السؤال
السلام عليكم ورحمة الله,,,
أنا لا أصل عمي, لا أراه إلا نادرا, في الأعياد, أو صدفة أمام منزله, وكلما حاولت أن أذهب إليه استحييت, هو كبير, تقريبا عمره 49, وأنا عمري 22, ماذا أقول له إذا ذهبت إليه؟ لا أعرف, لا أحسن الخطاب معه, أجلس لا أتكلم, تشجعت مرة وذهبت إليه ولم أجده في البيت, ومن فترة طويلة لم أجلس معه, وهو محترم وطيب, فكيف أقوي العلاقة معه؟ كيف أصله؟ أعطوني أساليب وطرقا لذلك؟ وهل من يصل بعض أقاربه, ويقطع بعضهم يعتبر قاطع رحم؟ وهل هناك فترة محددة إذا لم يذهب الإنسان إلى أقاربه يعتبر قاطعا؟ وما هي وسائل صلة الأرحام والتي تجزئ؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن عم الرجل صنو أبيه، ووصله يعتبر من أكبر أبواب البر وصلة الرحم، وهنيئا لك بهذا العم الذي وصفته بأنه محترم وطيب، ونحن في الحقيقة سعداء بهذه الرغبة, ونتمنى أن تحول نيتك الصالحة إلى عمل، ونحسب أن هذه الاستشارة بداية طيبة، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على الوفاء لآبائنا, والصلة لأرحامنا, والإحسان لكافة إخواننا، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك, وأن يلهمك السداد والرشاد.
أما بالنسبة لما تقوله لعمك: فأهم شيء بعد السلام عليه باحترام هو السؤال عن أحواله، ثم الاعتذار له بلطف عن التقصير, وسوف تسمع منه ما يسرك, وسوف تتفاجأ بحفاوته واهتمامه؛ لأن الكبار يعرفون قيمة الصلة، وعليك قبل ذلك وبعده أن تجعل نيتك لله؛ لأن في الإخلاص عونا على كل الخيرات, وضمانا للاستمرار بحول وقوة رب الأرض والسموات.
والمطلوب أن يصل الإنسان كل أرحامه, وأن تكون الصلة بحسب القرابة, ثم عليه أن يقدم النافر، وأن يصل من قطعه؛ لأن "الواصل ليس بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها".
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي شكا من تقصير أرحامه:" لئن كنت كما قلت: فكأنما تسفهم المل –الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" وهذه البشارة لمن يصبر على أرحامه, ورغم أن الرجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم:" أصلهم ويقطعونني وأحلم عنهم ويجهلون علي وأحسن إليهم ويسيئون إلي إلا أن صاحب الرسالة شجعه على الصلة والإحسان وبشره.
ولا شك أن في صلة الرحم بركة, وزيادة في العمر, وهي سبب للتوفيق في الحياة، بل هي سبيل إلى نيل الرضوان وبالصلة, وبالبر تعمر الديار, وتنتشر المحبة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.