السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 18 سنة، لا أدخن، أعاني من نهجان وصعوبة بالتنفس، وأحيانا أضطر أن أدخل الهواء من فمي والتثاؤب بكثرة حتى أستطيع إدخال الهواء، وأعاني أيضا من سرعة في نبضات القلب بعض الأحيان، حيث أشعر بألم بسيط في الرئة اليسرى، وبعض الأحيان مثل ألم الصدر عند السعال الشديد، وأشعر أنها مختلفة عن اليمنى من حيث التنفس، وأشعر بأنها أثقل من اليمنى، ويلازمني النهجان طول الوقت، ولكن تختلف شدة الكتمة من وقت لآخر.
ذهبت مرتين للدكتور وكشف على الصدر والقلب بسماعة الأذن دون عمل أشعة عليها، وقال أنها حالة نفسية، حيث لا أعاني من صوت الزفير أثناء التنفس، وعند النوم لا أشعر بضيق في التنفس والحمد لله، وحتى أستطيع أن أشعر بالراحة أقوم بحبس نفسي لمدة تقارب الدقيقة، وأخرج الهواء من فمي حتى أشعر بالتحسن، فهل سبب كتمتي نفسية أم جسدية؟ وهل من علاج للتخلص من النهجان؟ حيث أنا في الواقع شديدة العصبية والتوتر الشديد والحساسية ولا أمارس الرياضة، حيث أني شديدة الكسل والجلوس كثيرا والنوم، وأشعر في النادر بوخز في الجسم والصدر أحيانا.
أريد حلا للتخلص من هذه العادات دون اللجوء لعلاج الأدوية والحبوب، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديالا سامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه توجد مؤشرات قوية جدا أن حالة صعوبة التنفس التي تعانين منها ليست عضوية -أي سببها ليس مرضا جسديا- إنما السبب الرئيسي في الغالب هو أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق ظهر في شكل هذه الأعراض الجسدية، ويعرف أن هذه الحالات النفسوجسدية كثيرة جدا خاصة في هذه المرحلة العمرية التي تمرين بها، والذي يحدث أن القلق النفسي خاصة إذا كان ناتجا من الكتمان وعدم القدرة على التعبير عن الذات يؤدي إلى تقلصات وانقباضات عضلية تؤثر أكثر ما تؤثر على عضلات الصدر والتنفس، وهذا هو الذي يؤدي إلى مثل هذه الضيقة في التنفس.
أنت ذكرت أيضا أن لديك قابلية للقلق وللتوتر والانفعالات السلبية، وهذا رابط مهم جدا، أي أن الاستعداد للقلق والتوتر والانفعالات موجود لديك، وهذا يجعلك قابلة لحالة القلق التي تحدثت عنها.
الذي أنصحك به هو:
أولا: ما دام الطبيب قد أكد لك أنه لا توجد لديك حالة عضوية، فأرجو أن تقتنعي بذلك، والطبيب إن رأى أن هنالك حاجة للأشعة لكان قد طلب ذلك، لكن الذي أراه أن الطبيب قد اكتشف أن حالتك واضحة جدا وليس هنالك سببا لأن يعرضك إلى الإشعاع أو إلى أي فحوصات أخرى. فأرجو أن تطمئني من هذه الناحية.
ثانيا: من الضروري جدا أن يحدث نوع من التناسي والتجاهل لهذا العرض، لأن مجرد التركيز على مثل هذه الأعراض والوسوسة حيالها، هذا في حد ذاته يؤدي إلى توهمات مرضية كثيرة. إذن العلاج بالتجاهل هو الأفضل.
ثالثا: أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيب مرة كل أربعة أشهر، وذلك لمجرد إجراء فحوصات عامة، وهذه الفحوصات تشمل مستوى قوة الدم، مستوى الهرمونات خاصة هرمون الغدة الدرقية، وظائف الكلى، وظائف الكبد، هذه قاعدة طبية جيدة تشعر الإنسان بالطمأنينة، خاصة الذين لا أقول يتوهمون الأمراض لكن الذين يفرض عليهم القلق وجود أعراض جسدية تجعلهم يعيشون تحت تهديد أنهم قد أصيبوا بمرض عضوي.
رابعا: لا بد من التمارين الرياضية، فالتمارين الرياضية مهمة ومفيدة جدا، والإنسان إذا بدأ ممارسة الرياضة سوف يحس بفائدتها ولذتها، خاصة في مثل عمرك، وسوف يواصل هذه الممارسة إن شاء الله تعالى، فكوني حريصة على أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة.
خامسا: وجهي طاقاتك نحو ما هو مفيد: التركيز على الدراسة، الانخراط في الواجبات الأسرية، والمشاركة فيها بجدية، وإذا كان هنالك أي أنشطة غير أكاديمية في النطاق الجامعي أيضا اجعلي لنفسك وقتا مخصصا لهذه الأنشطة، كذلك الحرص على الصلوات في وقتها، وتلاوة القرآن، واسعي لاكتساب المعارف العلمية غير الأكاديمية، هذا كله إن شاء الله تعالى فيه خير كثير لك، ويجعل انتباهك موجها بعيدا من التركيز على أعراض انقطاع التنفس أو ضيقه.
سادسا: أرجو أن تعبري عن ذاتك، فهذا مهم جدا جدا، والإنسان حين يتغاضى عن بعض الأمور ويسكت عليها خوفا من أن لا يسبب حرجا للآخرين، هذا قد يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية خاصة بالنسبة للشخصيات الحساسة، فأنا أقول لك: دائما كوني معبرة عن ذاتك، تحدثي مع صديقاتك، مع زميلاتك، مع أسرتك، وهذا التنفيس وهذا التفريغ النفسي يساعد كثيرا.
سابعا: التدريب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة جدا، وهنالك عدة مواقع على الإنترنت وكذلك كتب وأشرطة في المكتبات توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تطبقيها بإتقان، وهذا إن شاء الله يفيدك كثيرا، ولا بد أن تأخذي كل هذه النصائح كرزمة واحدة وطبقيها.
هنالك أيضا أدوية تساعد، لكن أنت ذكرت أنك لا تودين تناول أي دواء، وهذه رغبة نحترمها، كما أني لا أرى هنالك ضرورة ملحة أصلا في استعمال الدواء في حالتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.