السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي الطبيب محمد عبد العليم: أنا صاحب هذه الاستشارات على التوالي: (2117374 و 2120174 و 2122016) في آخر رسالة بعثتها لك كنت يائسا جدا ومحبطا، وقد حدث لي ألم في ظهري لسبب ما، فأعطاني الطبيب العام دواء (dafalgan codeine) حبتين في اليوم, وفي اليوم الثاني أحسست أني شفيت بشكل لم يسبق أن حدث معي منذ مرضت.
أنا طبعا لا أريد أن أبقى على هذا الدواء، فقد أضعفني جنسيا بشكل شبه كامل, وجعلني دائم النعاس, فهل يعطيك هذا المؤشر - كطبيب - فهما لطبيعة مرضي؟ ولأي نوع من الأدوية تستجيب حالتي؟
أرجو أن يوفقك الله تعالى لحل هذه المعضلة, وأن ترشدني إلى دواء يكون سببا في الشفاء - بإذن الله - وأنتظر ردك بفارغ الصبر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن المشتقات الدوائية التي تحتوي على مادة الكوداين (codeine) يعرف عنها أنها مريحة جدا للنفس، تؤدي إلى الانشراح، تؤدي إلى الاسترخاء العضلي، تقضي على الآلام الجسدية والنفسية بدرجة كبيرة، ولكن أخي الكريم هناك ثمن باهظ يدفعه الإنسان، وهو أن هذه الأدوية أدوية تعودية، إذا لم تستعمل بشيء من الحكمة والانضباط، وأعني بذلك أن لا يداوم عليها الإنسان إلا لفترة قصيرة جدا، إذن الفائدة التي استقيتها من هذا الدواء هي الفائدة المتوقعة؛ لأن من خاصيته وقوة تأثيره على كيمياء الدماغ أنه يؤدي إلى كل الاستجابة الإيجابية التي وصفتها.
الضعف الجنسي معروف عن هذا الدواء، زيادة النعاس أيضا معروف عنه، لكن إزالته للألم والشعور الاسترخائي، وربما شعور بسيط بالانشراح قد يأتي لبعض الناس.
إذن أخي الكريم: وازن بين السلبيات التي قد يسببها هذا الدواء وإيجابياته، واتخذ قرارك، ولا شك أن القرار واضح والمقارنة واضحة، وهي أن لا تستمر على هذا الدواء، وبالطبع كنقطة أخلاقية في ممارسة الطب أرجو أن ترجع إلى طبيبك وتناقش معه هذا الأمر، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يوجه لك النصح المطلوب، وهو أن لا تعتمد على هذا الدواء كثيرا.
من الناحية التشخيصية: هذا الدواء يشير إلى أن العامل النفسي كبير جدا في حالتك، وأعتقد أن هذا يجب أن يكون حافزا ومشجعا لك، وعليك أن تستمر على العلاجات التي نصحناك بها، وأن تفكر تفكيرا إيجابيا، وأن لا تعامل نفسك كإنسان صاحب علة كبيرة أو أنك معاق.
هذا هو الذي أنصحك به، وأشكرك كثيرا على تواصلك معنا في إسلام ويب.