السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدث لي قبل سنتين عندما كنت ألعب كرة قدم سقطت على البلاط، وعلى رأسي من الخلف، وأتتني دوخة غريبة جدا، فقدت تركيزي مع قليل من الرؤية السوداء.
أتاني خوف بأني فقدت الذاكرة، لكن كنت أتذكر ما جرى لي، وبعد الحادثة بساعة تقريبا ذهبت للنوم، وكانت الدوخة والرؤية السوداء قليلا لا زالت بي.
نمت ما يقارب ساعتين أو ثلاثا، لا أذكر بالضبط، ولكن حين قمت ذهبت كل الأعراض عدم التركيز، والرؤية السوداء، وكأن شيئا لم يحصل، ولا سيما أنني لم أقع بغيبوبة، وبعدها كنت جيدا بالدراسة، ولم تقل نسب الاستيعاب والحفظ.
رأيت استشارة أتتكم وأكدتم بأن هذا لا يؤدي إلى موت خلايا الدماغ، لكن أنا أتتني أعراض غير عن المستشير.
سؤالي هو: هل أتلفت بعض خلايا دماغي؟ لقد أتاني قلق من هذا الموضوع، ولا سيما بأنني أبلغ 15 من العمر، يعني أمامي مستقبل علمي ودراسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالذي حدث لك هو ارتجاج بسيط في المخ، وهذه علة معروفة نشاهدها كثيرا بالنسبة للرياضيين، في حالات الإصابات البسيطة في الرأس، من الطبيعي جدا أن يصاب الإنسان بدوخة ويضطرب تركيزه، وتتأثر حواسه من سمع وبصر، وبعض الناس أيضا قد يفقد وعيه، وحتى في حالة فقدان الوعي حتى ساعة أو ساعتين لا نعتبره أبدا شيئا ذا بال، لأنه لن تتأتي عنه -إن شاء الله- أي عواقب وخيمة.
لا تكون هنالك تأثيرات على خلايا الدماغ ذاتها، إنما التأثير في تلك اللحظة يكون على الأعصاب الطرفية، وكذلك على الدورة الدموية داخل الدماغ، وهذا يرجع لوضعه الطبيعي بعد مدة قصيرة جدا.
هذا الموضوع يجب أن لا يشغل بالك، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي نوع من التلف في خلايا الدماغ، والشيء الآخر – وهو مهم جدا – وهذا في مصلحتك كثيرا: يعرف أن إصابات الرأس بالنسبة لصغار السن ومن هم دون ثلاثين عاما يكون أثرها السلبي قليلا جدا.
إصابات الرأس يكون أثرها أكثر بعد عمر الأربعين أو الخمسين، لكن في مثل عمرك حتى الإصابات الشديدة نستطيع أن نقول إن تسعين بالمائة من الذين يكونون عرضة لذلك لا تحدث لهم أي تأثيرات أو تغيرات سلبية في خلايا الدماغ.
كن على ثقة، وعش حياتك بصورة طبيعية، تناسى هذا الموضوع تماما، مارس الرياضة، ليس هنالك ما يجعلك أن تحد نفسك عن أي نشاط، فهذا حادث عرضي وقد انتهى، وليس له أي تبعات سلبية في المستقبل بإذن الله تعالى.
من أجل تحسين التركيز لديك: مارس الرياضة، اقرأ القرآن، فالقرآن يحسن من تركيز الناس، خذ قسطا كافيا من الراحة، وكما نقول دائما إن تنظيم الوقت هو أفضل وسيلة لأن يستمتع الإنسان بحياته، ويزيد من معارفه، ويرفع من رصيده العلمي، ويأخذ ما يحتاجه من راحة لجسده ونفسه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.