السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أريد خطبة فتاة ذات خلق ودين، لكن لا أعرف كيف أفاتح أهلي بالموضوع هل يتقبلونه أم لا، خصوصا أنهم سيقولون أنت ما زلت صغيرا، وأنا أريد الخطبة كحجز للفتاة، أتمنى أن ترشدوني للطريقة المناسبة بحسب العادات في المجتمع المحافظ.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكم نتمنى أن يدرك الآباء والأمهات أهمية المسارعة بتزويج الأبناء والبنات، وكم نتمنى أن يحرص الأبناء على وضع آبائهم في الصورة ومشاورتهم في مسائل الخطبة والزواج، وليتنا ندرك أن التأخير في الزواج من الأمور الدخيلة على مجتمعاتنا، وهذه المصيبة لم تظهر إلا بعد حقبة المستعمر الذي غرس في النفوس المبادئ المصادمة لدين الله تعالى، وما كان له لينجح لولا بعدنا عن الدين، ونسأل الله أن يردنا إلى دينه وإلى سنة نبيه ردا جميلا.
ومرحبا بك ابننا الكريم، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به. ونحن نقترح عليك عرض الفكرة على أحد العلماء الدعاة من أجل أن يكون لسانا لك، وساعده بزيادة البر لوالديك، وإظهار النضوج والفهم والقدرة على تحمل المسئوليات، لأن الآباء يرفضون خطبة الولد في مثل هذا العمر في الحالات الآتية:
1) أن لا يخبرهم من البداية وإنما يكونون آخر من يعلم (بكل أسف).
2) أن يكون المكان غير مناسب.
3) أن يشعروا أن الشاب غرر به.
4) أن يكونوا قد جهزوا له عروس المستقبل.
5) أن تكون ظروف الأسرة لا تسمح.
6) أن يكون هناك أخوة أكبر منه لم يتزوجوا.
ونحن بلا شك نتحفظ على بعض النقاط المذكورة، ولكن يهمنا أن يكون عندك جواب عن كل نقطة، وإذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.
ورغم أنه لم توضح لنا إن كانت الفتاة من الأقارب أم لا؟ لأن الأقارب قد يصبرون ويتفهمون بخلاف الآخرين، ونحن في الحقيقة لا نفضل طول فترة الخطبة؛ لأن لها آثارا سالبة خاصة على الفتاة وأهلها، لأن الفتاة سوف تصبر، وقد لا يكتمل مشروع الزواج وعندها تكون قد ضاعت عليها فرص كثيرة، ونحن لا نرضى مثل هذا الموقف لبناتنا ولا لأخواتنا.
ولكننا في الحقيقة ندعو كل أب قدر استطاعته إلى مساعدة أولاده على الزواج، وتيسير مهر بناته، كما قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – لأن حاجة الأبناء إلى الزواج والعفاف لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، وليس صحيحا ما يقوله بعضهم: (لا بد أن يكدح ويتعب، ويكون نفسه).
وهؤلاء يفوت عليهم خطورة ما يحصل من بعض الشباب، وينسى هؤلاء أننا في عصر الفتن والفواحش، وقد ذهب الشيخ العثيمين – رحمه الله – إلى أن الأب المستطيع القادر على تزويج أولاده يشارك في الإثم إذا حال بين ولده وبين الزواج، وهذا أمر يحتاج إلى تأمل.
وهذه وصيتي للجميع إلى تيسير أمر الزواج، وهذا دور المجتمع حكاما ومحكومين، ونذكر الشباب بأن عدم القدرة على الزواج ليس عذرا في سلوك سبل الفساد؛ لأن الله قال للعاجزين عن تكاليف الزواج: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.
وبالله التوفيق.