يحزنني أن أكون أسيراً للرهاب... فما سببه وعلاجه برأيكم؟

0 275

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب جامعي أصبت بالرهاب الاجتماعي، وأصبحت أسيرا له لا يفارقني أبدا، ولكنني من قبل لم أكن أعاني من أي شيء، وكنت اجتماعيا ولا أخجل، حيث أنني كنت طبيعيا في جميع الأمور، أسأل الأستاذ إن لم أفهم نقطة ما، أتحدث مع زملائي بكل ثقة...الخ، ولكن الآن لم أعد كذلك، بل إنني أخاف السؤال والحديث خوفا من احمرار وجهي، ولكنني لم أستسلم، فقد حاولت التغلب عليه مرارا وتكرارا بأساليب مختلفة تماما، حيث أنني كنت أسأل وأتحدث ولا أبالي باحمرار وجهي، ولكنه يحمر بالإضافة إلى التعرق، فقد كنت أحاول التغلب عليه لمدة سنتين ونصف، ولكن لم تنفع المحاولات، لذلك أصبحت لا أتحدث ولا أسأل، حتى أن معدلي الجامعي انخفض بشكل ملحوظ تماما.

إن ما أعاني منه ليس مقتصرا فقط على المحيط الخارجي، بل حتى المحيط العائلي، وهذا ما أحزنني كثيرا وزاد آلامي المحبوسة في صدري، إلى درجة أنني أكاد أبكي حزنا من هذا المرض، إنني أشعر به في صدري، وفي الجهة المقابلة من ظهري، وهو يؤلمني ويسبب لي التعب.

بحثت عن السبب كي أصلح الأمر، كنت أسأل نفسي من أين ابتدأ معي الرهاب، حيث كان الجواب بأنه أصابني فجأة، ولكنني أعتقد بأن هنالك سببا ما، ولكنني لم أكتشفه.

أخجل من الذهاب للمستشفى وأخبر الطبيب وجها لوجه عن حالتي، فلذلك قررت بأن أطرح السؤال هنا، آملا أن يوفقني الله عز وجل للعلاج.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا تستغرب أبدا أن تصاب بالرهاب الاجتماعي بالشكل الفجائي هذا - كما ذكرت - فالغالب أن يبدأ عند غالبية الناس بهذا الشكل، ولا تستغرب أن يبدأ هذا الرهاب مع أن شخصيتك السابقة شخصية واثقة، وشخصية اجتماعية مع الناس، فهذا ما يحدث في أغلب الأحيان.

ولا تستغرب أن الرهاب قد حصل وأنت لا تدري سببه، فمعظم الحالات أصلا تحصل عند الناس ولا يدرون سببا له، بل طبيعة الرهاب الاجتماعي أن يظهر وكأنه لا يوجد سبب واضح له، فلا تتعب نفسك كثيرا بالبحث عن السبب، فقد لا نجد في أغلب الحالات، وحتى لو عرفنا سببا محتملا له، فالأمر يبقى احتمالا، وهو لن يفيد كثيرا في العلاج.

ولا تستغرب أن ينتقل من رهاب الناس خارج البيت والأسرة، ومن ثم يمتد ليصل للأسرة ومن تعرف من الأقرباء، فهذا أيضا قد يحصل مع الكثير من الناس، وطبيعة الرهاب الاجتماعي وما يرافقه من امتداد أنه يبدأ ينتشر من جانب لآخر من حياة الشخص، ولا تستغرب أنك حاولت كثيرا التخلص من هذا الرهاب، إلا أنه ما يزال يتعبك، فطبيعة الرهاب الاجتماعي أنه قد يكون مزمنا، وخاصة عندما يترافق مع تجنب المواطن الاجتماعية للقاء الناس.

ولعلك أدركت من الاطلاع على الأجوبة الواردة على هذا الموقع، مما له علاقة بالرهاب الاجتماعي، وهو منتشر، لعلك اطلعت أن العلاج الأمثل هو العلاج النفسي المعرفي السلوكي، الذي يمكن أن يشرف عليه طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، حيث يقوم بتوجيهك لضرورة اقتحام المواطن التي تتجنبها وعدم تجنبها، وبضرورة الاحتكاك بالناس والاختلاط معهم، مما يمكن أن يقضي على الرهاب، أو يخفف منه على الأقل.

ويمكن للطبيب النفسي في بعض الحالات أن يصف أحد الأدوية التي يمكن أن تساعد الشخص على فعل هذا، وإن كان العلاج الاساسي هو السلوكي، والدواء مساعد فقط.

ويفيد جدا القراءة والاطلاع على طبيعة الرهاب الاجتماعي، فالمعرفة في هذا النطاق نوع من العلاج أيضا، وبحيث لا يبقى الشخص يدور في حلقة يبحث عن تفسيرات وتعليلات للمرض، وهناك العديد من الكتب والمواقع التي تشرح هذا الأمر.

وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 )

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات