عندي ضيق في التنفس صعب جدا، وأشعر بالموت

0 549

السؤال

السلام عليكم
صياما مقبولا.
عندي سؤال: لي سنة تقريبا أعاني من ضيق في التنفس، عمري 17سنة، دائما لا أتنفس جيدا، أحاول أن أسحب النفس، بعض الأحيان أحس كأنه الموت وأخاف، أريد حلا لأني دائما أعاني من هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإن ضيق التنفس قد يكون له عدة أسباب، هنالك أسباب عضوية، أي أسباب جسدية طبية، وهنالك أسباب نفسية، الأسباب العضوية لا يمكن التأكد منها إلا من خلال الذهاب إلى الطبيب، طبيب الأمراض الباطنية أو طبيب الصدر، ومقابلته وتحديد نوعية الشكوى، ومن ثم سوف يقوم الطبيب بإجراء الفحص الإكلينيكي – أي الفحص الجسدي السريري - وقد يطلب بعض الفحوصات.

من الأسباب العضوية الشائعة لضيق التنفس هي حساسية الصدر أو الربو، مشاكل الأنف والأذن والحنجرة أيضا قد تؤدي إلى ذلك، ومشاكل في الجهاز التنفس قد تكون أيضا سببا، أو مشكلة القلب.

هذا كله لا أعتقد أنه ينطبق عليك أبدا، في مثل عمرك السبب الشائع لضيق التنفس من هذا النوع هو الأسباب النفسية وأهمها القلق النفسي، وحين نطلب منك مقابلة الطبيب الباطني أو طبيب الصدر ذلك فقط من أجل التأكد، هذه قاعدة طبية مهمة جدا، هذا أولا.

ثانيا: المؤشرات التي تشير أن ضيق التنفس هذا سببه القلق النفسي، فأنت ذكرت أنه يأتيك إحساس بالموت، هذا دائما يكون مع حالات القلق النفسي، والقلق النفسي قد لا تكون عنده أية أسباب.

إذن بعد أن يؤكد لك الطبيب الباطني أنه ليس لديك أي مرض عضوي والحالة النفسية البسيطة هذه سوف تكون هي التفسير، أي أن الحالة حالة قلقية بسيطة وليس أكثر من ذلك، وهنا أنصحك بتجاهل هذه الشكوى، لأن إجراء الفحص الطبي نفسه سوف يكون مطمئنا لك.

ثانيا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي تمارين علاجية جيدة جدا لمثل هذه الحالات، ولتطبيق هذه التمارين يمكنك أن تستلقي على السرير أو تجلسي على كرسي مريح داخل الغرفة بشرط أن لا يكون هنالك ضوضاء، وأن لا تكون الإضاءة شديدة، بعد ذلك أغمضي عينيك، تأملي في حدث جميل حدث لك في حياتك، افتحي فمك قليلا، ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسكي الهواء فترة قصيرة في الصدر، بعد ذلك أخرجيه بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

هذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تحسين إن شاء الله تعالى بتحسن كبير.

يمكنك أيضا أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي وكذلك تمارين شد العضلات وإطلاقها، هذه سوف تكون إضافة جيدة جدا، ومن خلال المعلومات المتوفرة يمكن أن تتدربي على هذه التمارين بصورة جيدة جدا.

الأمر الآخر: مارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا سوف يكون أمرا جيدا ومفيدا لك وسوف يساعدك إن شاء الله كثيرا.

أرجو أن تنظمي وقتك، وتركزي على دراستك، كوني بارة بوالديك وأرحامك، هذا كله إن شاء الله تعالى يعطيك الثقة في نفسك.

عليك بالصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك أي مكروه.

الخوف من الموت أيتها الابنة الفاضلة هو ناتج من هذا القلق، والإنسان حين يأتيه هذا الخوف من الموت يجب أن يعرف أن الأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يقدم في حياة الإنسان ولا يؤخر فيها أبدا، وإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، هذه حقيقة صارمة قاطعة، والسياق القرآني بالشرط الجازم، فهذا يعني أن موضوع الموت ليس بيد أحد، لا أحد يستطيع أن يزيد في عمره أو ينقص في عمره، والإنسان المؤمن لابد أن يكون متيقنا أنه في حرز وفي حفظ الله، وحين تأتي الآجال سوف يكون.

وأنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى لن تكوني عرضة للأمراض، بالطبع الموت لا ينجو منه أحد، ويمكن أن يأتي في أي عمر، وأمامك أيام طيبة وجميلة، وتتحصلين إن شاء الله على المؤهل العلمي الرفيع الجيد الذي يساعدك في مستقبل أيامك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات