السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أستعمل كريما لفرد الشعر، وسمعت عن الكيراتين، ولكن لا أعرف مضاره على جلدة الرأس وعلى الجسم عموما.
وإذا رأيتم أنه من الأفضل عدم استعماله، وعدم اللجوء إلى الكيماويات، خصوصا أني من محبي استعمال المواد الطبيعية، فبم تنصحوني؟
وللإشارة، فكل عائلتي تمتاز بشعر ناعم وصحي سواء من ناحية أمي أو من ناحية أبي، إلا أنا شعري مجعد قليلا، ونحن نتناول نفس نوعية الطعام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ البتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نود أن نبدأ الجواب بعدم التشجيع على عمليات فرد الشعر، لأنها من العمليات المؤذية والضارة للشعر، فهي إن سلمت مرة فلن تسلم مرات.
وقد يستطيع الإنسان أن يعيش سعيدا بشعره الطبيعي ولو كان مجعدا، ويعتبر ذلك من طبيعته أو موديله الخاص، ولكنه بالتأكيد سيعيش حزينا جدا إذا أدى التمليس إلى أذى مؤقت مديد أو دائم، وعندها يتمنى العودة لما كان عليه، وقد لا يستطيع أن يعود.
وقد وردت إلينا استشارة حزينة جدا لشخص قام بعملية الفرد والتمليس لشعره، وبعدها عاش في دوامة من القلق والانزعاج وعدم الرضى والندم لأكثر من سنتين، وإلى الآن لم تحل مشكلته على الرغم من الكلفة والوقت والاهتمام والرعاية المبذولة على مستويات عديدة، فقد أصبح رأسه مليئا بالزغب الخشن غير الحيوي بدل الشعر الطبيعي.
ننصح كل إنسان أن يعيش على طبيعته، وألا يغير طبيعته؛ لأن تغيير الطبيعة لن يكون دائما، وستتقلب بين الشخصيتين، وفي النهاية ستغلب طبيعته ما اكتسبه.
فالإنسان الأسمر لا ننصحه بالتبييض، والإنسان ذو الشعر الخشن لا ننصحه بالتمليس ولا بالفرد.
- وأما فرد اليوكو والكيراتين للشعر فقد أوردناه في الاستشارة رقم 286563
- وأما الكيراتين البرازيلية ففي الاستشارة رقم 289674
- وعن خطورة كريمات الفرد على الشعر نرجو مراجعة الاستشارة رقم 268795
وكذلك فنحن لا ننصح بالمواد الكيماوية، ولا بالتداخلات الفيزيائية، وقد ناقشنا ذلك في الاستشارة رقم 292523
وأما الاستشارة رقم 293913 فهي قريبة من الموضوع، وتبحث في أمور أخرى مثل أسباب رقة الشعر، ومناقشة طبيعة الشعر، وتأثير الوراثة والهرمون والغذاء والمواد الكيماوية.
وأما المواد الطبيعية للتمليس فكذلك إن أدت إلى التمليس فهي ستضر، لأن عملية التمليس هي الضارة، حيث أنه لا يتم تمليسه إلا بكسر الروابط بين الشعر.
وختاما: فإن الأب أو الأم أو الأخ والأخت في بيت واحد من نفس الأبوين قد يختلفان في الشكل والطبع ونوعية الشعر، فقد يكون أحدهما أشقرا والآخر أسود الشعر، وكذلك اختلاف لون الجلد وطبيعة الشعر وهكذا.
وما يؤثر على ذلك هو القدر الذي أودعه الله لكل منهم من خلال نظام وراثي معقد لا يتأثر فقط بالأبوين، ولكن بالجدود وبالأقارب لدرجات بعيدة.
وليس للغذاء إلا أثر محدود، فالأرض نضع فيها بذورا مختلفة (وهو ما يشبه بالوراثة)، ونرويها بماء واحد ومن تربة واحدة، فتخرج منه زهور ونباتات متفاوتة الألوان والنكهات والأشكال مع أن الأرض واحدة والماء واحد.
وأختم بالقول: ارضي بما قسم الله لك تكوني أغنى الناس، وقد تكوني كذلك من أسعد الناس.
والله ولي التوفيق.