما يكون خوفا غير مبرر، يكون ناتجا من حالة نفسية مثل نوبات الهرع مثلا، وهي نوع من القلق النفسي الحاد الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب ويؤدي إلى الإحساس بالموت وقرب المنية، ومن ثم قد تتكرر هذه النوبات، ويكون هذا الشعور بدنو الأجل مصاحبا للتفكير في معظم الحالات.

ثانيا: بعض الناس لديهم ميول للتشاؤم وللتطير، وبناء على معتقدات اجتماعية خاطئة تجدهم يفكرون في الموت ويخافون منه، ويقارنوه بأشياء ليس لها أي أساس من الصحة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر بسيط جدا.

أولا: أنت الحمد لله تعالى ملتزمة بصلاتك وتقرئين القرآن، وعليك بالأذكار، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك.

ثانيا: حين تأتيك هذه الأفكار أرجو أن تحقريها، لا نقول نحقر فكرة الموت، لكن نحقر فكرة المخاوف المرضية من الموت، وهذه تكون عن طريق أن هذا الخوف لا مبرر له، خاطبي نفسك على هذا السياق، وقولي إن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا يؤخر فيه ثانية واحدة، والأعمار بيد الله، وأنا في حفظ وحرز الله، فلماذا أنا أخاف بهذه الطريقة؟
هذا هو الأسلوب الصحيح، وهذا هو الأسلوب الذي يفيد الإنسان.

ثالثا: أرجو أن توجهي طاقاتك النفسية والجسدية والعاطفية نحو دراستك، ومساعدة الآخرين، وأكثري من الاطلاعات المفيدة والقراءة، واجلسي مع صديقاتك، ونحن الآن في شهر الخير والبركة والرحمة، وسيكون جميلا أن يجدد الإنسان إيمانه، وأن يتدارس كتاب الله بصورة مكثفة وبتمعن وبتدبر، هذا كله يفيدك إن شاء الله تعالى.

في بعض الحالات الشديدة نعطي بعض الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار سبرالكس أو عقار مودابكس، لكن أعتقد في حالتك أن الأمر لا يتطلب كل هذا.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وجد أنها مفيدة جدا حتى في مثل هذه الحالات، لأن المخاوف في معظمها ومنها الخوف من الموت هي في الأصل ناتجة من قلق نفسي، هذا القلق النفسي قد يكون على مستوى الوعي والإدراك أو قد يكون على مستوى العقل الباطني، لذا تمارين الاسترخاء تؤدي إلى نوع من التفريغ أو التنفيس النفسي الانفعالي، وهذا جيد جدا.

لتطبيق هذه التمارين: اجلسي في مكان هادئ داخل غرفة مثلا، أو اضطجعي على السرير، تأملي في حدث طيب حدث لك في حياتك، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املئي صدرك بالهواء، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تكرريه عند اللزوم.

خلاصة الأمر: الخوف من الموت مطلوب، لذا يجب أن يسعى الإنسان ويعمل لما بعد الموت، لكن الخوف المرضي لا داعي له، والأعمار بيد الله، ولكل أجل كتاب، والإنسان يجب أن يكون متوكلا ومتيقنا من ذلك، وأن يطمئن لقضاء الله ويحسن الظن بالله تعالى، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، وأن يعمل لآخرته كأنه يموت غدا.

بارك الله فيك، وجزآك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات