السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حبيت أسأل عن حالتي.
أنا عملت حقنا مجهريا، وكان يوم ترجيع الأجنة 30 أغسطس 2011، -والحمد لله- عملت تحليلا في اليوم العاشر وكانت النتيجة إيجابية ونسبة الحمل 38.
وصار لي تقريبا ثلاثة أيام ألاحظ نزول قطرات من الدم متفاوتة الكمية، فأحيانا تكون قليلة وأحيانا كثيرة من غير وجود أي ألم في الظهر أو البطن، وعملت تحليل حمل رقمي والنتيجة -الحمد لله- كانت 6230، يعني هرمون الحمل عال والحمد لله، مع العلم أنه تم إرجاع ثلاثة أجنة، اثنان ممتازة والثالثة من جيد إلى جيد جدا، وآخذ مثبتات cycligest 400 / crinon.
وبصراحة خائفة من الدم الذي ينزل، وأريد معرفة أسبابه، مع العلم أنني لا أقوم بأعمال شاقة.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amr حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن نزول الدم في ذلك التوقيت قد يكون بسبب حدوث التعشيش، فعند دخول المضغة إلى جوف الرحم تعمل الخلايا المشيمية المتخصصة على غزو بطانة الرحم لتعشش فيه، وبالتالي في هذه المرحلة قد تلاحظ السيدة نزول القليل من الدم، فإن كانت الأجنة أكثر من واحد فإنها ستعشش في أماكن مختلفة، وقد يؤدي هذا إلى نزول دم أكثر.
بالطبع هذا مجرد احتمال وليس تشخيصا أكيدا؛ لأن التعشيش يتم غالبا بدون أن ينزل أي أثر للدم، لكن إن صادف نزول دم في فترة التعشيش ثم توقف, فيكون هذا سببه، وهو غير مقلق وغير ضار على الحمل -بإذن الله-.
وهنالك احتمال أن يكون نزول الدم في هذه الفترة ناتجا عن تأثير الإبر والأدوية التي تعطى بكثرة في عملية أطفال الأنابيب، فهذا وأرد الحدوث؛ حيث تصبح البطانة الرحمية متسمكة بفعل الأدوية وقد ينزل منها بعض الدم، وهنا يعتبر غير مقلق وهو احتمال أيضا.
وبالطبع هنالك الاحتمال المزعج الذي لا نتمناه، وهو أن يكون هذا الدم علامة على عدم ثبات الحمل كله -لا قدر الله- (التهديد بالإجهاض) وفي هذه الحالة لا ينفع إلا الانتظار والمراقبة.
وهنالك احتمال أن يكون واحدا من الأجنة قد فشل في التعشيش، وبالتالي تحلل وأجهض في وقت مبكر، وهذا يحدث كثيرا في أطفال الأنابيب، ولذلك فعادة ما يتم إرجاع أكثر من مضغة لإعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل -بإذن الله-.
وبما أن التحليل الهرمون عندك يرتفع بشكل مستمر وطبيعي, فهذا أمر مطمئن -بإذن الله- لكن خطر الإجهاض حتى في الحمل العادي وعند أي سيدة لا يقل إلا بعد أن يظهر نبض الجنين ويصل عمر الحمل إلى الشهر الثالث تقريبا، فبعد هذا التاريخ تكتمل المشيمة وتصبح قادرة على إفراز الهرمونات المثبتة للحمل بشكل كاف، وبالتالي يقل احتمال حدوث الإجهاض بشكل كبير جدا.
إذا: ما أنصحك به هو الانتظار والصبر، مع الاستمرار في تناول المثبتات وإعادة تحليل الهرمون في الدم بعد 2-3 أيام، فإن تضاعف عن الرقم السابق فهنا تكون الأمور مطمئنة جدا -بإذن الله- وعند بلوغ الحمل 6-7 أسابيع يجب عمل تصوير تلفزيوني للتأكد من أن الحمل في داخل الرحم، ومن أن المضغة بداخله، وأن نبض المضغة موجود -بإذن الله- هذه العلامات تدل على أن الحمل يسير بشكل طبيعي -إن شاء الله-.
هوني على نفسك -يا عزيزتي-، فليس هنالك الكثير الذي يمكن عمله في هذه الحالة، وكل ما سبق ما هو إلا أخذ بالأسباب ويبقى أهم شيء وهو التوكل على رب العالمين -عز وجل-، فهو خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يكمل لك الحمل ويرزقك بما تقر به عينك.