السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدث لابنتي الوحيدة تشنج ونوبة صرع، وهي في عمر ستة أشهر، وبعد الفحوصات وجد عندها في التخطيط صرع في الفص الأيمن من الدماغ، وظلت تتكرر هذه النوبات تقريبا من خمس إلى ست مرات يوميا.
وصف لها علاج الديباكين والتيكريتول بنسب معينة كل صباح ومساء، قلت النوبات في عددها واختلف نوع أو شكل النوبة، وقد أرسلناها إلى الهند مرتين، ووصفوا لها ثلاثة أدوية، وهي الديباكين والابتون (eptoin) وليفيبل (levepil) ومع هذه الأدوية قلت النوبات إلى مرة واحدة كل أسبوع، ولكن لم تنقطع أبدا لحد هذا اليوم، وهي عمرها ثلاث سنوات ونصف.
حركتها طبيعية ونشطة، ولكن أكلها ضعيف لا تشتهي الأكل إلا بطرق غريبة، حتى تبتلع اللقمة، وكذلك نطقها وطريقة تفكيرها ضعيفة الإدراك، لدرجة أنها تعرفنا، ولكن لا تفرق بين أمها وأبيها، كل يوم تصيح لنا باسم مختلف! لا أعرف هل هو بسبب هذه الأدوية؟
أريد تفسيرا لهذه الأمور بأسرع وقت لأننا لا نفكر بشيء سوى طفلتنا الوحيدة، ولا نعرف مصيرها وإلى أي درجة يسوء.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنتك العافية والشفاء.
هذه الابنة – حفظها الله – بدأت لديها التشنجات الصرعية وهي في سن مبكرة، وربما تكون البداية ناشئة من ارتفاع في درجة الحرارة في ذلك الوقت، ومن ثم تحول إلى هذه التشنجات الصرعية.
من وجهة نظري هذه الطفلة ونسبة للتأخر المعرفي الذي تعاني منه، والذي ربما يكون دليلا على وجود علة دماغية أدت إلى هذا البطء في الاستيعاب وضعف القدرة المعرفية، وفي نفس الوقت توجد هذه التشنجات، فربما تكون العلة الدماغية التي أدت إلى هذه التغيرات هي علة واحدة، ولذا مثل هؤلاء الأطفال لابد أن يكونوا تحت الرقابة الطبية.
الذي أنصحك به هو أن تظل ابنتك – حفظها الله تعالى – تحت رعاية طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وهما الآن كثر جدا.
الأدوية بجميع أنواعها مفيدة، ولكن هنالك أدوية قد تكون آثارها السلبية لدى الأطفال أكثر، مثلا عقار فينيتوين والذي أعتقد أن مسماه التجاري في الهند (إبيتوين Eptoin) هذا الدواء بالرغم من أنه من أفضل الأدوية في التحكم في التشنجات الصرعية إلا أنه يبطئ الاستيعاب لدى الأطفال، هذا لا يعني أن نحرم الطفل من الدواء؛ لأن الأمر يتطلب موازنة ما بين التحكم في هذه التشنجات والبؤرة الصرعية، وما بين المقدرات المعرفية لدى الطفل.
أخي: الأدوية ربما تكون ساهمت بعض الشيء في العلة الموجودة لدى هذه الصغيرة، لكن أعتقد أن السبب الأساسي هو العلة الدماغية، بمعنى أن خلايا الدماغ لديها ربما تكون متأثرة أصلا، مما أضعف لديها القدرة على الاستيعاب والطريقة الغريبة لتناول الطعام، وكذلك النطق وطريقة التفكير - كما ذكرت -.
حين تذهب إلى الطبيب سوف يقوم بإجراء تقييم كامل للطفلة، هذا التقييم سوف يشمل حالتها الصحية الجسدية، بعد ذلك تجرى لها الاختبارات المتعلقة بالذكاء والمقدرة المعرفية، واختبارات النطق، وربما يطلب الطبيب أيضا فحص السمع لديها، ودرجة نضوجها الاجتماعي والوجداني الذي يناسب عمرها أيضا سوف يضعها الطبيب في الاعتبار، ومن ثم بعد ذلك توضع لها البرامج التأهيلية، والتي تقوم في الأصل على إتاحة الفرصة للتعلم والمزيد من التعلم، وذلك من خلال مزيد من الاختلاط ببقية الأطفال، وفي ذات الوقت يوجد الآن مختصون في تدريب وتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أقدر تماما مدى انشغالك بأمر هذه الابنة، ونسأل الله تعالى أن يصبركم على هذا الابتلاء البسيط، وبارك الله فيك.