السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ابني عمره خمس سنوات وسبعة أشهر، وعنده أخ أصغر منه بسنة.
أعاني مع الأول في التعليم، فهو يتشتت بسرعة ويمل عندما أجلس معه لأدرسه، حاولت معه بعدة وسائل: ترغيب وعقاب عن طريق النجوم، وحرمانه من التلفاز وغيرها من الوسائل.
كما أنه يواجه في بعض الأحيان صعوبة في القراءة وفي كثير من المواد الأخرى، لا يواجه أي مشاكل في الحفظ والحمد لله، لكنني أحس أنه يحتاج فترة من الوقت حتى يتأقلم مع الكتاب، أي أنه من الممكن بعد عشر دقائق من القراءة يواجه فيها صعوبة ثم يقرأ بعد ذلك بسهولة ولا أعلم السبب.
كما أن معلمته تشكو من عدم انتباهه بالحصة، وبأنه ينشغل بأي شيء معه.
حركته طبيعية، أي أنه لا يعاني من فرط النشاط الذي قرأت عنه في الإنترنت ولا تنطبق الأعراض مع ابني.
ما هي الوسائل التي تساعدني على أن أجعله يركز في الدراسة؟ فهو في الصف الأول.
وما الوسائل التي يمكن أن أستخدمها لأشجعه على القراءة والدراسة بشكل عام؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ em ayham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك سيدتي على السؤال، وزادك الله حرصا على رعايتك لطفلك.
ليس نادرا عند الأطفال في هذه السن بعض التشتت في بعض الأمور والواجبات، وخاصة عندما يصل الأمر إلى الجلوس مع أمه أو معلمته للتعليم والتلقين، فهو يرى في هذا "الحرمان" من المتع الكثيرة التي يرغب والتي يسر لها، وبالطبع قد لا يستوعب لماذا عليه إيقاف هذا اللعب المشوق والمسلي ليجلس لشيء يسميه الكبار من حوله "تعلم"!
ولكن يبدو أن طفلك، وبعد دقائق قد تصل لعشر دقائق يبدأ يتكيف مع الكتاب والقراءة، وهذا مؤشر حسن، ينفي احتمال وجود حالة فرط الحركة وضعف التركيز (ADHD)، وكما ذكرت في سؤالك حيث تغيب عنده كثرة الحركة، وربما ينفي أيضا حالة أخرى تسمى اضطراب ضعف التركيز (ADD)، ولا يوجد فيها عنصر فرط الحركة.
أرى أن الأمر مع طفلك لا يعدو إلا أن كونه في حاجة لبعض الصبر والتأني، ومن دون اللجوء إلى أي نوع من العقاب والحرمان كي لا نجعل بينه وبين القراءة والكتاب حواجز تصرفه بعد حين عن هذه الفعاليات التي لابد له منها في حياته.
هذا أمر في غاية الأهمية، وربما من أهم الأمور في هذه المرحلة أن نجعل فرصة الكتب والقراءة وقتا ممتعا مسليا، بحيث يصبح الطفل يتطلع، بل يطلب هذه الفعاليات، وإن تأخر عنده بعض الإنجاز، فالمهم في هذه المرحلة ليست كمية ما يقرأ، وإنما أن يرتبط عاطفيا بالعلم والمعلمة والمدرسة والكتاب والورقة والقلم، بالإضافة إلى أنه بالقرب من أمه الصبورة التي تعطيه الوقت الكافي لفعل كل هذا.
ولا ننسى أن أمام طفلك هذا الطفل الأصغر، وكلنا نعلم المشاعر والعواطف التي يمر بها الطفل الأكبر عندما يرى الأخ الأصغر يأخذ كل الرعاية والاهتمام مع أنه لا يقرأ الكتب ولا يذهب للمدرسة!
فيسأل طفلك الأكبر نفسه "أخي يأخذ كل هذا الدلال وهو لا يفعل شيئا من الكتب والقراءة... لماذا؟!"
من العناصر الهامة جدا للتعلم والدراسة عنصر التشويق، حتى عند الكبار الراشدين، ومن باب أولى عند الأطفال الصغار، فحاولي تشويقه للمادة التي سيقرؤها معك.
شوقيه، وسترين العجب، وسترين كيف سيقبل على الكتاب والقراءة طالما أصبحت بالنسبة له مصدرا للمتعة والتشويق.
وفقك الله، وأرجو أن نسمع أخبارا طيبة عن تقدم طفليك.