السؤال
أنا شاب متزوج من بنت عمتي منذ 1985 ميلادي وأنا عمري 17 سنة، ولم أكن أعرف أي شيء عن الزواج، ولكن وفاة والدتي اضطرت والدي على أن يزوجني، أحببت زوجتي بعد الزواج لأنني لم أكن أعرف غيرها، ولكن بعد الزواج اتضح لي أنها أكبر مني بسنتين ولم أبال بذلك، ولكن الذي يرهق بالي وفكري هو عندما أدعوها إلى الفراش لا تطيعني في ذلك، وإن أطاعت تنام وكأنني لم أكن موجودا ولم أفعل شيئا، وإذا حاولت المزاح معها تنفر مني وتعبث بوجهي.
قلت لها إذا كانت لا تحبني أو أن أهلها أجبروها على الزواج مني، حلفت بالله أن ذلك لم يكن وأنها إن كانت لم تحبني كيف أنجبت مني أربعة أولاد، وأنا الآن أعاني من ذلك، وكلما أقول لها أن تتزين في البيت لأنني أخرج إلى عملي وأرى نساء فيتحرك لهن شعوري فلا تبالي بذلك وكأنني لم أقل شيئا.
أحضرت لها أشرطة دينية عن الزواج كثيرة ولا حياة لمن تنادي. فكرت بالزواج من أخرى ولكني لم أستطع على أخذ هذا القرار من أجل أولادي الأربعة ومن أجل أن لا تتفكك الأسرة.
فماذا أفعل في هذه الورطة التي جعلتني عابثا طوال الوقت لم أجد راحتي إلا خارج البيت، وإذا تأخرت لم تسأل لماذا، وتكون قد نامت من فترة طويلة، فأشيروا عليه يا أهل الدين والعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ / عبد الباسط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نعتذر عن تأخر الرد وذلك لظروف الحج، فنرجو منك أن تسامحنا، ونعدك بأننا سوف نلبي أي طلب لك في المستقبل في أسرع وقت ممكن، فنلتمس منك العفو فإن العفو من شيم الكرام، سائلين الله العلي القدير أن يجعل لك من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، وأن يصلح لك زوجتك، وأن يعينها على أن تكون زوجة صالحة تعرف حق ربها وحق زوجها، وحق أولادها فتعطي كل ذي حق حقه؛ حتى ترفرف السعادة عليكم .
أخي الفاضل عبد الباسط: مما لا شك فيه أن تصرف زوجتك هذا يعتبر فعلا من التصرفات المزعجة والغير مقبولة لا شرعا ولا عرفا ولا عقلا، فإن الشرع قد أوصى المرأة بزوجها وحثها على ضرورة التبعل له وحسن استقباله، وإدخال السرور على قلبه؛ حتى لا يضطر أن يقع فيما يغضب الله تعالى من النظر إلى غيرها، أو ارتكاب الفواحش الأخرى التي حرمها الإسلام، والعرف كذلك يقتضي أن تكون المرأة في بيتها لزوجها كالوردة الجميلة طيبة الرائحة تسر زوجها إذا نظر إليها، وكذلك العقل، لذا أقول بأن زوجتك فعلا بإهمالها لك -كما ذكرت- قد ارتكبت خطأ جسيما وقاتلا، ولا يقبل منها بحال من الأحوال هذا الإهمال، خاصة وأنها ليس لديها أي عذر تتعذر به أكثر من الإهمال ودعوى الانشغال بالعيال.
لذا أنصحك -أخي- خاصة بعد أن أحضرت لها الأشرطة الدينية المناسبة، أن تستعين بزوجات بعض الإخوة الصالحين ليقوموا بزيارتكم، أو تقوموا أنتم بزيارتهم، وتفتح معها الموضوع بطريقة غير مباشرة، وتبين لها حرمة هذا التصرف وخطورته، ولا مانع كذلك من أخذها لبعض الدروس والمحاضرات، وتوجيه سؤال للمحاضر عبر هذا الإهمال وحكمه، فحاول كما ذكرت لك عن طريق زوجات الإخوة أو الدروس، فإن لم يفد ذلك فأرى أن تعلمها بأنك ستتزوج عليها كنوع من التهديد في أول الأمر، فإذا لم يفد ذلك كله معها ولم تتحسن فأرى أن تتوكل على الله وتبحث لك عن زوجة صالحة تعوضك هذا النقص؛ لأن دينك أغلى من نفسك وزوجتك وأولادك، ووقوعك في النظر المحرم قد يفسد عليك دينك مع تكراره والمداومة عليه، بل قد يؤدي والعياذ بالله إلى الوقوع في أشياء أخرى، فالزواج هو خير وسيلة للقضاء على تلك المخالفات التي لا ترضي الله ورسوله، وخوفك من تشتيت الأسرة لا مبرر له وخوف في غير محله؛ لأن الأمور قد تضطرب في أول الزواج الثاني، ثم لا تلبث أن تعود المياه إلى مجاريها ما دمت قادرا على الزواج ماليا وبدنيا، ولك بذلك أجران، أجر إعفاف نفسك واعفاف امرأة مسلمة، وصيانة دينك من الضياع والانحراف، ولا تخشى على أولادك، فإن الله سيحفظهم لك ببركة حرصك على طاعته وعدم معصيته، وما دمت ترى في نفسك القدرة على قيادة هذه السفينة في محيطات الحياة المغرقة.
فجرب أولا الاستعانة بزوجات الإخوة من الأخوات الداعيات الصالحات، وأكثر من ذلك قدر استطاعتك، وجرب كذلك حضور الدروس والمحاضرات، وتعمد السؤال عن ذلك، فإن لم ينفع لا هذا ولا ذاك، فاعلم أن النساء غيرها كثير، وعلى نفسها جنت براقش، وأبشر فلم ولن يضيعك الله ما دمت لا تبتغي بذلك إلا وجهه ورضاه.
مع دعواتنا بالموقع أن يصلح الله لك زوجتك، وأن يعينك على اتخاذ القرار المناسب، وأن يجمع عليك شملك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.