السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة لكافة العاملين في موقعكم المميز.
طرأت لدي مشكلة، ولم أجد من أستعين به بعد الله سواكم لحلها، وهي أن ولدي الذي هو بعمر السنتين قد اكتسب عادة سيئة، لا أعرف كيف أخلصه منها، وهي أنه بعد وصوله لهذا العمر بدأت محاولات والدته لتعويده على استخدام الحمام -أجلكم الله- لقضاء حاجته بمفرده، وترتب على هذا الأمر أن ينزع حفاظته (البامبرز)، لفترات طويلة في اليوم لتعويده على السلوك الجديد في حياته.
ترتب على هذا أن ولدي أصبح كثيرا ما يمسك بعضوه الذكري بمناسبة ومن غير مناسبة، بل يتحين الفرص في غياب والدته لفعل هذا.
عندما تنهاه والدته عن هذا الأمر (طبعا يكون ذلك بعصبية واضحة منها) فإنه يكف عن ذلك ولكن إلى حين، حتى إنها تضطر لإلباسه (البامبرز) كي تكون عائقا بين يديه وعضوه الذكري.
أنا أفهم حاجة الطفل الصغير للتعرف على محيطه، وعلى أجزاء جسمه، ولكن أن يترتب على ذلك اكتساب عادة سيئة مثل هذه فالأمر صعب علي .
فيما سبق، وفي عمر أصغر كانت له عادة مسك سرته وتحسسها، ويبدو أنه في هذه الأيام قد تركها، فهل يأتي يوم عليه يترك عادته الجديدة كما ترك الأولى؟
أفيدوني يرحمكم الله، مع فائق احترامي وشكري الجزيل لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك أخي الفاضل على هذا السؤال.
يحاول الطفل عادة وهو في هذه السن المبكرة، وكما ذكرت في سؤالك أن يلمس نفسه، ويحاول التعرف على جسده وبيئته، بل يكاد أن يكون هذا السلوك مرحلة "طبيعية" من مراحل نمو الطفل، بحيث أنه لا بد لكل طفل من المرور بها، سواء عرفنا من فعله إياها أمامنا أو لم نعرف.
لا شك أن الطفل قد يشعر ببعض "اللذة" أو المتعة بسبب لمس ما بين رجليه، وما ذلك إلا بسبب كثرة الألياف العصبية في هذه المنطقة، وقد يحصل عند الطفل وحتى الصغير "انتصاب" عضو التبول، ولا أقول العضو التناسلي لأن الطفل ليس بعد في مرحلة الجنس والتناسل.
بالرغم من شعور الطفل ببعض الإثارة والمتعة، إلا أن من المؤكد أنه ليس في ذهن الطفل وهو في هذه السن المبكرة أي معنى سيئ أو غير أخلاقي أو غير مقبول، فبالنسبة له فهذه القطعة من جسده إنما هي قطعة منه كأنفه أو أذنه، وهذا وارد في حديث نبوي عندما قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- "إنما هو بضعة منك".
الشيء الهام هنا أن يحاول الوالدان صرف انتباه الطفل عن هذا اللمس واللعب، ولكن بكل هدوء؛ لأن الصراخ والعصبية في التعامل معه سيلفت نظره لأهمية مثل هذا السلوك، وهذا ما يعزز عنده هذا التصرف.
القاعدة البسيطة والعامة في السلوك الإنساني أن توجيه الاهتمام لسلوك ما يعزز عنده هذا السلوك، ويجعله يكرره، بينما تجاهل الأمر يجعل الإنسان يترك هذا السلوك بسبب تجاهل الناس له، وعدم تعزيزهم لهذا السلوك.
إذا شاهدته الأم يفعل هذا مجددا، فلتقم بصرف انتباهه وبكل هدوء "هيا يا حبيبي تعال وساعدني في تحضير الغداء" أو "تعال لنذهب إلى المطبخ ونحضر بعض الحلوى".
وهكذا نكون قد صرفناه عن هذا السلوك، ولكن من دون أن نعززه عنده ونشجعه على تكراره، ولا بأس أن تعيد أمه إلباسه قطعة القماش –السراويل-بعد وقت قصير من تبوله.
اطمئن أن الطفل سينمو ويتجاوز هذا السلوك إن أحسنا التعامل معه، ولن يترك هذا عنده أي انحراف أو صعوبات في السلوك، وهذا ما يحصل عند معظم الأطفال.
للمزيد من المعلومات في التربية الجنسية للأطفال يمكن الرجوع لكتابي "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء" د. مأمون مبيض، ويمكن الحصول عليه من موقع نيل وفرات دوت كوم.
وبالله التوفيق.