السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا : اشكر الله سبحانه أولا أن جعل لنا مثل هذا الموقع لنأخذ النصيحة من ذوي العقول الراجحة ثم الشكر للقائمين على هذا الموقع الرائع فجزاكم الله خير الجزاء.
ثانيا: أستغيث بالله ثم بكم فأنتم المعين لي بعد الله في إعطاء نصيحة لي ألتزم بها بإذن الله.
أنا فتاة عمري 22 عاما، لا أعرف كيف أصف مشكلتي التي بدأت من فترة ليست بالقصيرة
أنا فتاة ضيعت الصلاة ولا أقول ذلك أني تركتها بل تركت أوقاتها فكم هي كثيرة تلك الأيام التي جمعت فيها صلوات يوم واحد بخمس أو عشر دقائق، لا أجد فيها ما يصفه الآخرون ولا شك في ذلك وإن لم أجمعها فأنا لا أصلي الفرض إلا في نهاية وقتها.
ولكن من جهة أخرى كل هذه المشكلة بسبب النوم الذي دائما يغلبني والله العظيم أني وضعت كل الوسائل( المنبه، إيقاظ والدتي لي\\\"حتى أني قلت لها أن تضربني أو تنضح الماء على وجهي\\\"، غضب أمي علي حين أتأخر في أدائها ، قرأت عقوبة مؤخر الصلاة، ولكن دون جدوى.
لا أعلم ما هو سر هذا التبلد وعدم الشعور بالأولويات نعم أنا وسط عائلة مضيعة تقريبا لأوقات الصلاة باستثناء أمي ولكن هذا أيضا ليس مبرر، صديقاتي أحسبهن والله حسيبهن صالحات فالصلاة أهم ما يكون لديهم.
دعوت الله أن يهديني وسأظل كذلك ولكن شعور الخيبة والبعد عن الله أزعجني، بداية كنت أحس بألم وشعور بانكسار وذلة أمام خالقي حين أتأخر في أداء الصلاة، والآن أصبح شعور معتاد نعم أشعر بضيقة أكاد أختنق منها. ولكن أصبح الأمر روتين يومي تعودت عليه، لعل قسوة قلبي لم يعد يكترث كثيرا لهذا الأمر.
أرشدوني بارك الله فيكم لعلي أجد في رجاحة عقولكم ما يدلني على محاربة هذا الداء الذي إن أكملت دربه فلن أفلح في الدارين.
كتب الله أجركم ورفع قدركم، وجزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طبيبة الأيام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فنشكر لك كلماتك الطيبة ومشاعرك الفاضلة نحو إسلام ويب والقائمين عليها ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا وبالجميع،
ولك الشكر والتقدير على اهتمامك بأمر الصلاة، وأمر الصلاة وأهميتها نستطيع أن نقول أن جميع الناس يدركه وذلك من خلال المرجعيات الشرعية المعروفة والأدلة والبراهين والثوابت في القرآن والسنة، لكن يأتي الإشكال أن بعض الناس من الذين يبطئون في أداء الصلاة بالصورة المطلوبة أن التفكير المعرفي لديهم فيما يخص الصلاة لم يرتفع ولم يرتقي للدرجة السامية ، الدرجة التي تجعل الإنسان يرتقي بصلاته.
الأمور ليست كلها على مستوى واحد من الأهمية – وهذا معلوم – لكن بعض الناس تختلط لديهم الأمور معرفيا للدرجة التي لا يستطيعون معها تحديد أسبقياتهم، فأنت مطالبة أن ترفعي من همتك وأن تقتنعي قناعة كاملة أن الصلاة معرفيا يجب أن تكون على قمة أسبقياتك، يجب أن تفهمي أن الصلاة هي كل شيء بالنسبة لك.
الصلاة هي حياة وموت، الصلاة هي أمل ورجاء، الصلاة يجب أن تسبق كل شيء، وتذكري حين تسمعي الأذان، افتتاحية الأذان العظيمة (الله أكبر) هذه تعني أن الله أكبر من كل شيء، أكبر من نفسك، أكبر من نفسي، أكبر من كل ما في هذه الدنيا، فحين تستشعري ذلك وترتفعي إلى هذا المقام السامي سوف تؤدين الصلاة في وقتها ولا أشك في ذلك مطلقا.
إذا الأمر يتطلب منك هذه النظرة وهذه الرؤية، وكثير من الأخوة تعلقوا بالصلاة تعلقا ساميا وشامخا حين تأملوا في صلاة الخوف، ارجعي إلى النص القرآني الخاص بصلاة الخوف، اقرئي عنها، هذا دليل قاطع أن الصلاة هي كل شيء، هي البداية هي النهاية لا عذر لتركها.
إذا الرقي المعرفي هو الذي سوف يفيدك أيتها الفاضلة الكريمة.
ثانيا: لا تجدي لنفسك مبررات، مبرر أنني لا أستطيع أن أدي صلاتي على الوجه المطلوب هو في حد ذاته مبرر وسواسي تكاسلي، يجب أن يغلق أمامه، ويجب أن يرصد تماما، وهذا أحد منافذ الشيطان الرئيسية التي يسوغ لك الشيطان أن الصلاة مهمة وعظيمة لكن في نفس الوقت لا مانع من أن تتكاسل عن أدائها، وتبدأ في محاسبة نفسك أيضا بصورة واهية، الأمر يتطلب الارتقاء والسمو واستشعار الأهمية وإغلاق كل المنافذ أمام الشيطان.
هذا أختي الكريمة هو الذي أنصحك به، وأنصحك بالصلاة في أول الوقت دائما، إحفظي أوقات الصلوات، وقت الأذان، يجب أن تكون خارطتك الذهنية قائمة ومبنية على هذا الأمر، حين تعرفي أوقات الصلاة سوف يشفر هذا الأمر في كيانك وفي عقلك وسوف ينادي المنادي من الداخل، لكن إذا تركت الأمر دون تحديد وبشيء من التسيب وسوف أصلي في أي وقت من الأوقات قبل أن يخرج الوقت، هذا ليس صحيحا، صلي في أول الوقت، هذا يعضد ويقوي التزامك إن شاء الله تعالى بالصلاة.
الأمر الآخر هو الدعاء، الدعاء مهم، لكن يجب أن نفهم الدعاء هو باب من أبواب الرحمة وآلية من الآليات العظيمة أن يكون الإنسان في معية الله تعالى، والدعاء لا يعني أبدا أن نترك الأمور وننتظر الاستجابة ونتقاعس ومن ثم نقول دعونا ودعونا ولم يستجب لنا، لا، الدعاء هو فعل وأمل وعمل والتزام.
.
أيتها الفاضلة الكريمة: عليك أيضا بالجدية في كل مناشط الحياة الأخرى، كالاجتهاد في الدراسة، والتواصل الاجتماعي، القراءة، الاطلاع، الترويح على النفس، والفعالية، الفعالية المطلقة تحسن أداء الإنسان في كل شيء.
أمر أخير: أنا لا أرى أي بأس في أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمزيلة للاكتئاب والمحسنة للمزاج.
عقار بروزاك سوف يكون هو الأفضل لأنه محسن للدافعية في كل شيء، والجرعة المطلوبة هي كبسولة في اليوم لمدة شهر، بعد ذلك ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب