السؤال
السلام عليكم.
منذ يومين أمي دعت علي دعاء أسأل الله ألا يتحقق، وهو أن يبعث الله لي أولاد الحرام ويغتصبونني، لأنني نرفزتها وعصبت مني، ولا أتقبل نصائحها، أنا خائفة أن يستجاب دعاؤها، لكن بعدها استغفرت الله ودعت لي أن الله يبعدهم عني ويبعث لي ولد الحلال، فهل سيستجاب دعاؤها؟ وأنتم ادعوا لي الله أن يبعث لي ولد الحلال ويستر علي.
أنا خائفة جدا، لا أحب أن أحدا يدعو علي بالموت، فأهلي دائما يدعون علي وأنا خائفة أن الله يستجيب لهم، لا أحد يحبني، ولا أعرف كيف أتعامل معهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يتولى عونك وييسر لك البر بأمك وأبيك، واعلمي أيتها الكريمة أن حق الوالدين عليك عظيم، وأنك مهما بذلت من الوسع والطاقة ومحاولة الإحسان إليهما لن تستطيعي أبدا الوفاء بحقهما معك، وقد أمرنا الله تعالى ببرهما، والبر هو فعل ما يسرهما من القول والفعل والإحسان، فاحرصي - بارك الله فيك - على إرضاء والدتك دائما - وكذا أبيك - بالكلمة الطيبة الجميلة التي يحبون سماعها منك، وبادري إلى طاعتهما في كل ما يأمرونك بشيء ليس فيه معصية لله تعالى، واسألي الله تعالى بصدق أن يعينك على القيام بهذه المهمة العظيمة وهي بر الوالدين.
ونحن نثق أيتها الكريمة بأن والديك سيرضيان عنك إذا علما منك الصدق والرغبة في البر بهما والإحسان إليهما، وواضح جدا من كلامك أن والدتك ترضى عنك بسرعة وتبدأ بالندم من كلمات صدر منها أثناء الغضب، وهذا يدل على أنك فعلت معها الأسباب التي تغضبها، واعلمي أن سعادتك في الدنيا والآخرة مرهونة بطاعة الله، ومن طاعة الله تعالى الإحسان للوالدين بما أمر الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما، وجعل الإحسان إليهما قرينا لتوحيده وعبادته، فقال جل شأنه: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}.
بل أمر الله عز وجل بالإحسان للوالدين حتى إذا أساء الوالدان للولد، زحتى لو كانا مشركين، فقال سبحانه: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} والمصاحبة بالمعروف والبر بالوالدين والقول الكريم في كل أمر يأمران به إلا بمعصية الله، كلها مما أمرك الله عز وجل به، فابذلي طلب المسامحة من والدتك واحرصي على إرضائها، لأن هذا من الأسباب التي تجلب لك الرزق الحسن الذي تتمنينه، فالزوج الصالح الذي تقر به عينك والذرية الطيبة الصالحة، كل هذا ثمرات من ثمرات عملك الصالح، ومن أهم الأعمال الصالحة البر الوالدين.
أما ما صدر من دعاء من والدتك أو من أهلك والدعاء عليك بالمكروه، فلا تحملي له هما كبيرا، فإن الله تعالى لا يستجيب لنا الدعاء على أنفسنا بالشر وقت الغضب، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن هذا من كرمه وفضله فقال سبحانه: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} لكنه سبحانه وتعالى لا يستجيب دعاءنا على أنفسنا بالشر رحمة منه سبحانه وتعالى، ومن هذا ينبغي للإنسان أن يتجنب الدعاء على نفسه وعلى أولاده وعلى أمواله، فلا يوافق ساعة يستجيب الله عز وجل فيه الدعاء فيستجيب له، فلا تحملي هما لما مضى وبادري بالتوبة والاستغفار والعفو والمسامحة من الوالدين، وفي حال غضب الوالدين ينبغي أن تتجنبي موقف هذا الغضب ولا تبادلهما الإساءة بإساءة حتى يذهب عنهم الغضب.
ومما يعينك على القيام بهذه الوظيفة مجالسة الأخوات الصالحات ومدارسة أحوال الصالحين بآبائهم، وقراءة القرآن الكريم الذي فيه قصص الأنبياء مع آبائهم وفيه ذكر الصالحين مع آبائهم، فهذا مما يعرفك بمقدار الوالدين وعظيم حقهم عليك.
نسأل الله تعالى لك التيسير وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.