التثاؤب عند الصلاة أو قراءة القرآن، ما سببه؟

1 1924

السؤال

كل ما شرعت في الصلاة أو في تلاوة القرآن تبدأ عيناي بذرف الدموع والتثاؤب المتواصل والإحساس بالنعاس، حتى أنني لا أستطيع حتى رؤية الكتابة، وكل هذه الأعراض تتلاشى ما أن أعرضت عن التلاوة أو عن الصلاة، فما سبب ذلك وما هو الحل؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – من أنك ما أن تشرع في الصلاة أو في تلاوة القرآن حتى تبدأ عيناك بذرف الدموع والتثاؤب المتواصل والإحساس بالنعاس، وإذا ما أعرضت عن التلاوة أو انتهيت من الصلاة فإنك تشعر بأن هذه الأعراض قد تلاشت، وتقول: ما السبب وراء هذه الحالة؟

أقول أخي الكريم: إني أتصور أن السبب وراء هذه الحالة أنك إما أنه بك عين أو مس من الجن، والعين يتبعها الشيطان كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك إني أنصحك أخي الكريم الفاضل بارك الله فيك أن تقوم بعمل رقية شرعية لنفسك إن استطعت ذلك، لأن الرقية ليست بالأمر العسير أو المستحيل، وتستطيع أن تتعرف على آياتها وأحاديثها من كتابة كلمة الرقية في أي موقع من مواقع البحث بالإنترنت، ستظهر أمامك -بإذن الله تعالى- عشرات الآيات والأحاديث والأذكار التي تستطيع من خلالها أن تعالج نفسك بنفسك -بإذن الله تعالى-.

وهناك كذلك أيضا كتب وكتيبات، وهناك مطويات، وهناك أشرطة، فأمر الرقية ولله الحمد أصبح سهلا ميسورا، وأنا أنصح أن تبدأ أنت بنفسك بسماع آيات الرقية وأحاديثها من الأشرطة على سبيل المثال، أو قراءة آياتها، وأن تنظر في نفسك، فإن تحسنت وذهبت عنك هذه الأعراض فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن لم تتحسن ولم يحدث لديك أي تغير فما عليك إلا أن تستعين بعد الله تعالى بأحد الرقاة الثقات، لأن الذي أعتقده أنه كما ذكرت أن لديك شيئا من عالم الجن، إما أن يكون حسدا، وإما أن تكون عينا، وإما أن يكون مسا من الجن، وهذا إذا كان الجني ضعيفا أو الجني الذي صحب أيضا الحسد ضعيفا فإنه بمجرد سماع آيات الرقية وأحاديثها بشيء من التركيز فسوف تزول هذه الأعراض في أقرب وقت -بإذن الله تعالى-؛ لأن الجن منهم ما هو مارد ومنهم ما هو جني عادي، وجن المارد عادة يحتاج إلى قدر كبير من الجهد حتى يستطيع الإنسان أن يتخلص منه، وذلك كشأن الإنسان الظالم فكما أن هناك في عالم الإنس ظلمة فكذلك في عالم الجن، وهناك من عالم الإنس من هو ظالم ظلما شديدا لأنه له شوكة وغير ذلك، وهناك من هو ضيف لأقل قدر يمكن زوال آثاره، وهكذا في عالم الجن.

فأنا أقول: ابدأ أولا بسماع أشرطة الرقية، خاصة المس والحسد، أو قراءة ذلك كما ذكرت لك، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومساء، كذلك أيضا التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) لأن النبي عليه الصلاة والسلام بين من آثارها أنها تكون حرزا صاحبها من الشيطان حتى يمسي وحتى يصبح، فتحافظ على هذا صباحا ومساء، مع استماع آيات الرقية وأحاديثها، وأنا واثق -إن شاء الله تعالى- أنك سوف تتحسن بصورة طيبة، وسوف تزول عنك الأعراض في أقرب فرصة.

أما إذا قدر الله وكما ذكرت ولم تتحسن فاعرض نفسك على أحد الرقاة المتخصصين، وبإذن الله تعالى سيكون الأمر سهلا ميسورا، وسوف تزول عنك هذه الأعراض،
وسوف تستمتع بعد ذلك -إن شاء الله تعالى- بالصلاة وقراءة القرآن.

أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأوصيك مرة أخرى بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، مع سماع الرقية والاستعانة براق، كما أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف الله عنك هذه الأعراض وأن يعافيك من كل بلاء.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات