أعاني من القلق التوقعي وتناولت الدواء فلم أتحسن بشكل كامل ما السب والحل؟

0 488

السؤال

السلام عليكم.

في البداية جزاك الله كل خيرا يا دكتور محمد أنا كنت قد استشرت سابقا2104214 وفي تلك الاستشارة قلت لي أني أعاني من قلق المخاوف (القلق التوقعي) ووصفت لي ديناكست مع زولفت، وفعلا تناولت في البداية الديناكست لمدة أسبوعين لوحده ولم أتحسن سوى شيئا بسيطا جدا فبدأت بتناول دواء solotic 50 mg وهو منتج أردني ونفس تركيبة الزولفت، وذلك لرخص ثمنه وأنا الآن أتناوله منذ 60 يوما تقريبا، ولوحده بدون الديناكست، ولكن التحسن بسيط جدا، مع العلم أنني أعاني من هذه الحالة من 3 سنوات، ولم أتناول أي دواء أبدا، وكنت أعتمد على تحقير هذه الأفكار وأعيش حياتي بشكل طبيعي تقريبا، ولكن قررت تناول الدواء ليساعدني على التخلص من هذه الحالة فأنا أكثر ما أعاني منه هو الأفكار والشعور بأنني سوف أقلق أو أتوتر، وما شابه ذلك.

وحقيقة نادرا ما يتحول إلى قلق جسدي، وأكثر ما يزعجني في القلق التوقعي هو ما وصفته لي باضطراب الآنية فهو مزعج جدا جدا بالنسبة لي، ويشعرني بأني غير طبيعي, فلماذا لم أتحسن سوى شيئا بسيطا جدا بالرغم من مرور شهرين؟

هل الدواء السبب أم الجرعة أم ماذا؟

هل يتفاعل هذا الدواء مع المضادات الحيوية؟

وهل هناك ضرر من تناول زانكس عند الضرورة فقط مع مثل هذه الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا سعيد أن أعرف أنك قد تحسنت حتى، ولو كان بدرجة بسيطة، لأن القلق التوقعي في العادة مقاوم نسبيا للعلاج، لكن التحسن حين يبدأ سوف يستمر وسوف يرتفع معدله، وحقيقة علمية ثابتة وهي أن التحسن البطيء في مثل هذه الحالات أفضل كثيرا من التحسن السريع، لأن التحسن البطيء تكون القاعدة العلاجية الجوهرية ثابتة وقوية، وهذا يضمن إن شاء الله تعالى استمرارية التعافي ومنع الانتكاسات.
إذن هذه بادرة جيدة وإن لم تكن مرضية لك حسب ما تبتغيه، فعليك بالصبر والتأني، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسن.

أنا الآن أود حقيقة أن أعدل لك العلاج الدوائي قليلا، أريدك أن تستمر على السولتك - وهو المقابل للزولفت - وأنا أقر تماما المنتج الأردني لأني أعرف أن الضوابط الإنتاجية وضوابط الجودة ممتازة جدا لهذه الأدوية، أريدك الآن أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم - أي مائة مليجرام - وهذه ليست جرعة كبيرة أبدا، لأن السيرترلين يمكن تناوله حتى مائتي مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة.

استمر على جرعة المائة مليجرام لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، لأننا اعتبرنا الخمسين مليجراما يوميا كجرعة تمهيدية ونعتبر المائة مليجرام كجرعة علاجية. يمكن أن تتناول الحبتين ليلا مع بعضهما البعض أو تتناول حبة صباحا وحبة مساء، وبعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة الزناكس، أعرف أن الكثير قد ذكر حول هذا الدواء، وأنه دواء فعال وسحري لعلاج اضطراب الآنية. نحن لا ننكر أبدا أن الزاناكس له صفات متميزة لتقليل وطأة القلق التوقعي ولا شك في ذلك، لكن الثمن الذي يدفعه الإنسان الذي يتناول الزاناكس هو ثمن باهظ جدا، لأن هذا الدواء يتطلب أن ترفع الجرعة حتى يتحصل الإنسان على نفس الفعالية، كما أن التعود بل الإدمان على مستحضرات البنزوديازبين ومنها الزاناكس هو أمر غير محمود، لأن الإدمان عليها يؤدي إلى عواقب سلبية جدا خاصة فيما يخص موضوع الذاكرة والتركيز، حيث إنه يخل بها إخلالا تاما.

هذا لا يعني أن أقول لك لا تستعمل الزاناكس، ولكن أريدك أن تكون بالفطنة والحكمة والكياسة في التعامل معه، وهذا يقودنا أن نقول لك لا تتناول أكثر من مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، والجرعة لا تتعدى ربع مليجرام إلى نصف مليجرام في كل مرة. أعتقد أن هذا حيز معقول يضمن لنا السلامة إن شاء الله تعالى.

وإذا أردت أن تبني قاعدة علاجية من الأساس فيمكن أن تتناول الزاناكس بجرعة ربع مليجرام لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعله ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم توقف عن تناوله، وبعد ذلك يمكنك أن تتناوله بالطريقة التي ذكرتها لك.
هذا هو الذي أنصحك به فيما يخص الدواء، أما بالنسبة للزولفت فهو لا يتفاعل سلبيا مع المضادات الحيوية مطلقا.

إذن السبب في بطء الاستجابة هو طبيعة الحالة نفسها، كما أن بطء الاستجابة ليس أمرا سلبيا كله، لأن القاعدة العلاجية البطيئة دائما تكون ثابتة.

ثالثا: التركيز على المنهج السلوكي أيضا مهم، وهذا أيضا يعجل ويسرع من التحسن إليك، المقاومة، التحقير، ممارسة تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة جيدة حتى لا تعطي حيزا زمنيا لهذا القلق والتوتر، تطوير المهارات الاجتماعية، النظرة الإيجابية خاصة حيال المستقبل، هذه كلها وسائل علاجية جيدة جدا تساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات