حب الشباب سلبني جمال الحياة وصرت أعاني نفسيا

0 435

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة بعمر الورد, أعاني من مشاكل, وواثقة بربي أولا ثم بكم ثانيا بأنها ستحل بعون الله.

أول مشكلة -والتي أرهقتني وأخذت أحلى سنين عمري-: حب الشباب, فأنا -الحمد لله- في نسبة جمال داخلي وخارجي, لكني لم أعد أرى شيئا من جمالي غير الحب, حاليا أنا أحس بالكثير منها, ذهبت للدكتورة وتعالجت, وخف كثيرا, لكن ظلت الندبات, وأيضا الحب لم يختف نهائيا, تكونت عندي عقدة نفسية, وأنا أعيش صراعا؛ لأني بنت غير جاهلة, وأعرف أنها ليست مشكلة, ولا ينبغي أن تكون عقدة, وأنا أحسن من غيري بكثير, والحياة أكبر من هذه المشكلة, لكن دون هذا بغير اختياري, والمشكلة الأكبر أن الحب سبب لي وسواسا قهريا, أغلب الوقت وأنا أمام المرآة, وأعبث بهن, أهل البيت كلهم لاحظوا علي ذلك, ويؤنبونني, صرت إذا ظهرت حبة أعتزل الناس, ولا أريد أن يراني أحد, أكره الدنيا, أعلم أنه عيب على دكتورة المستقبل إن شاء الله أن تقول هذا الكلام لكن –والله- ليس باختياري, تعقدت حتى من الزواج, أقول: كيف سيعيش معي وأنا هكذا, أعلم أني مخطئة بكل شيء, لكني أتمنى أن توجهوني, وأهم شي كيف أبتعد عن المرآة, والعبث بالحبوب, وأصبحت أقطع شعري لا إراديا, والآن صار لي عادة.

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكما أوضحت فأنت تعانين من مشكلة وسواسية حول حب الشباب وما نتج عنه من ندبات جلدية، وهذا الأمر غالبا يكون شعورا أكثر مما هو حقيقي، ربما تكون هنالك بعض المتغيرات الجلدية، لكن الذي يحدث هو أن الإنسان يكون مشغولا جدا بهذا الأمر ويستحوذ على فكره لدرجة تجعله يحس بالقلق والتوتر, وشيء من الإحباط، ويلجأ إلى تفسيرات وتحليلات لا داعي لها, هذا هو الوسواس القهري, ولا شك في ذلك، ونتف الشعر يعتبر نوعا من أنواع الوسواس ونوعا من أنواع الفعل الاندفاعي السلبي.

العلاج:
أولا: يجب أن تفهمي أنك بمثل هذا التفكير وبنتف الشعر تقومين بتشويه نفسك أكثر مما يشوهك حب الشباب وما نتج عنه, فعملية التشويه هذه الآن أصبحت بيدك, ومن صنعك, ومن فعلك؛ ولذا يجب أن تحقريها، يجب أن تتوقفي عنها، وكما تفضلت وذكرت أن هذا الأمر لا يستحق كل هذا الانشغال, وكل هذا الاهتمام, وكل هذه الوسوسة.

الوساوس والقلق دائما تواجه بالتحقير والتجاهل، هذا قد يكون صعبا في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك يحصل لك -إن شاء الله- المراس والتدرب السلوكي, وتقبل الأمر تماما.

ثانيا: هنالك تمارين سلوكية بسيطة جدا تساعد في علاج نتف الشعر: فكري وبتركيز أنك ترين نتف شعرك، وقومي بالفعل وضعي يدك وأمسكي بالشعر لكن لا تنتفيه, قومي فجأة بسحب يدك, واضربي عليها بقوة وشدة على جسم صلب كالطاولة مثلا, هنا يجب أن تستشعري بدرجة كبيرة من الألم, كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية, اشرعي ومهدي لنتف الشعر لكن لا تنتفيه، بل قومي بالضرب على يدك حتى تحسي بالألم, هنا يكون قد مازجت بين الفعل الاندفاعي الوسواسي وإيقاع الألم على نفسك, وجد علماء السلوك أن هذه المتنافرات لا تلتقي، ولابد أن يختفي أحدهما، وفي هذه الحالة سوف يضعف الشعور بالحاجة الملحة لنتف الشعر, هذا تمرين في ظاهره مضحك لكنه علمي ومفيد وجيد.

العلاج الآخر هو: العلاج عن طريق الأدوية، ودراسات كثيرة جدا أشارت أن الدواء المضاد للوساوس والقلق والتوتر والاكتئاب والذي يعرف تجاريا باسم (فافرين), واسمه العلمي هو (فلوفكسمين), هو من الأدوية الجيدة جدا لإزالة هذا النوع من الوساوس, وكذلك المخاوف حول حب الشباب.

جرعة الفافرين هي أن تبدئي بخمسين مليجراما، تتناوليها ليلا بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعيها إلى مائة مليجرام ليلا بعد الأكل أيضا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، وهذه هي المدة العلاجية، بعدها تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء, هذا من حيث العلاج السلوكي والدوائي المباشر، وهنالك علاجات سلوكية أخرى مهمة جدا: أنت طالبة في الطب، ويجب أن تكرسي جهدك للدراسة, وترفعي من جودة الأداء لديك، وتوزعي وقتك بصورة سليمة وصحيحة، ولا تدعي أي مجال للفراغ ليسيطر عليك, لا أقول لك اقضي وقتك كله في المذاكرة والمدارسة، لا، من حقك أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، أن تتواصلي اجتماعيا، أن ترفهي عن نفسك بما هو مشروع، أن تلتقي بزميلاتك، أن تزوري أرحامك، أن تشاركي في أعمال البيت, كل هذا مطلوب، والإنسان يستطيع أن يوفق بين كل هذه الأنشطة، وقد وجد أن من يحسن إدارة وقته ويكون فعالا يحس بالرضا والراحة، وهذا يوصل الإنسان -إن شاء الله تعالى- إلى درجة جيدة جدا من الصحة النفسية السليمة.

ويمكنك أن تراجعي هذه الاستشارة حول كيفية علاج الأثر النفسي لحب الشباب (280924).


بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات