هل أعاني من هلع أم أعراض انسحابية أم ماذا؟

0 779

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم بداية على ما تقدمونه للناس من نصائح وإرشادات هامة.

أنا شاب مغربي سني 17 سنة، المستوى الدراسي (الباكالوريا)، أما حالتي فمنذ ثلاثة 3 أشهر بالضبط كنت أتعاطى الحشيش والتدخين -غفر الله لي- وحدث لي في يوم نوبة هلع كانت هي التي أوقعتني فيما أعانيه الآن، حيث كنت آنذاك قد تعاطيت للحشيش، وذهبت لمكان فيه ضجيج كثير، وجاءتني نوبة كبيرة، إذ توقف سمعي وبصري عن وظيفتهما لمدة 10 ثواني! وهذا كان بتأثير الحشيش.

منذ ذلك اليوم عزمت على التوقف نهائيا عن الحشيش، ونجحت في ذلك رغم أنني عانيت من الأعراض الانسحابية، ولم أتوقف عن التدخين إلا في رمضان، والحمد لله.

لي تجربة كبيرة مع الهلع، و لا أخاف منه أبدا، بل أستطيع أحيانا السيطرة عليه، فمثلا قبل أسبوع ذهبت للبنك، وجلست أنتظر دوري نحو ساعتين، وبدأت الأفكار تسيطر علي، لكن سرعان ما طردتها، وعدت إلى المنزل فرحا مسرورا، والسرور يحدث لي كلما تغلبت على نوبة أشعر أنني طبيعي عادي.

وضعيتي الآن هي شبه مستقرة، أمارس رياضات كمال الأجسام مرتين أو ثلاثا أسبوعيا، أحيانا أشعر بعد الواقعية، لكن بفضل الله أتغلب على ذلك، أسافر، أحيانا أشعر أنني لا أستطيع الخروج خوفا من النوبة، لكن أتحدى ذلك وأخرج.

أحيانا أصاب بإحباط وأقول إلى متى سأظل هكذا؟ أشعر أيضا أن رأسي ثقيل كأن شيئا عليه، خصوصا إذا استيقظت متأخرا أو لم أمارس الرياضة، ولما تأتيني النوبة لا أشعر أبدا بالخوف من الموت، ولا بالاختناق لكن أشعر أن رأسي ثقيل، وإذا حركته أصاب بدوخة صغيرة.

كنت أخاف من الصوت الذي يشبه الطنين، وكان يأتيني أحيانا طنين، لكن الآن لم أعد أخاف، ولم يعد الطنين كما كان.

الشيء الوحيد الذي يملأ الآن ذهني هو إقبالي على الدراسة خلال أسبوع في ظل هذه الوضعية، فما تقييمكم لحالتي؟

علما أنني لم أذهب أبدا إلى طبيب ولا أريد ذلك، وإني ملتزم -ولله الحمد والشكر- بالصلاة في وقتها حتى الفجر، وأقول الأذكار، وأقرأ القرآن.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أنك تعلم جيدا أن الأضرار الشديدة للحشيش خاصة في مثل عمرك، حيث يكون الدماغ في حالة من الخصوبة، والشبابية التي لا يتحمل معها أي نوع من الجروح، والقروح التي يسببها الحشيش، والحمد لله تعالى أنك قد أنقذت نفسك تماما، لأن الحشيش يعمل على مسارات كيميائية أهمها مادة الدوبامين، وهي المادة المحفزة أو التي تؤدي إلى المردود الإيجابي مما يعضد ويقوي الدافعية نحو الإدمان، فالحمد لله تعالى أنك قد توقفت عن هذا التعاطي.

بالنسبة للأعراض: لا شك أن الحشيش قد ساهم فيها، ولكن في ذات الوقت أعتقد أنه لديك أصلا القابلية للقلق والتوتر والمخاوف، وشيء من الوساوس، وأعراض الحشيش الانسحابية غالبا ليست شديدة، لكن في حالتك كانت شديدة لأنه أصلا لديك كما ذكرت القابلية للتوتر والقلق.

إذن كانت الجرعة مضاعفة: حشيش وأعراض انسحابية وقابلية في الأصل للقلق والتوتر، هذا إن شاء الله كله سوف يتلاشى بمرور الزمن، وأنت الآن بدأت عندك بوادر التحسن، وهذا شيء جميل جدا، يجب أن يكون قرارك صارما في البعد عن الحشيش وعن التدخين، هذا هو الذي يفيدك، أنت في مرحلة عمرية حرجة، لو دخلت من بوابات الإدمان فلن تستطيع أن تغلقها، وهي بوابات متعددة، والنهاية معروفة وهي التدمير الكامل وربما افتقاد الحياة، وحتى إن عاش الإنسان يعيش عيشة مزرية لا قيمة لها أبدا.

اتخذ قرارك الآن، واعضد هذا القرار، هنالك أشياء جميلة للإنسان يمكن أن يدمنها في هذه الحياة الدنيا، وأهمها بر الوالدين، تقوى الله وطاعته، أداء العبادات، والصلاة في وقتها، ومجالسة الأخيار، البحث والدراسة، مساعدة الآخرين، و(القائمة) طويلة جدا أيها الفاضل الكريم، هذه بدائل عظيمة يجب أن تحرص عليها.

أنا أعتقد أنه سيكون من المفيد لك أن تتناول أحد الأدوية التي أراها جيدة؛ لتحميك من الآثار الارتدادية للحشيش، وأعني بالآثار الارتدادية أن الحشيش في بعض الأحيان خاصة إذا كان مكون المادة النشطة المخدرة، والتي تعرف (THC) كان مكونها مرتفعا، وأعرف أن نوعية الحشيش المتوفر في المغرب المكون لهذه المادة السامة مرتفع، بعض الناس الذين يتعاطون هذا النوع من الحشيش بعد أن يتوقفوا تحصل لهم آثار، كأنهم لا زالوا يتعاطون الحشيش، هذه نسميها بالآثار الارتدادية، وهي ظاهرة علمية قليلة الحدوث لكنها مهمة وموجودة، وأنا الحمد لله تعالى أراقب هذا الموضوع علميا منذ فترة.

الدواء الذي سوف يحميك إن شاء الله تعالى ويزيل عنك القلق، وكما ذكرت يكون فيه وقاية من الآثار الارتدادية من الحشيش ويزيل عنك المخاوف أيضا، هو عقار دوجماتيل والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) هو عقار بسيط جدا، رخيص الثمن لكنه مفيد، تناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، تناولها بمعدل واحدة في الصباح وواحدة في المساء، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذا استمرت معك أعراض القلق والمخاوف هنا يجب أن تضيف عقارا يعرف تجاريا في المغرب باسم (ديروكسات)، والذي يعرف علميا باسم (باروكستين)، والجرعة التي تحتاج لها هي صغيرة جدا.

ابدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهر، ثم نصف حبة لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذن ابدأ بالدوجماتيل أولا، وإذا احتجت للديروكسات فألحقه بالدوجماتيل.

عموما أنا متفائل جدا أن الأمور سوف تسير على خير، اجعل لحياتك قيمة، عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، وعش الحياة بقوة والمستقبل بأمل، وركز على دراستك، لأن الدين والعلم هي أفضل ما يتسلح به الإنسان خاصة في هذا الزمان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات