أعاني من الخوف من الخروج بمفردي، فما الحل؟

0 460

السؤال

أنا فتاة، بعمر سنة، أعاني من شده الخوف من الخروج لوحدي، وإذا قمت بالخروج مع أحد من أهلي في مكان عام أحس باضطرابات وخوف شديد، والاضطرابات مثل: (الغثيان، وأحاول أخرج من المكان بسرعة، وعندما أعود للمنزل أعود لحالتي الطبيعية).

أتناول seroxat 12.3mg
أرجوكم ساعدوني لأني لا أعرف ماذا أعمل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، مع أنه يبدو أن هناك نقصا في السؤال، إلا أن المعنى قد وصل، ولعلك أردت أن تقولي أنك كنت أو ما زلت تتناولين دواء اسمه (Seroxat).

يبدو أنك تعاني من مشكلة نفسية شائعة وهي "الرهاب من الأماكن العامة"، حيث يتجلى هذا في تجنبك للخروج من البيت ودخول الأماكن العامة، ويترافق هذا الخوف أو الرهاب ببعض "نوبات الذعر" (Panic Attack) عندما تكونين في أحد الأماكن العامة وخاصة الأسواق الكبيرة والسوبرماركت، حيث تشعرين بسرعة ضربات القلب، وشعور بالضغط في الرقبة أو الحنجرة، وربما شيء من ضيق التنفس، والتعرق، وضيق الصدر، وبحيث تسارعين في الهروب من هذا المكان الكبير أو المزدحم، وقد تشعرين وكأنه سيغمى عليك، ولذلك ترتاحين قليلا عند وجود أحد معك، كأحد أفراد العائلة من باب أنه إن حصل لك شيء فعلى الأقل هناك أحد يقوم باللازم من طلب الإسعاف أو غيره.

العادة أنه بعد نوبة واحدة من هذه النوبات يبدأ المصاب بتجنب هذه الأماكن العامة الكبيرة، ومع استمرار الحالة يبدأ هذا المصاب بتجنب المزيد من هذه الأماكن الكبيرة، ومن ثم حتى الأماكن الصغيرة، وما هو إلا وقت قصير حتى يصبح المريض أسير بيته، ويتعذر عليه أي خروج من البيت.

الغالب وبسبب حرمانه من الخروج والاحتكاك بالناس، وبسبب ضعف أو انعدام الحياة الاجتماعية قد يصاب هذا الشخص بشيء من الاكتئاب.

إن الدواء الذي ذكرت يفيد كثيرا في علاج مثل هذه الحالات، وهو بالأصل مضاد للاكتئاب، إلا أنه يفيد عموما في علاج حالات الرهاب والخوف، إلا أن العلاج الأنجع والأكثر فائدة لرهاب الأماكن العامة هو العلاج السلوكي من خلال اقتحام هذه الأماكن التي يتجنبها، وبألا يستسلم لمثل هذا التجنب، وقد يحتاج الشخص لمن يقف معه وهو يحاول الدخول في هذه الأماكن العامة، وهناك عادة طريقتان لدخول هذه الأماكن:

- الأولى متدرجة، بحيث يبدأ بالأماكن القريبة والصغيرة، ورويدا رويدا ينتقل لأماكن أكبر وأكبر.

- والطريقة الثانية وهي أن يبدأ الشخص بدخول أكبر مجمع تجاري أو سوبرماركت كان يتجنبه.

سواء كانت الطريقة الأولى أو الثانية، المهم أن يدخل وأن يبقى هناك لبعض الوقت حتى يسترخي ويرتاح، ومن ثم يدرك أن دخوله لهذه الأماكن لم يسبب له أي نوع من الأذى، وبالتالي يغير هذا من أفكاره عن هذه الأماكن، ويعود لحياته الطبيعة أو شبه الطبيعية؛ لأنه قد تبقى بعض ملامح هذا الرهاب إلا أنه ليس من الشدة، بحيث يضطر للتجنب أو أسر نفسه في بيته.

للمزيد من المعلومات عن هذا الرهاب يمكنك الرجوع لكتابي "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" من أي مكتبة كبيرة أو من موقع (نيل وفرات دوت كوم).

إذا تعذر العلاج الفردي الذاتي، فأنصح بعدم التأخير في مراجعة طبيب نفسي حيث تعيشين.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121).
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات