السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أشكر لكم جهدكم، واهتمامكم بمشاكل الناس، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا عمري 19 عاما، أعاني من الخوف من سياقة السيارة في الزحمة، أشعر بالخوف والارتباك، خاصة إذا كنت أقود السيارة وحدي، بحيث أني بصراحة لا أعلم بعض المرات إذا كان معي أحد أرتبك، وبعض المرات أسوق السيارة وحدي عمدا هروبا من الناس.
علما أن قيادتي للسيارة في الحي أفضل من الشارع العام من الناحية النفسية.
أتمنى أن تكونوا فهمتم مشكلتي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد المري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالخوف عند قيادة السيارة أو عدم الاطمئنان من المخاوف البسيطة جدا، وأنت بالطبع تحصلت على رخصة قيادة السيارة من فترة قريبة لأن عمرك الآن 19 عاما، ومعظم الدول تحتم أن الإنسان لا يمكن أن يحصل على رخصة القيادة إلا بعد أن يكمل 18 عاما.
الخوف من هذا النوع هو خوف مكتسب، وغالبا يكون قد تكونت لديك أفكار سلبية عن قيادة السيارات والحوادث، أو سمعت قصصا من هذا القبيل، أو استحضرت حادثا معينا للسيارات، هذا هو السبب الريئسي لمثل هذا النوع من المخاوف، والخوف الذي تعاني منه يحمل صبغة الخوف الاجتماعي إلى درجة بسيطة، لأن الخوف يأتيك عند القيادة في الأماكن المزدحمة.
والعلاج أولا: يكون بتجاهل هذه الفكرة وتحقيرها.
ثانيا: أنت الحمد لله ما دمت قد تحصلت على رخصة القيادة، وتقود السيارة بصورة قانونية، فهذا يعني أن لديك مقدرات، وأنك لا تقل عن الآخرين، ومن المعلوم والمفهوم أن مهارة قيادة السيارة هي مهارة مطلوبة، لكن في ذات الوقت هي ليست بالصعبة، وملايين الناس يقودون السيارات في الطرق، فقل لنفسك لماذا لا أكون مثل هؤلاء.
ثالثا: الشعور بالخوف في الزحمة يتم تجاوزه بالإكثار من التعرض للمواقف التي فيها ازدحام، ليس فقط عند قيادة السيارة بل حاول أن تتعود أن تواجه أماكن الزحمة، أن تذهب للأسواق والمساجد الكبيرة، وكن في صلاة الجماعة في الصف الأول، والتعريض يجب أن يكون مستمرا ومتصلا، فالتجارب أثبتت أن من يحرص على أن يعرض نفسه لمصدر خوفه لمدة أسبوعين أو ثلاثة يتخلى عن خوفه تماما.
رابعا: هنالك تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تتدرب عليها، ويمكنك أن تتصفح أحد مواقع الانترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
أخيرا: إذا كان الأمر مزعجا لك بصورة كبيرة فلا مانع من أن تتناول أحد الأدوية المضادة للخوف، فعقار لسترال، والذي يعرف باسم زولفت، ويسمي علميا سيرترالين هو من الأدوية الجيدة السلمية جدا، والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالة هي جرعة بسيطة تكون البداية نصف حبة واحدة بقوة 25 مليجراما يتم تناولها ليلا، ويفضل تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى حبة كاملة يتم تناولها لمدة 4 أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا سوف يكون كافيا جدا لعلاج هذه الحالة البسيطة التي تعاني منها.
وبصفة عامة لابد أن تطور من مهاراتك، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي، والاجتهاد في دراستك، اجعل لنفسك خططا، وآمالا حول المستقبل، هذا يساعدك كثيرا في البناء النفسي لشخصيتك؛ مما يزيل هذا التوتر والقلق والمخاوف البسيطة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.