غير اجتماعي وأخاف من اللا شيء

0 379

السؤال

مشكلتي أنني إنسان غير اجتماعي، أتخوف من الاجتماعات، وخاصة اجتماعات الأقارب، إنسان متخوف من لا شيء ومن المستقبل.

عندما أدخل إلى دائرة حكومية أو مستشفى أو عند أي مسؤول يأتيني خوف شديد ورعدة لا أدري ما سببها! مع أني مقتنع أن هذا الشيء عادي جدا، لكنني سريع الخوف، وعند الأعراس والمناسبات وخاصة عندما أصب القهوة، بدأ هذا الشيء يؤثر على نفسيتي وعلى مستقبلي، ويؤثر على ثقتي بنفسي.

فهل علاج الزولفت ينفع لمثل حالتي؟ وما الجرعة المناسبة؟ وما مسماه في السعودية؟ فكلما سالت صيدليا يقول لا يوجد دواء باسم الزولفت! فهل هو المسمى بلسترال؟

أسأل الله الكريم أن يفتح لكم أبواب رزقه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالحالة كما وصفتها تشير إلى وجود حالة بسيطة من الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، وعلاج زولفت هو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، لكن الدواء وحده لا يكفي، وإذا أتيحت لك الفرصة لمقابلة الأخصائي والطبيب النفسي هذا سيكون أمرا جيدا، لأن الطبيب سيرشدك إرشادات طيبة تتعلق بالعلاج السلوكي للقلق والمخاوف.

أما إذا كان الأمر - أي الذهاب للطبيب - أمرا غير متيسر، فأقول لك أن الزولفت والذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) هذا هو اسمه الآخر، وله عدة مسميات تجارية أخرى، والاسم العلمي سيكون هو الأدق للحصول على الدواء بأن تعرض الاسم العلمي على الصيدلي، وهو سيرترالين، وهو معروف جدا، ومن المهم جدا الالتزام بجرعات العلاج، وتبدأ غالبا بحبة واحدة في المساء يتم تناولها بعد الأكل وقوة الحبة (50) مليجرام، وبعد شهر ترفع إلى حبيتن, يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، وفترة العلاج هي (3) أشهر، وبعدها تخفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم يتم توقف عن الدواء، وهنالك أدوية بديلة أخرى مثل عقار زيروكسات والذي يعرف علميا باسم فلوكستين.

أخي الكريم: من المهم جدا أن لا تعطي هذه المخاوف قيمة وأن تتجاهلها وتحقرها، وأن تجاهد نفسك في رفع درجة التفاعل لديك، وأفضل تفاعل اجتماعي لديك أن تصلى الصلوات الخمس جماعة في المسجد، وأن تصلى في الصف الأول، وأن تشارك الناس في مناسبتهم الاجتماعية، وأن تغير من نمط حياتك، وهذا يتطلب منك أن تذهب إلى الأسواق متى ما كان ذلك ضروريا، وتمارس الرياضة وتكثر من زيارة الأرحام، والمشاركة في الأعمال الدعوية والاجتماعية، هذا كله يتيح للإنسان فرصة التفاعلات الإيجابية، وفي مثل سنك يعتبر ممارسة الرياضة مهمة جدا لعلاج التوتر والخوف والقلق.

هناك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء التدرب عليها سوف يفيدك، وإذا تمكنت من الذهاب للطبيب النفسي فسيدربك عليها، وإذا لم تتمكن فيمكنك تطبيقها من خلال كتيب أو شريط من أحد المكتبات، وتتبع التعليمات والخطوات لتطبيقها، وتوجد مواقع جيدة في الانترنت يمكن تصفحها لتطبيق هذه التمارين، وأهم شيء في ذلك هو الالتزام بالآليات السلوكية التي ذكرناها.

المخاوف لا تعالج بالتساهل معها، بل لا بد من الجدية في علاجها، وتحقيرها وتجاهلها هذا من خلال التعريض، فلا تعتمد على الدواء فقط، الدواء يساعدك كثيرا، ويمهد لتطبيق هذه التمارين لأن العلاج يريح النفس، ويذهب التوتر ومن ثم يستطيع الإنسان أن ينخرط في العلاجات السلوكية التي ذكرناها لك.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637) .

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات