السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أختي الصغيرة تحدث لها مشكلة إذا ذهبنا لأهلنا والناس، بمعنى أنه إذا كان هناك أناس كثر لا تلعب كثيرا مع البنات، ودائما تجلس خلف أمي، وإذا قلنا اذهبي والعبي مع البنات تقول لا، وإذا لعبت مع البنات لا تتحدث معهن فقط تسكت، وهي طبيعتها غير هادئه في البيت، فهي مزعجه وكثيرة الحركة، ولكن في خارج البيت تتغير.
علما أنها تبلغ من العمر 7 سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
ليس غريبا أن تشعر طفلة في السابعة من عمرها بمثل هذا الخجل من لقاء الناس، حيث هي نشيطة وكثيرة الحركة في البيت حيث البيئة الآمنة التي اعتادت عليها، بينما هي هادئة ومنطوية وخجولة وقليلة الكلام أمام الغرباء وخارج مكانها الآمن، ولذلك تلوذ بأمها.
مثل هذه الحالة قد نسميها "الخجل الاجتماعي" أو في بعض الأحيان الشديدة نسميها "الرهاب أو الخوف الاجتماعي".
المهم في أمر التعامل مع هذه الطفلة أن نكون طبيعيين معها، فلا نوبخها أو نشعرها بأن الأمور غير طبيعية عندها، فهذا مما يجعل من المشكلة الواحدة مشكلتان، فلا نقول لها مثلا "لماذا أنت خجولة ولا تلعبي مع الآخرين" أو "لماذا أنت هكذا، هيا العبي مع الأطفال وكوني طبيعية"!
والأفضل أن نتعامل مع الأمر بالأسلوب غير المباشر بحيث نتيح لها المجال لتوجد مع الآخرين وبشكل طبيعي، وبحيث لا تشعر أنها المقصودة من هذا الخروج، وبطبيعة الحال عندما تشعر هي بالراحة والاطمئنان فستبدأ بالابتعاد قليلا عن أمها، محاولة استكشاف البيئة من حولها، والتعرف على الأطفال الآخرين واللعب معهم.
والطريقة غير المباشرة الأخرى، أن نسعى لتقوية إمكاناتها وثقتها بنفسها من خلال الأنشطة والهوايات المختلفة، فهذا يشجعها على الجرأة في التعامل مع الناس والبيئة من حولها.
اطمئني على أختك الصغيرة، فكثير من هذه الظاهرة موجودة عند الكثير من الأطفال، إلا أن أكثرهم ينمو ويخرج من هذه الدائرة، وبالتالي يختلط بالناس من حولهم، ويحاول تعويض ما فاته من قبل.
والله الموفق.