السؤال
السلام عليكم
أنا عندي مشكلة مع إخواني، فهم كثيروا الحركة، أعمارهم ابتدائي ومتوسط، ودائما الناس يشتكون منهم؛ فهم يضربون الناس ويضربون أمي، وحالتنا الاجتماعية هي انفصال أمي عن أبي، وأبي بعيد عنا.
نحن نعيش مع أمي، وإذا ذهبنا لأخوالي يتضاربون مع أخوالي ويضربون أخوالي بالجزم وكذلك أمي يضربونها، أصبحنا لا نذهب للناس بسببهم، نجلس في البيت بسببهم، ودائما يختلفون -يتهاوشون- مع بعض خلافا غير طبيعي، أي أربعة وعشرين ساعة وهم في خلاف، ويضربون أمي، وعلى صغر سنهم إلا أنها لا تقوى عليهم، ويضربون أمي بالعصا على رأسها، ودائم تتألم منهم.
أريد منكم حلا سريعا جدا، وهل هذه الحالة طبيعية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فمع احترامنا الشديد لكم كأسرة، لكن مثل هذا المسلك الذي يبدر من إخوتك الصغار هو دليل على عدم استقرارهم نفسيا، فالطفل حين لا يشعر بالأمان، حين يكون قلقا ومتوترا يفقد الضوابط الاجتماعية التأديبية المهمة، والطفل دائما يعبر عن عدم استقراره وانفعالاته السلبية من خلال العنف -التهاوش كما ذكرت – وقد يتعدى الطفل لدرجة أن يضرب الأم، هذا بالطبع دليل قاطع على أن الضوابط التربوية فيها شيء من الخلل.
أنا أقدر تماما ظروف الأسرة، حيث إن انفصال الوالدين قد يكون له تبعات سلبية على الأولاد، لكن أنت من واجبك أن تحاولي أن تساندي والدتك، حاولي أن ترعي إخوتك، وذلك بإبداء النصح لهم، بأن تعلميهم الكلمات الطيبة، دعيهم يستبدلوا السلوك السيئ بسلوك إيجابي، والطفل يستطيع حقيقة أن يدرك وأن يتعلم، ويمكن أن تتحول تصرفاته السلبية إلى تصرفات إيجابية، هذه الأمور لن تأتي تلقائيا، هؤلاء الأطفال يحتاجون لشيء من التوجيه، مهما كانت ظروف الأسرة.
دعي والدتك أيضا توجههم، تنصحهم، تحدثي معهم بلغة مبسطة حول بر الوالدين، وأن الضرب أسلوب غير مقبول، وفي نفس الوقت ساعديهم في أمورهم الدراسية، دعوهم يذهبون إلى المسجد، يحفظون شيئا من القرآن، ويمكن أن يتم التحدث مع إمام المسجد ليساهم في الإرشاد التربوي بالنسبة لإخوتك، وفي ذات الوقت أنا لا أؤيد حقيقة أن تقاطعوا الناس، زوروا أرحامكم، وأنتم في حاجة للمساندة، ودعي إخوانك الصغار يلعبون مع بقية الأطفال، وهذا اللعب مع الأطفال الآخرين حتى وإن كانت فيهم سلبية إلا أن الطفل يعبر كثيرا عن مشاعره مع الأطفال الآخرين وهذا يساعده كثيرا.
هنالك أسلوب تربوي معروف وهو أسلوب الترغيب والترهيب، فالطفل يستجيب جدا للتحفيز ويستجيب جدا للتدعيم، الكلمة الطيبة، الجائزة البسيطة، الهدية المعقولة، هذه هي الطرق التي تعدل من سلوك الأطفال.
أرجو أن يكون هنالك اهتمام بهذا الأمر، ومهما كانت الظروف الأسرية إلا أنه يمكن تعديل السلوك باتباع هذه المناهج البسيطة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على اهتمامك بأمر إخوانك وأخواتك، وأسأل الله تعالى أن يكونوا من الناجحين والبارين بوالديهم.