ابني يعاني من تأخر في النطق ولا يفهم مثل أقرانه وعصبي، فما تشخيصكم؟

0 647

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وكل عام وأنتم بخير، وأتمنى أن تؤخذ رسالتي بعين الاعتبار.

ابني يبلغ من العمر أربع سنوات وعشرة أشهر، كان لديه تأخرا في النطق، وهو الآن في هذا السن لا يفهم كل ما يقال له ولا يجيد الكلام مثل أقرانه، ولا يفهم أسئلتي في الغالب، وأحيانا يجيبني بنفس السؤال، وأحيانا أخرى أنا من لا يفهمه ولا أعرف ما يطلب؟! فهو لا يعرف كيف يعبر عن مطالبه، وهو عنيد جدا ولا أسيطر عليه عند الغضب، فهو يفرغ كل غضبه في.

وبالمقابل فهو ينطق الحروف بطلاقة، ويقرأ الكلمات والجمل، وهو يحب الاستماع إلى القرآن الكريم والأحاديث والأناشيد، ويحفظ الكثير بمفرده؛ وذلك بتتبعه للقنوات الإسلامية، ومؤخرا أصبح يجيد استعمال الكمبيوتر، وقد تعلمه بنفسه من خلال الملاحظة، وقد أصبح في الآونة الأخيرة مدمنا عليه لدرجة كبيرة، لدرجة أنني أطفئ الكمبيوتر على بكاءه.

وقد عرضته على أكثر من مختص واختلفت تشخيصاتهم، واحترت من أصدق؟! وقد أدخلته إلى روضة الأطفال ولكنه لم يرد الذهاب، وهو أيضا مرتبط بي كثيرا ولا يفارقني، لدرجة لا تتصور! وهو أوسط أخويه. وهو سيلتحق بالقسم التحضيري في المدرسة الابتدائية، ولا أدري ماذا أفعل؟! فأنا أجده نقيضين في شخصية واحدة!
فما هو تشخيصكم لحالته التي أرقتني؟ وبماذا تنصحوني دكتور؟ فأنا والله محتارة جدا ولا أعرف كيف أتعامل معه؟

وجزاكم الله كل خير، ورمضان كريم أعاده الله عليكم جميعا بالخير والبركات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن أفضل وسيلة لتقييم طفلك هو أن تطبق عليه المعايير العلمية الصحيحة بواسطة المختصين.

المطلوب في مثل حالة ابنك هو أن يحدد مستوى الذكاء - أي مقدراته المعرفية - وكذلك يحدد مستوى توازنه الوجداني والعاطفي، وثالثا مستوى التواؤم أو النضوج الاجتماعي الذي يناسب عمره.

هذه المرتكزات الثلاثة هي التي تحدد إذا كان الطفل يعاني من علة أم لا، وهذه لا يستطيع القيام بها إلا الأخصائي النفسي، وذلك بالتعاون مع الطبيب النفسي المختص في أمراض الأطفال.

فيا أختي الكريمة: نصيحتي لك هي أن تذهبي إلى جهة الاختصاص هذه التي ذكرتها لك، أي تذهبي إلى الطبيب النفسي، ويفضل أن يكون مختصا في اضطرابات الأطفال السلوكية، والطبيب سوف يقوم بتقييمه تقييما سريريا أو ما يسمى بالتقييم الإكلينيكي، ومن ثم سوف تجرى عليه الاختبارات بواسطة الأخصائي النفسي، وهنا تعرف إن شاء الله تعالى مواطن القوة والضعف في الطفل.

هذا هو المنهج الصحيح، وأنا أنصحك بذلك، وأعتقد أنه في الجزائر توجد إمكانيات تخصصية جيدة جدا.

انطلاقا من نتائج التقييم والفحص الذي ذكرته لك بعد ذلك يمكن أن توضع برامج علاجية تأهيلية تساعد الأطفال.

ملاحظاتي العامة أن الطفل ربما يكون لديه درجة من ضعف بسيط في المقدرات المعرفية، والطفل الذي يعاني من المقدرات المعرفية البسيطة ربما تجده انفعالي لأنه لا يستطيع أن يعبر عن ذاته في كثير من الأحيان، وبالرغم من بطئه وعدم استيعابه لبعض الأشياء لكن قد تجد لديه مقدرات مميزة جدا في أشياء أخرى.

عموما الذي استشعرته من خلال رسالتك أن الطفل إن شاء الله تعالى لا يعاني من مشكلة أساسية، لكن لابد أن تحدد من خلال المختصين، فهنالك اضطرابات الذكاء كما ذكرت لك، ومشاكل فرط الحركة، والاضطرابات الوجدانية، هنالك عدة محاور لابد أن نتحقق منها لأن الذي أحسه أن هذا الطفل لديه مؤشرات وإن كانت بسيطة تشير أنه قد يعاني من ما ذكرته من اضطرابات في المقدرات المعرفية وكذلك التواؤم والتكيف الاجتماعي والاستقرار الوجداني.

النقطة الأخيرة وهي أن هنالك أمور تربوية عامة تساعد هؤلاء الأطفال كثيرا.

أولا تعلق الطفل بك لا شك أنه سلوك مكتسب، ربما تكون ظروف الطفل النفسية والمعرفية قد ساهمت في ذلك، لكن أنت بصفتك كام ونسبة للعطف الموجود لدى الأمهات خاصة إذا كان الطفل يميل إلى التعلق بالأم، هنا يحدث نوع من التبادل الوجداني اللاشعوري، فتجد الأم أيضا أنها حريصة لأن يكون الطفل بالقرب منها، وتكتشف بعد ذلك أنها ارتكبت خطئا بتقريب الطفل لديها أكثر من اللزوم.

فالذي ننصح به هو أن تتركي الطفل يحتج، الطفل سوف يصرخ، سوف يبدي احتجاجه واستنكاره لرفضك لتقريبك إليه، ولكن أنا أؤكد لك أن هذا الأمر سوف يتم تجاوزه تماما في ظرف عشرة أيام إلى أسبوعين، أي أن الطفل يمكن أن يتم فطامه من الالتصاق الشديد بك بالتدريج، فقط عليك بالصبر حتى تتخطي هذه المرحلة.
ثانيا: حاولي أن تكافئي الطفل، أن تحفزي الطفل.

ثالثا: أعطيه الفرصة للعب مع الأطفال.

رابعا: موضوع تعلق الطفل والتصاقه بالكمبيوتر أعتقد أن هذا أمر ليس مرغوبا أساسا، لأن الإدمان الكمبيوتر أصبح الآن حقيقة واقعة، وإدمان ألعاب الكمبيوتر عند الأطفال أصبح أيضا يسبب مشكلة، وهذا وجد أنه يؤثر سلبيا على تطور الطفل الارتقائي فيما يخص مقدراته وتواؤمه الاجتماعي.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله له التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات