السؤال
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدي طفل واحد، مشكلتي منذ زواجي وأنا لا أشعر بأي رغبة جنسية مع زوجي، علما بأني آخذ دواء حاليا اسمه اكرولين، ولا أشعر بأي شيء عندما يلمسني زوجي، فهل هذا معناه برود جنسي؟ وهل هناك أدوية قد تعمل على زيادة الرغبة الجنسية؟ وما هي الفحوصات الطبية والهرمونية التي يجب عملها لعلاج هذا الأمر؟ وهل الفياجرا تفيد النساء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ما تشتكين منه هو أمر شائع بين النساء، وأن ما نسبته تقريبا 50% من النساء يعانين من نقص في الرغبة أو في التفاعل في العلاقة الجنسية بشكل مستمر، وبشكل عام نقول: من الطبيعي أن يحدث تغيرا أو قلة في الرغبة الجنسية عند المرأة بين الحين والآخر، حتى بدون وجود سبب، فطبيعة المرأة الجسدية والنفسية ودورة الاستجابة الجنسية لديها تختلف كليا عن الرجل.
قلة الرغبة أو البرود الجنسي يعني عدم التفكير وعدم الرغبة بحدوث المعاشرة الزوجية حتى مقدمات المعاشرة، وهو يختلف عن عدم الشعور بالمتعة الجنسية، حيث يكون هنالك رغبة في العلاقة لكن يصعب على الزوجة التفاعل معها.
والبرود الجنسي يحدث عادة كاستجابة أو كردة فعل على ظروف متعددة تؤثر على الحالة النفسية أو الجسدية، فإن كان هذا يحدث بشكل مؤقت فهنا يجب ألا يعتبر مشكلة، ولكن إن استمر هذا الشعور وطال أمده ووصل إلى مرحلة يؤثر فيها على العلاقة الزوجية فهنا يمكن أن يعتبر غير طبيعي ويجب البحث عن سببه.
في البداية يجب دائما التأكد من:
- عدم وجود بعض الأسباب، مثل تناول الأدوية، ومنها حبوب منع الحمل.
- عدم وجود مرض غدي مثل خلل الغدة الدرقية، أو أي مرض آخر في الجسم،
- يجب التأكد من أن الزوج طبيعي ولا يعاني من سرعة قذف أو غير ذلك.
وفي غياب أي سبب عضوي عند الأنثى فإن أهم سبب يؤدي لفقدان الرغبة الجنسية هو السبب النفسي، فإن كانت الزوجة لا ترغب في زوجها بسبب سوء تفاهم، أو وجود مشاكل عالقة بينهما -مع عدم وجود تواصل وصراحة- فإن هذا سينعكس مباشرة على العلاقة الحميمة بينهما، وسيحدث البرود الجنسي، والمشاعر النفسية السلبية كلها - مثل القلق، الإحباط، التوتر، وغير ذلك- تجعل المرأة غير راغبة بالعلاقة، وغير قادرة على التركيز أو الاسترخاء خلالها.
أيضا العلاقة الجنسية هي علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة جسدية، ولذلك فإن التواصل النفسي والتواصل الوجداني خلال النهار - بل اليوم كله - أمور هامة جدا يجب الاهتمام بها، ويجب أن تسبق العلاقة، وعلى المرأة أن تكون واعية ومثقفة في هذه الأمور، فلا تقارن نفسها بما تسمعه من الصديقات والجارات، أو بما تشاهده في الأفلام والمسلسلات، أو ما تقرأه على الانترنت، وأغلب ذلك - إن لم يكن كله - مبالغ فيه، وغير صحيح، ولا يحدث في الواقع، لأن هذا سيشوش تفكيرها، وسيرفع من نسبة توقعاتها من العلاقة الزوجية ومن أداء زوجها، وبالتالي يجعلها غير راضية حتى لو كان الأمر طبيعيا، وسيصيبها الفتور نحو زوجها، لاعتقادها بأنها لا تصل إلى ما سمعت عنه، فيجب الحذر كل الحذر من المبالغات والمغالطات التي يتم الترويج لها في بعض الوسائل والمواقع.
ونحن ننصح عادة بأن يحدث تواصل مستمر بين الزوجين، وننصح باللجوء إلى وسائل للتواصل الجسدي بينهما خارج نطاق العلاقة الجنسية، مثلا:
- يمكن عن طريق عمل المساج (مثلا) من قبل أحدهما للطرف الآخر في جو مريح وتوقيت مناسب التعرف أكثر على أفكار بعضهما البعض، وعلى أكثر المناطق إثارة لكل منهما، فهذا مما يزيد التواصل الفكري والجسدي ويزيل الخجل ويشعر الطرفين بالراحة والاسترخاء.
- كما ننصح بالحوار الصريح بين الزوجين لمعرفة ما يفضله كل منهما حتى من ناحية التوقيت، فقد يكون التوقيت الذي يختاره الزوج غير مناسب للزوجة.
- أو قد تكون الزوجة مثلا تخاف من حدوث الحمل فتتجنب العلاقة، أو قد يكون كثرة تكرار العلاقة والقيام بها بشكل سريع، مع عدم قضاء وقت كاف في المداعبات والتحضير، يضع عبئا على الزوجة ويسبب لها الملل والفتور، ويشعرها بأن العلاقة هي واجب وليس شراكة.
- كما ننصح بكسر الروتين المعتاد بين الزوجين، فمثلا يمكن تغيير وقت الجماع إلى الصباح بدل الليل، أو تغيير المكان، وكذلك تغيير الوضعية، كل هذه الأمور تغير في الروتين وتحسن الاستجابة والتفاعل عند الطرفين.
لا توجد أدوية تزيد في الرغبة الجنسية عند النساء، خاصة لمن كانت في سن النشاط التناسلي، أي لم تبلغ سن انقطاع الدورة، ففي جسمها من الهرمونات ما يكفي، والهرمونات لن تحل المشكلة، وكل ما يروج له هو مركبات تجارية غير خاضعة للدراسات، ولا ننصح بها، فأضرارها مؤكدة، لكن منافعها غير موجودة، ولم يتوضح لي ما تركيب الدواء الذي تتناوليه، والأفضل لو ذكرت لي الاسم العلمي له، والسبب الذي من أجله تتناولينه حتى أفيدك بشأنه.
نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.