السؤال
السلام عليكم.
الحقيقة أنني قرأت كثيرا من الاستشارات في موقعكم الكريم -أدامه الله للجميع بالخير-.
فيما يخص حالتي، فأنا رجل أبلغ من العمر 36 سنة، فأنا حساس، أتأثر بأي كلمة تقال لي، وأفكر كثيرا، وأعاني من قلق نفسي وتوتر بسيط بسبب الرهاب الاجتماعي، وتصيبني رعشة وزيادة في نبضات القلب وتعرق وجفاف الشفتين في بعض المواقف المعينة، مثل: (عندما يطلب مني الكتابة أمام إنسان - في بعض اجتماعات العمل - في بعض الاجتماعات الأسرية - عند زيارة بعض الأقارب).
وأيضا تصيبني رعشة في أطرافي عند أي انفعال.
ولقد وجدت في كثيرا من الاستشارات في موقعكم الكريم أن علاج الرهاب الاجتماعي هو دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) وعلاج رعشة الأطراف هو دواء (إندرال).
ما هي الجرعة والفترة المناسبة لحالتي؟
هل يمكن تناول الدواءين معا؟
وهل للدواءين آثار جانبية؟
ولكم منا جزيل الشكر والاحترام، والله الموفق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
فإن الأعراض التي وصفتها من الواضح أنها أعراض قلق نفسي، وأحد مكونات هذا القلق كما تفضلت وذكرت هي الخوف أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي في الأصل، وقد لا توجد له أي نوع من المسببات، وإن كان البعض يقول أنه ناتج لتجارب وخبرات سابقة يكون الإنسان فيها قد تعرض لموقف فيه شيء من الرعب والخوف.
أنت قد أوضحت الأعراض النفسية بدقة جيدة، وكذلك أوضحت الأعراض العضوية مثل الرعشة التي هي مكون أساسي لبعض حالات القلق.
الذي أريد أن أوضحه لك أن القلق يمكن علاجه، وأن القلق طاقة نفسية مطلوبة، وليس كله سيئا، لكن بالطبع حين يتعدى عن المعدل المطلوب تكون آثاره سلبية واضحة.
من أفضل طرق علاج مثل حالتك هو:
أولا: أن تتفهم أن حالتك بسيطة.
ثانيا: حاول أن تعبر عما بداخلك وتتجنب الاحتقانات النفسية.
ثالثا: مارس الرياضة.
رابعا: طبق تمارين الاسترخاء، وللتدريب وتعلم هذه التمارين يمكنك أن تقابل أخصائي نفسي أو تتحصل على كتيب أو شريط، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
خامسا: هنالك علاج بسيط لكنه مهم، وهو ما نسميه بتصحيح المفاهيم.
كثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يعتقدون أن الآخرين يقومون بمراقبتهم مراقبة لصيقة، وأن الإنسان قد يحرج في هذه المواقف – أي حين يكون أمام الآخرين – أو ربما يفقد السيطرة على الموقف، أو ربما يدوخ أو يسقط أو شيء من هذا القبيل، وهذا كله ليس بالصحيح، فأرجو أن تصحح مفاهيمك حول هذا الأمر.
سادسا: وكما تدرك أن البشر هم البشر لا أحد أفضل من أحد إلا بالتقوى بالطبع، فأي مواقف اجتماعية نواجهها في حياتنا يجب أن لا نرهبها، لأن الذي نتعامل معه هو إنسان مثلنا يأكل ويشرب وينام ويذهب إلى بيت الخلاء ويمرض ويموت، وهكذا.
إذن يجب أن ننزل الناس إلى منزلتهم البشرية الإنسانية العادية، وهذا لا يعني أننا نقلل من شأنهم أو احترامهم.
سابعا: عليك بالمواجهات المستمرة، هنالك مواجهات مفيدة جدا، مثلا الصلاة في المسجد في الصف الأول، حضور حلقات التلاوة، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، الإنسان أيضا يمكن أن يطور من مهاراته الاجتماعية من خلال أن يبدأ دائما بالسلام ببشاشة، وأن يكون للإنسان مواضع قام بتحضيرها مسبقا يستطيع أن يستفيد منها في أي حوار تتاح له الفرصة في موقف جماعي. صلة الأرحام أيضا معززة تماما لتقليل الخوف الاجتماعي.
فإذن أخي الكريم: هذه طرق علاجية كثيرة وجيدة، ومن يطبقها يستفيد كثيرا.
العلاج الدوائي يمثل الشق الثاني، وأقول لك إن الزيروكسات هو من أفضل الأدوية وهو دواء ممتاز جدا، لكن ضرورة الالتزام بالجرعة هو الأساس.
جرعة البداية نصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفعها إلى حبة كاملة، تستمر عليها يوميا، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى حبتين، وهذه الجرعة هي الأفضل لعلاج الرهاب الاجتماعي وما يصحبه من قلق، وهذه الجرعة تناولها حبة صباحا وحبة مساء، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة ونصف في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه هي الطريقة الأسلم والطريقة الأفعل، والزيروكسات دواء متميز وغير إدماني وغير تعودي، ومن آثاره الجانبية أنه قد يؤخر القذف المنوي لدى الرجل، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة ولا على الإنجاب.
بعض الناس يعتقد أنه ربما يؤدي إلى ضعف جنسي، لكن لا نعتقد أن هذا صحيح على الإطلاق، قد يحدث في حالات قليلة، وقد شاهدنا من تحسن أدائه الجنسي بعد أن تناول هذا الدواء.
الدواء أيضا قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وإذا حدث شيء من هذا فلا بد أن يكون هنالك تحكم تام في الطعام ونوعية الغذاء.
أما بالنسبة للعقار الآخر وهو إندرال، فهو دواء مساعد يتم تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يمكن أن يتم تناوله عند اللزوم، وهو ليس له أي آثار جانبية بهذه الجرعة.
جزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.