أثناء السفر أحياناً أعاني من ألم شديد بالمعدة، فما السبب؟

0 468

السؤال

الدكتور المحترم:

أثناء السفر أحيانا أعاني من ألم شديد بالمعدة، كأني أريد أن أتقيأ، ويصبح لون وجهي أصفر، فما هو السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العراقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الظاهرة معروفة جدا، وتفسيرها من الناحية العضوية هو أن الجهاز الذي يعرف (بالابرنس) وهو الموجود خلف الآذن، يحدث فيه نوع من الاضطراب، وهذا يؤدي لفقدان التوازن بعض الشيء، وبالطبع كل الأجهزة الموجودة في الدماغ متواصلة مع بعضها البعض، والتقيؤ له مركز في الدماغ، فيحدث نوع من الاستشعار لهذا المركز، ولذا قد يحس الإنسان بالتقيؤ، وهذا قد نشاهده أيضا في ما يعرف بدوار البحر، والذي ربما قد سمعت عنه.

التفسير الثاني هو التفسير النفسي: وهو أن بعض الناس يكون لديه مخاوف من السفر، وهذا نوع معروف جدا، ويعرف أن الرهاب قد ينعكس على الإنسان، ويظهر في شكل أعراض عضوية، فتجد التقلصات في المعدة من الأشياء الشائعة جدا، وهذه التقلصات تظهر في شكل آلام في المعدة، ولاشك أن التقلصات أيضا تؤدي إلى استشعار مراكز معينة في الدماغ، وهذه هي التي تؤدي إلى الشعور بالغثيان، أما التغيير في لون الوجه فهي عملية فسيولوجية بحتة، لأن الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يعرف بالجهاز (السمبثاوي) يتأثر في مثل هذه المواقف، خاصة التي تؤدي إلى الخوف.

أخي الكريم: هذه الظاهرة بسيطة، ويجب أن لا تزعجك أبدا، وعليك أن تكثر من السفر.

نصيحتي لك أن تتناول أحد الأدوية التي تساعد في مثل هذه الحالات، هنالك دواء يعرف باسم استماتيل (stmetil) بجرعة خمسة مليجرام، ويمكنك أخي الكريم أن تتناوله بمعدل حبة صباحا ومساء، ولمدة يومين قبل السفر، -وإن شاء الله تعالى- ستجد فيه فائدة كبيرة جدا، ولكن العلاج عن طريق المواجه بالإكثار من السفر والتجاهل، فهذا سوف يفيدك كثيرا، وأعني بالتجاهل أن تتجاهل هذه الأعراض، خاصة أننا قد قمنا بشرحها لك، ولا أريدك أن تركز عليها لأنك إذا ركزت عليها سوف يؤدي إلى ما يعرف بالارتباط الشرطي، والارتباط الشرطي وأعني به في علوم السلوك أن الإنسان قد يتوقع شيئا ما، ومن شدة هذه التوقعات يتحول إلى حقيقة، وفي كل مرة يريد أن يقدم على فعل معين، أو يخطو أي خطوة تجد أن التأثير الإيحائي يحدث له، مما يؤدي إلى حدوث الشيء الذي كان يتخوف منه.

أخي الكريم: التجاهل يفيد كثيرا، ولا شك أن دعاء السفر مهم جدا، وهذا الدعاء إذا جربه الإنسان بصورة صحيحة وطبقه وعاش معه بكل وجدانه سوف يجد أنه في طمأنينة وأمان، لأن الإنسان حين يقول: (اللهم أنت الصاحب في السفر) فلا أعتقد أن هناك شيئا أعظم من هذا، ولا أعتقد أن هناك حماية ورعاية يمكن أن توفر للإنسان أفضل من هذا، فكن حريصا على ذلك، وأرجو أن تعيش حياتك بصورة عادية جدا، فالأمر بسيط، ويجب أن لا يزعجك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات