السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وبعد.
ما ندم من استخار الخلق، وشاور العقلاء، وأنتم جزاكم الله عنا كل الخير من الخيرة.
أنا طالب عمري 19 سنة أعجبت بفتاة درست معي في الثانوية، وبمشيئة الله أننا سوف ندرس معا في الجامعة، وفي نفس التخصص فأنا أعجبت بها كثير،ا وأحببتها كثيرا، فأخلاقها رائعة، والتزامها جيد، ومع هذا كله هي ذات جمال رائع، ونحن في نفس العمر.
فأنا أريد أن أتقدم لها وأخطبها أولا خوفا من تعدي حدود الله، وثانيا للعفة، ولكن المشكلة أنني لا أملك عمل، ولا دخل عندي، لكن عائلتي الحمد لله ميسورة الحال وإضافة إلى ذلك أنني الكبير في المنزل، ولي فقط أخت.
فسؤالي هو: هل أتقدم للفتاة رغم حالتي، وبإذن الله ألقى الحلول، أو انتظر حتى التخرج الذي هو بعد 3 أو 4 سنوات ؟ أنا شخصيا لا أحبذ الفكرة الثانية لأن المدة طويلة ولا أريد أن أقع في الخطأ؟
والسؤال الثاني: هو إذا تمت الخطبة -إن شاء الله-، فهل يجوز لنا أن ندرس معا؟ بالعلم أننا سندرس معا؟ فديننا يحرم خلوة الخطيبين إلا بمحرم، وأظن أن كثرة التواصل بينهما قد تنتج مشاكل، ونزاعات فما الحل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، وأن يقدر الله لك الخير حيث كان ويرضيك به.
نحن نوصيك أولا أيها الولد الحبيب بتقوى الله تعالى والتزام حدوده، فإنها سر النجاح ومفتاح السعادة في دنياك وآخرتك. وما دمت تحب هذه الفتاة وفيها من الصفات ما ذكرت وهي ملائمة لك، ومناسبة فإن الوصية النبوية في مثل هذا المقام هي ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) فالزواج هو الأسلوب الأمثل، والطريق الأسلم لتحصيل ما تتمناه، وتجنب ما قد يجرك إليه الشيطان من الخطأ والزلل.
فنصيحتنا لك أيها الحبيب: إذا كانت أسرتك ميسورة قادرة على إعانتك على الزواج أن تعرض الأمر على والديك، وتبين لهم مدى حاجتك إلى الزواج، فإذا أعاناك على ذلك فالحمد لله، وكن على ثقة بأن الزواج مفتاح خير ورزق، فقد قال سبحانه وتعالى عن المتزوجين الذين ليس لهم غنى في أيديهم، قال سبحانه: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
فلا ينبغي أن تجعل من الحالة المادية التي تعيشها أنت حائلة بينك، وبين الزواج إذا كانت الأسرة قادرة على إعانتك عليه، والزواج هو الوصية النبوية في مثل هذه الحال، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
أما إذا كانت الأسرة غير قادرة على تزويجك أو لم تقم بهذا في هذه الظروف فإن كنت تقدر على خطبة هذه الفتاة والعقد عليها فهذا أسلم لك ولدينك، وبعد العقد على هذه الفتاة تصبح زوجة شرعية يجوز لك أن تحدثها بما شئت، ويجوز لك أن تخلو بها، وبهذا تسلم من الوقوع في المحرمات، وإذا كنت لا تقدر على هذا فوصيتنا لك أيها الحبيب وهي وصية من يتمنى لك الخير ويريد لك النجاح والفلاح أن تأخذ نفسك بجد وحزم وتجاهدها في الابتعاد عن هذه الفتاة، وقطع كل الصلات بها، فإن الحديث مع المرأة الأجنبية، والنظر إليها والخلوة بها كل ذلك مراحل يدعو الشيطان من خلالها الإنسان إلى الوقوع في غضب الله سبحانه وتعالى، وقد يجره إلى الذنب الأعظم وهي فاحشة الزنى، وغضب الله لا تقوم له السموات والأرض فكيف بك أنت أيها الإنسان الضعيف.
فالحزم كل الحزم أيها الحبيب، والعقل كل العقل أن تجتنب التواصل مع هذه الفتاة، حتى ييسر الله تعالى لك خطبتها بعد إنهاء الدراسة، فغض بصرك واتقي ربك، واعلم أنه سبحانه وتعالى سيجعل لك فرجا ومخرجا، وأنه سبحانه وتعالى لن يقدر لك إلا الخير، فقد تتمنى أنت شيئا ويقدر الله -عز وجل- خلافه، وما ذاك إلا لأنه أرحم بك من نفسك، وهو أعلم بما يصلحك في مستقبل زمانك، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.