كيف أحل مشكلة التبول الليلي اللاإرادي عند طفلي؟

0 532

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولدي عمره 12 عاما، عندما كان في سن الثلاث سنوات تركناه عند أناس نعرفهم، وذهبنا أنا ووالده للحج، وكان متعلقا بنا تعلقا شديدا، وبعد أن رجعنا لاحظنا تأتأة في كلامه وترددا شديدا، فهو يكرر الكلمة أكثر من مرة قبل أن يقولها، ويتلعثم في كلامه بعد أن كان طليقا، كما لاحظنا مشكلة ما زالت معه إلى الآن، وهو في سن 12 عاما، وهي التبول اللاإرادي ليلا، أخذناه لطبيب أطفال فوصف له تمرينا أثناء التبول، وهو أن يقوم بحبس البول أثناء خروجه عدة مرات كي تقوى لديه عضلة المثانة، ولكنه لم ينجح، وأعطاه أدوية لمدة بضعة أشهر ولكنها أيضا لم تنجح، وأيضا لديه غيرة شديدة من أختيه الأصغر منه وخاصة الأصغر منه مباشرة - بينهما أربع سنين - فهو يحاول إيذاءها دائما بشتى الطرق، ويبوح أحيانا بأنه يكرهها، كما يقول أحيانا لنا أن لا أحد يحبه، وأني شخص غير مرغوب فيه.

نعاني في البيت من نفسيته المتقلبة، فهو أحيانا حساس وأحيانا عنيد، وأحيانا قاس، كما أنه أحيانا خفيف الظل يسعد من يجلس معه، وأحيانا يصفه أخوته بثقيل الدم لبعض المزاح الثقيل، وهو كثير الخجل، خاصة إذا انتقده أحد ما، لديه خوف من البقاء وحيدا والنوم وحيدا وخوف من الظلام، لديه إهمال ولا مبالاة وخاصة في دراسته وأشيائه الخاصة مثل ملابسه وأدواته، كثير الكذب، ويحاول الحصول على ما يريد بطرق غير صحيحة مثل الحلف الكاذب أو أخذ المال بغير علمنا، وهو سمين كثير الأكل فوزنه في هذا العمر يتجاوز 75، لا يحب لعب الرياضة أو اتباع حمية لتخفيف وزنه.

ونظرا لعمره فإخوته يجلسون أحيانا على الحواسيب في البيت ويقومون بفتح أشياء خاصة بهم أو بعمرهم ولا يريدون منه المشاهدة، فيطلبون منه أن يبتعد قليلا فيشعر بضيق ونقص، وأحيانا يبكي ويلجأ إلى أن يشاهد أفلام الرعب مثلا أو شيئا ليس لعمره عن طريق الخفاء أو على التلفاز بدون أن يراه أحد.

أرجو نصحي بطريقة التعامل معه، وحل مشكلة التبول الليلي اللاإرادي.

أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك أيتها الأم الحريصة على خير ولدها وأسرتها، وما هذا بغريب عن الأمهات.

وأرجو أن لا تشعري بتأنيب الضمير من ذهابكم للحج وترك طفلكم عند أصحابكم، فهذا لا يبرر كل هذه الصعوبات النفسية والسلوكية.

إن ما وصفت من مشكلة التبول اللاإرادي ما هي إلا عرض وليست المرض بحد ذاته، عرض لضعف ثقة الطفل بنفسه، وهذا الضعف واضح في عدة جوانب وردت في سؤالك، كتعثر الكلام، وشعوره بعدم محبة أحد له، وأنه غير مرغوب فيه، وتقلب حالته المزاجية، وبعض السلوكيات الأخرى.

العادة أننا في عيادة المشكلات النفسية عند الأطفال والمراهقين، أنه تأتينا حالة كهذا الطفل، ويعرض الأهل كتلة من المشكلات المعقدة والمتداخلة، ويرغبون في علاجها جميعا دفعة واحدة.

ونحن عادة نحاول تفكيك المشكلة، ومحاولة حل جانب واحد منها، وبالتالي تبدأ بقية الجوانب بالتحسن، رويدا رويدا.

وإذا كان لي أن أذكر طريقة واحدة تعزز ثقة الطفل بنفسه، وتخلصه من السلوكيات والمظاهر السلبية فهي كالتالي، وإذا اتبع الوالدان هذه الطريقة فما هي إلا أسابيع إلا وشعروا بالتحسن الكبير في حياة هذا الطفل.

المطلوب ولعدة أسابيع أن يركز الأبوان انتباههما على كل سلوك إيجابي حسن يقوم به الطفل، مهما كان هذا العمل صغيرا أو تافها، المهم أنه إيجابي ومن نوع السلوكيات التي نريدها أن تتكرر، كأن يكون لعب مع أختيه بلطف لمدة خمس دقائق، أو ساعد والدته بعمل ما، أو نظف أسنانه..وهكذا كل عمل حسن.

وكلما لاحظوا مثل هذا السلوك قاموا بالإطراء على حسن ما عمله "أحسنت لأنك..." و" كم أنا مسرورة لأنك..." و"شكرا لأنك...".

وفي نفس الوقت أن يغضوا النظر عن كل سلوك سلبي، وأن يتجاهلوا هذا السلوك غير المرغوب فيه، طالما هو سلوك يمكن تجاهله، أما إذا كان يعرضه أو يعرض غيره للخطر، فلابد أن يدخلوا هنا ويوقفوا هذا السلوك.

كل هذا لأن السبب الأكبر للسلوك "المتعب" عند الأطفال هو رغبتهم بالحصول على الانتباه، وإن لم يحصل الطفل على هذا الانتباه بالحسنى، حصل عليه من خلال سلوكه المتعب، ومعظم الأطفال ينجحون في أخذ هذا السلوك.

وبالنسبة للتبول اللاإرادي، أريد أن أذكر ثلاث نقاط:

أولا: أن لا نعير الطفل بهذه المشكلة، فهي ليست بإرادته، وهو أول إنسان في هذا الكون يريد التخلص من هذه المشكلة.

ثانيا: أفضل علاج هو العلاج السلوكي، وبحيث يوم يستيقظ جافا، نعزز هذا السلوك ونشكره عليه، واليوم الذي يبلل فيه السرير نتصرف وكأنه لم يحصل شيء، وتجاهل كامل للأمر.

ثالثا: يمكن الاستزادة في طرق التعامل مع التبول ومع بقية المظاهر السلبية للسلوك، أن تتطلعوا على كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" للدكتور مأمون مبيض، ويمكن الحصول عليه من المكتبات الكبيرة أو من موقع (نيل وفرات دوت كوم).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات