أرى أشياء وأسمع أصواتاً لا وجود لها، فما سبب ذلك؟

0 517

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، أرى أشياء لا وجود لها باللون الأسود تخطف بسرعة، وأسمع أحيانا أصواتا لا وجود لها كأنني أتوهم، لكني لا أتوهم! لكنها لا تكرر كثيرا معي، فما سببها؟ فقد أتعبتني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس أمرا عاديا أن تمر بالإنسان مثل هذه التجارب، كأن يرى أشياء لا تعكس حقيقة الواقع من حوله، أو يسمع أصواتا لا مصدر لها في الحقيقة، ولا شك أن مثل هذه التجارب تعتبر تجارب مخيفة ومرعبة للشخص الذي تمر به.

نسمي عادة مثل هذه التجارب "الإهلاسات" وهي على أنواع فمنها الإهلاسات البصرية والإهلاسات السمعية، وكلاهما يحدث معك كما ورد في السؤال، وهناك الإهلاسات الحسية وغيرها.

وقد يعتقد الشخص في البداية أنه "يتوهم" إلا أنه سرعان ما يكتشف أنه غير واهم، وخاصة عندما تتكرر مثل هذه الإهلاسات، وهي بالنسبة إليه "حقيقية" تماما، إلا أنه لا يوجد مصدر واقعي لهذه الأصوات أو الأشياء المرئية، وهذا ما قد يسبب الخوف والاضطراب لهذا الشخص، وكطبيب نفسي يخطر في الذهن عدة أسباب لمثل هذه التجربة التي تمرين فيها.

قد تحدث هذه التجربة عند من يتعاطى بعض الأدوية والمواد الكيماوية، وخاصة الممنوعة كالمخدرات والمسكرات، وقد يدرك بالضرورة أنه يتعاطى هذه المخدرات أو الأدوية، وقد يدسها له شخص آخر في طعامه أو شرابه من حيث لا يدرك. وهنا عليك التأكد من أن شيئا كهذا يحدث.

أحيانا قد تكون مثل هذه الأعراض من أولى أعراض الإصابة ببعض الأمراض العضوية في الجملة العصبية، وإن كان هذا عادة يشك فيه عند من هم أكبر منك سنا.

أفضل عمل بالنسبة لهذا الاحتمال أن تراجعي طبيب الأسرة، والذي يمكن أن يطلب بعض الاختبارات أو أن يحولك إلى أخصائي في الأمراض العصبية، والذي بالإضافة لبعض الاختبارات قد يطلب منك إجراء التصوير الطبقي (السي تي سكان)، لينفي احتمال وجود مرض عضوي، كورم دماغي أو غيره لا قدر الله، وهذا كما قلت بعيد الاحتمال في مثل سنك الصغير.

في حالات نادرة أيضا قد تترافق بعض أعراض الصرع العصبي، وخاصة الناتج من الفص الجانبي الصدغي، قد تترافق حالات الصرع هذه وإن اختفت النوبات الاختلاجية الصرعية ببعض الأعراض النفسية ومنها الإهلاسات السمعية والبصرية، والغالب في مثل هذه الحالات أن تكون هناك أعراض أخرى لم يتطرق إليها سؤالك.

ربما هو الاحتمال الأخير، وخاصة إذا استبعدنا الاحتمالات السابقة، هو وجود مشكلة أو مرض عصبي نفسي، وهناك عدة أنواع لمثل هذه المشكلات النفسية والتي يمكن أن تسبب الإهلاسات السمعية خاصة والبصرية بشكل أقل، ولا يفيد الآن الخوص كثيرا في أنواع هذا الأمراض النفسية، لأن سؤالك لم يضمن من الأعراض النفسية سوى الإهلاسات، ومن النادر أن تسبب هذه الأمراض النفسية الإهلاسات فقط، والغالب أن هناك أعراضا نفسية وسلوكية لم يتطرق إليها سؤالك.

في هذه الحالة أفضل شئ يمكنك القيام به هو أخذ موعد مع طببيب نفسي، حيث سيقوم بفحص كامل صحتك، والسؤال عن الكثير من الأعراض والعلامات، والتي من خلالها يصل للتشخيص السليم، الأمر الذي لا بد منه قبل الوصول لعلاج فعال وسليم، ويمكننا القول أنه "إن لم يكن هناك تشخيص فلا علاج".

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات