الأنفرانيل...وفائدته في علاج الوساوس القهرية

0 485

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 19سنة، وأعاني من الوسواس القهري، وذهبت إلى طبيب مختص ووصف لي الطبيب دواء anaranil 25mg بمقدار 50mg يوميا، واستمريت عليه لمدة سنة ونصف، ومنذ ستة أشهر بدأت أستخدم 75mg لأن الطبيب قال لي إذا لم تشعر بتحسن ارفع الجرعة.

علمت أنه عند استعمالي للدواء فإن حالتي لا تختفي بشكل تام، وإنما بنسبة 90% وأنا مستمر عليه، وعندما أتوقف عن استخدام الدواء أشعر أن حالتي تعود ثم أعود وأستخدمه.

سؤالي يا دكتور: هل أستخدم هذا الدواء مدى الحياة؟ لأني خائف أن يتحول إلى إدمان، وهل له تأثير صحي على المدى البعيد؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد ذكرت أنك تعاني من الوساوس القهرية، وهذا الأمر مختلط على الناس؛ لأن كلمة وسواس تعني أشياء مختلفة حقيقة، لكن ما دمت أنك ذهبت إلى طبيب فهذا يعني أن التشخيص مؤكد لديك، فمن جانبي أسأل الله لك العافية، وأقول لك:

الوساوس القهرية هي نوع من القلق النفسي، وهي منتشرة، وقد تكون وساوس في شكل أفكار، أو أفعال، أو طقوس، أو صورة ذهنية، أو مخاوف، ودائما فيها الجانب النمطي والتكراري، وهي تستحوذ على فكر الإنسان لدرجة كبيرة.

لذا من أهم وسائل العلاج هو أن يحقرها الإنسان، أن يرفضها، أن يردها، وأن يربطها ببعض المقززات أو أشياء تكون ذات وقع على النفس، مثلا يمكنك أن تضع هذا الرباط المطاطي الذي تربط به الأوراق المالية، ضعه على الرسغ في اليد، وبعد ذلك قم بشده وجذبه، وأنت تفكر في الفكرة الوسواسية قم بإطلاقه، لا شك أنك سوف تحس بألم في يدك، اربط ما بين الألم وما بين الفكرة الوسواسية.

كرر هذا التمرين عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وفي خلال عشرة أيام إلى أسبوعين سوف تحس أن الفكرة الوسواسية بدأت تضعف جدا.

والتعليل العلمي لهذا التمرين السلوكي هو أن الربط بين الوسواس وبين المشاعر المنفرة كالألم يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وهذا ينتج عنه إن شاء الله ضعف الوساوس.

وهنالك تمارين أخرى كثيرة، لكن أهم شيء أن تعرف أن الوسواس يعالج بالتجاهل وبالتحقير، وأنصحك أيضا بالتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدا، لأن الوساوس من أكبر مكوناته القلق، والقلق يتم التخلص منه من خلال الاسترخاء.

للتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأنفرانيل يعتبر هو أول دواء أثبت فعاليته لعلاج الوساوس القهرية، وهذا الدواء حقيقة بدأ استعماله بعض العلماء في السويد وأثبتوا فعاليته في الوساوس القهرية، حيث إن الدواء أصلا هو مضاد للاكتئاب.

بعض الناس لا يستجيبون إلا لجرعات عالية تصل إلى مائة وخمسين مليجراما في اليوم من الأنفرانيل، فحالات الوساوس القهرية قد لا تستجيب إلا لمثل هذه الجرعة، لكن تحمل هذه الجرعة أيضا قد يكون صعبا لبعض الناس، لأن الأنفرانيل قد يسبب جفافا في الفم، وقد يسبب أيضا إمساكا لبعض الناس.

استجابتك كانت جيدة جدا لجرعة الخمسة والسبعين مليجراما، وأعتقد لو أنك استصحبت التمارين السلوكية التي ذكرناها لك مع الدواء قطعا سوف تكون النتائج أفضل، ونسبة تسعين بالمائة لا شك أنها نسبة عالية وممتازة، ونستطيع أن نقول إنها درجة من درجات الشفاء والتعافي إن شاء الله تعالى.

السؤال حول: إلى أي مدى وإلى متى تستمر في الدواء؟ هذا سؤال قد يصعب إجابته في بعض الحالات، لكن المتفق عليه أن الوساوس قد تكون مزمنة بعض الشيء لبعض الناس.

أرجو أن لا يكون هذا الكلام محبطا لك أبدا، ونقصد بزمنه أن فترة العلاج يجب أن لا تقل عن سنة إلى سنتين على الدواء، وأن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الجرعة في وقتها الصحيح، ولا بد أن يستصحب العلاج الدوائي بالتطبيقات السلوكية التي تحدثنا عنها.

العلاج السلوكي هو المانع الرئيسي للانتكاسات، والعلاج الدوائي يرتب كيمياء الدماغ بالصورة التي تجعل الوساوس ضعيفة جدا، وهذا يمهد للتطبيق السلوكي الصحيح.

أخي الكريم: لا تنزعج من استعمال العلاج الدوائي مهما طالت المدة، وأقول لك إنك لن تحتاج له طول الحياة أبدا، ربما تحتاج له لمدة سنة إلى سنتين، وفي بعض الأحيان تكون مدة العلاج حوالي ثلاث سنوات.

توجد أدوية بديلة كثيرة جدا للأنفرانيل، الأنفرانيل دواء جيد كما ذكرت لك لكن يعاب عليه في بعض الأحيان الآثار الجانبية، فإذا كنت لم تشتك من أي آثار جانبية فاستمر عليه، أما إذا عانيت من أي آثار جانبية فالطبيب يمكن أن يقوم باستبداله لك، ومن خير الأدوية وأفضلها التي قد تكون بديلة للأنفرانيل هي عقار بروزاك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) وتوجد أدوية أخرى مثل الفافرين، والزيروكسات.

أؤكد لك أن الدواء سليم وأنه ليس له آثار جانبية سلبية على المدى البعيد، والبدائل أيضا لهذا الدواء كثيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

مواد ذات صلة

الاستشارات