السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أرجو مساعدتي في حل هذه المشكلة وجزاكم الله كل الخير.
صديقتي متزوجة من رجل لديه طفل من امرأة أخرى، وأنجبا بنتين، المشكلة كلها تحوم حول هذا الولد الذي يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات، فهو أينما يذهب يجر معه المشكلات، إلى درجة أن أمه لم تعد تقبله أبدا، وهو يعيش معها ومع أبيه، حتى في رمضان لم تتغير هذه الظاهرة، فمثلا اشتروا دراجة نارية جديدة تشتغل جيدا وبعدما لمسها بقليل تكسرت وتعطلت ولم تعد تصلح، وكذلك حصل لجهاز الكمبيوتر الجديد، فحتى مصلح الكمبيوتر قال لم أستطع إصلاحه، وعند النوم حكاية أخرى، فهو يستيقظ ويفتح خزانته ويتبول فيها، امرأة أبيه تشتغل؛ لذلك تضعه عند عائلة جيرانها، فبقي عندهم فترة ثم رفضوا بقاءه عندهم؛ لأنه كلما يضع يده على شيء تلف أو فسد، حتى مرض الأب، ثم بعد فترة توفي وتوفي خال المرأة، أشياء أخرى كثيرة ملاحظة جدا وليست عن طريق الصدفة، فالأحداث كلها مرتبطة به فإن ذهب من ذلك المكان تعود الأمور هادئة وعادية.
فالرجاء مساعدة صديقتي التي لم تجد سبيلا لحل هذا المشكل، مع العلم أنها تقرأ عليه القرآن.
الرجاء الاهتمام بهذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
أشكرك على اهتمامك بأمر هذه الصديقة، وأسأل الله تعالى أن ينتهي هذه الإشكال التي تعاني منه، وأن تعيش حياة سعيدة مع زوجها وابن زوجها وأطفالها.
رسالتك حوت مؤشرات قوية، وكأنك تعتقدين أن هذا الطفل ربما يكون به شيء من المس أو شيء من المرض الروحي الذي يجعله مصدر الشؤم والتخريب في المنزل، وكأنك تعتقدين أنه مصاب بالمس أو شيء من هذا القبيل.
أود أن أؤكد لك على حقائق، نحن نؤمن بوجود المس والسحر والعين والحسد، كل ذلك نحن نؤمن به كأطباء مسلمين، لكن في ذات الوقت لا نريد الناس أن يستعجلوا ويصلوا إلى مثل هذه الخلاصات، هنالك أشياء كثيرة جدا تفسر سلوك هذا الطفل، مثلا ربما يكون هذا الولد مصابا بداء فرط الحركة الزائد، وهؤلاء الأطفال يعرف عنهم أنهم لا يقدرون قيمة الأشياء، فربما قد يكسرون ويحطمون الأشياء، وشيء من هذا القبيل، وربما تظهر لديهم اضطرابات وجدانية، فقضية أنه يستيقظ ويفتح خزانته ويتبول فيها هذا سلوك غريب، لكن ربما يكون هنالك جزء من عدم الاستقرار النفسي الذي يعاني منه.
أنا لا أريد أن نقرن هذا الطفل بالتطير والتشاؤم، خاصة أن وضعه حساس جدا، فهو يعيش مع زوجة والده، والتي من المفترض أن تكون أما له، لا أقصد أما بيولوجية ولكن أما تربوية وتهيئ له المحيط التربوي والوجداني الذي يجعله ينشأ التنشئة الصحيحة، وأنا على ثقة أن هذه السيدة تبذل جهدا في هذا، لكن أن نفسر سلوكيات الطفل كأننا نشير أنه يعاني من مس أو من هذا القبيل، أعتقد أن هذا ليس بالأمر الصحيح.
وبالنسبة للعلاج القرآني كل إنسان يحتاج له، وتحصين أطفالنا، وأن نرقيهم ونقرأ عليهم هذا أمر مطلوب وواجب.
يجب أن نؤكد على تصحيح المفاهيم حول هذه الحالة، وقد حاولت أن أشرح ذلك، وأرى أن نعرض هذا الطفل على طبيب نفسي، لأن داء فرط الحركة الزائد في بعض الأحيان لا يمكن تشخيصه إلا من خلال الخبرة التخصصية، فأرجو أن يعرض على الطبيب.
أضف إلى ذلك أنه توجد تشخيصات أخرى، فيعرف أنه توجد أنواع من الذهان ممكن أن تصيب الأطفال، هنالك اضطرابات في الشخصية فربما يكون عنده محدودية في المقدرات المعرفية، فأرجو أن يعرض الطفل على المختص دون أن نصل إلى خلاصة أنه ربما أن يكون يعاني من مس شيطاني أو شيء من هذا القبيل، فيجب أن لا نستعجل ولا نصل إلى هذه الأفكار التطيرية، وفي نفس الوقت يرقى الطفل وتطبق السنة النبوية فهذا أمر جائز، بل هو مطلوب.
ولا بأس أختي الكريمة أن تقرأ على الطفل الرقية الشرعية من الكتاب والسنة؛ فالقرآن فيه شفاء للناس كما ذكر ربنا جل وعلا في كتابه الكريم.
أسأل الله له الشفاء والعافية.